أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الأساطير التي تربينا عليها

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 22-04-2016


في تفاصيل التاريخ، تاريخ العالم، تاريخ المدن، وتاريخ الناس تكمن الحكايات، الأساطير، الخرافات، والحكايات الصغيرة، في طفولتنا كانت الخرافة حاضرة، لا لننهل منها ونوسع خيالنا..

ولكن لنخاف بل ونموت خوفاً، فكلما خطر على بال الأمهات والجدات أن يمنعن الصغار من الخروج وقت الظهيرة، استحضرن لهم خرافة »حمارة القايلة«، فإذا فكر هؤلاء الصغار في أن يتفلتوا مساء من المنازل ليلعبوا ويعبثوا في (براحة) الحي ليلاً، جهزت الجدات العصا وحكاية »خادم بحر« أو »بابا دارياه«، فلا يفكر أحد بالاقتراب من البحر أو الخروج ليلاً، كي لا يخرج له جني البحر، لا قدر الله، وبالتأكيد، كان هناك صبية لا يبالون لا بخادم البحر ولا بديك الجن، ولا بمجانين الحي!

في الأيام التي سكنا فيها تلك الأحياء القديمة، راجت في خيالنا تلك الخرافات (كنا نسميها الخراريف ومفردها خروفة)، خرافات البر والبحر والظهيرة والمساء، كان مجرد ذكر أسماء مثل »أم الدويس« و»خطاف رفاي«، و»بابا دارياه«، كفيلاً بأن يجعلنا نتراجع عن أي مغامرة أو مشروع شيطاني كنا ندبره، كنا نخاف بالفعل، وكانت الجدات والأمهات تحرث عقولنا بتلك الحكايات، لحفظنا من شرور التسكع في أوقات غير آمنة، لكن الحي كان يولد أساطيره الصغيرة اليومية بشكل مستمر عبر شخوص حقيقيين يتحركون في فضاء الأمكنة، في الأزقة الضيقة وفي المنازل البعيدة المتداعية، وفي البراحة والحوش الكبير الذي يضم جموع الغرباء..

في روايته الشهيرة »صخرة طانيوس«، يؤكد الروائي أمين معلوف، أنه ما من قرية عربية في ما مضى من الزمن، تخلو من شخصية المجنون ورجل الدين، وهذه حقيقة لها براهينها، وقد عشنا طفولتنا متنقلين من حي لآخر حسب التحولات التي أصابت مدننا، لكن ما من حي خلا من معتوه أو مجنون كان الصغار يجرون خلفه، يستفزونه ويزيدونه جنوناً بحماقاتهم، خلف بعض هؤلاء تكمن حكايات عميقة جداً كانت سبباً في جنونهم تماماً، كما كان العشق سبباً في جنون قيس وموت روميو وآلاف غيرهم، قرأت ذات يوم عن رسام رقيق ورائع ينتمي لأسرة أرستقراطية في دمشق، جن بسبب أفكاره، هم قالوا إنه مجنون لأنه تبنى أفكاراً لم يتقبلها المجتمع المخملي!

حكت لي أمي عن امرأة قيل إنها مجنونة كانت تستولي على غداء الناس وقت الظهيرة وتلقيه في البحر، كانت تقول إذا سئلت عن السبب إنها تفكر في الأسماك والحيتان التي يجب أن تأكل مثلنا. أهذه مجنونة فعلاً أم فيلسوفة؟ ذلك يعود للمنظور والزاوية اللذين يتم تقييم تصرفها من خلالهما، لكن الأمهات لم يترددن في تخويف صغارهن منها، على الرغم من أنها لم تكن تؤذي أحداً.

إنها الخرافة أو الذهن الجماعي الذي يصنع أساطيره ليحمي نفسه أو أطفاله أو أفكاره!