أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الذين أصابتهم حرفة الأدب!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-04-2016


إن إصرار الإنسان على امتهان حرفة ذات طبيعة مختلفة دليل على رغبته الأصيلة والمؤكدة في بلوغ هدف أو غاية من غايات الدنيا كالمال والشهرة ومصاحبة ذوي الجاه والسلطان، إلا حرفة الأدب، فهذه تسرق العمر والراحة والمتع الصغيرة منها والكبيرة، خاصة إذا استبد الأدب واستحوذت الكتابة على صاحبها، لذلك نرى معظم أهل الأدب الحقيقيين من بسطاء الناس وربما من فقرائهم أيضاً.

 ومن هنا كان يقال: فلان أدركته حرفة الأدب، وفلان هذا هو الأديب والشاعر، ويمكن أن ينضم إليهما الروائي والكاتب الصحفي الذي قد تدركه حرفة الأدب أيضاً!وأدركته حرفة الأدب أي: تسلطت عليه واستعبدته فصار يخدمها أكثر مما يخدم نفسه وحياته دون أن يتمكن من الفكاك منها، فهي حرفة لا يتقاعد صاحبها ولا يستقيل ولا يعتزل، وهنا نتحدث عن الأدباء من أصحاب المواقف والرؤى والأفكار الكبيرة!إن الأدباء الذين يمنحون الأدب كل وقتهم وجل اهتمامهم هم أولئك الذين يبرعون في حرفتهم، فيعكفون على تطويرها وتحسينها بالقراءة والبحث والتأمل والاستماع والسعي لطلب الاستزادة من المتقدمين والرواد، دون أن يتوقفوا عن بذل المزيد من الجهد والعمل، مع إدراكهم الكامل أنهم اختاروا المهنة الأصعب والأشرس!

 نعم الأشرس كما وصفها الأديب العالمي «ماريو برغاس يوسا»، عندما كتب في واحدة من رسائله إلى روائي شاب يقول له: «إن الأدب حين يتحكم في صاحبه يصير كتلك الدودة اللعينة التي تنفذ إلى الأمعاء وتربض هناك تتغذى على صاحبها دون توقف، وهكذا الأدب يتغذى على وقت وذاكرة وحياة الكاتب»، وقبله قال «توماس وولف» معلم فوكنر: «لقد عرفت أنني قد تحولت أخيراً إلى كاتب، عرفت أخيراً ما الذي يحدث لإنسان جعل من حياته حياة كاتب»! يعتنق الكتاب العظام الأدب كمن يعتنق ديناً، يقول يوسا، بحماسة وإيمان واستعداد للتضحية! فماذا يحتاج الأدب من الأديب ليتم وصفه هكذا؟

في الحقيقة إنه يحتاج إلى كل شيء: الميل والجهد والوقت والطاقة، إن هؤلاء الذين يمنحون الأدب كل ميلهم وجهدهم ووقتهم وطاقتهم هم وحدهم من سيكونون في وضع يمكّنهم من أن يصيروا كتّاباً حقيقيين، وأن ينجزوا أعمالاً تستمر بعدهم، هذا ما يقوله تاريخ الأدب وتاريخ الأمم، هكذا كان غارسيا ماركيز، ونيرودا، ونجيب محفوظ، وتولستوي، وديستويفسكي!

لا شيء يمكن أن يغيّر أصول هذه القاعدة أو المعادلة، لا السوق ولا التجارة ولا الشطارة، يمكن للكاتب أن يستفيد من التطور ومن التكنولوجيا ومن شطارة مروجي الكتب، يمكنه أن يتلافى ضياع الوقت، وأن يعظم فائدته من تدفق المعلومات، وأن يصل بأفكاره إلى جمهور أوسع، لكنه سيظل دائماً بحاجه إلى الميل الحقيقي للأدب، وإلى الجهد الكبير قبل الموهبة، وإلى الزمن لتتراكم النتاجات وتنضج، هؤلاء الذين يخربشون على الأوراق دون جهد وبحث معمّقين ودون قراءات متخصصة ودون تجربة، ثم لا يحتملون أي نقد أو توجيه، لن ينتجوا أعمالاً يذكرها الناس ولا أعمالاً تعيش بعدهم، هؤلاء أصابهم عارض الشهرة، لكن لم تصبهم حرفة الأدب حتماً!