أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الثقة زيت المجتمعات

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 11-04-2016


يرى بعض المنظرين السياسيين أن الثقة المرتكزة على الأخلاق أهم للمجتمع من القوانين والمؤسسات. لقد وضعت السياسة لأجل تيسير أمور المجتمع، وفي حال فقدان السياسة لهذه البوصلة واستقلالها بأهدافها عن ذلك، تصبح عمليات التحول والتطور إلى الأفضل معدومة الفرص. وحين تغيب الثقة تتعطل مصالح البلد وأدواره الاجتماعية، ويكون كل كيان وفئة جزيرة معزولة وحدها. الثقة هي الزيت الذي يريح مفاصل وحركة المجتمع، وهي أمر رمزي ومعنوي يسهل كل الحركة بين فئات المجتمع أو طبقاته. والسهولة والمرونة تعني التفاعل وانتقال الأفكار من عامة الشعب إلى أعلى، والتشريعات والأوامر كذلك تختفي عنها صبغة القسر والقهر.
لدى الفرد العربي أزمة مع الدولة الحديثة، فمنذ نشأة الدولة العربية قبل ما يقارب قرنا من الزمان، لا يشعر العربي بدوره فيها، ولا امتنانه لها، على عكس ما حدث في الدول المتقدمة، حين شعر الفرد بوجوده كجزء منها، وآمن أن الكيانات السياسة وضعت لخدمته لا لإخافته. عملية بناء الدول عملية معقدة ومستمرة، والمشاركة الشعبية كانت أساسا مهما من أساسيات بناء الثقة. لكن الدول المتأخرة في المجال السياسي، والتي تغيب هذه المشاركة، لديها ألف طريقة لتجميل صورتها، واستخدام القوة والمال لتمرير خطابها وفرضه. لكن كل هذا لا يعوض فقدان الثقة، وأصوات التذمر والسخط القابعة في وجدان الرأي العام، والتي تظل تتحين الفرصة، كي تنفجر وتعبر عن نفسها.
وثقافيا ولدت مجتمعاتنا عبر سياق ثقافة صراعية، سواء الخطاب القبلي أو الخطاب الديني، ففي السابق لم تعرف القبيلة غير منطق القوة، أو الأحلاف الخاضعة له، وكانت سبل التعاون والتفاهم محدودة. كانت الصحراء مسرحا للقوة وحدها، التي تعبر عن نفسها بأشكال متنوعة من الصراع الرمزي أو المادي. كذلك الخطاب الديني المعاصر، ومنذ ولادته، كان معنيا بالصراع مع الآخر البعيد أو القريب. بدا لنا أن العالم كله يتآمرعلينا، وانشغلت مجتمعاتنا بصراع تطرف شديد مع تطرف أقل منه بدرجة واحدة فقط، وتاهت المجتمعات بذلك عن الثقة التي تهبها الطمأنينة، وترشدها إلى كرامة العيش وخيره.
ويعود جزء كبير من تعطيل الثقة إلى دور النخب، فالسياسي محتاج لهذه النخب، والشعب كذلك، بل هي صلة الوصل بين القيادة والشعب. وحين لا ترتضي هذه النخب أداء أدوار صادقة، ينتقل دورها التزييفي فيؤثر على الفئات الشعبية والقيادية، فتغيب الثقة ويخسر الجميع. إن مسألة غياب الثقة في المجتمع تضعفه وتحرمه الرخاء والتقدم الاقتصادي والأمان والحرية، وقد توسع في ذلك فرانسيس فوكوياما في كتابه «الثقة، الفضائل الاجتماعية ودورها في الرخاء الاقتصادي».