أحدث الأخبار
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد

الخادمات.. رحلة القهر والمعاناة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-04-2016


في حياتنا إشكالية اجتماعية كبيرة، شكلت على الدوام حالة متناقضة من الاستياء والتعاطف معاً، من قبل الحكومة وكثير من العائلات الساعية لحل هذه الإشكالية بطريقة إنسانية، إلا أن هناك من يصر على سلوك أقل ما يقال عنه إنه لا يمت للنخوة والإنسانية بصلة، مرد الإشكالية في اختلاف الثقافات بين الأسر وخدم المنازل، وكذلك طريقة التفكير اللاعقلاني، فنحن نتساهل معهم أحياناً، ونكلفهم أكثر من طاقتهم أحياناً، ونترك لهم بيوتنا يتصرفون فيها كما يشاءون أحياناً ودون رقابة وتقنين، ثم نعاني ونشتكي مما يفعلون!

تأتي عمالة المنازل إلى بيوتنا عبر مسارات وطرق طويلة، وعبر رحلة معاناة وإنهاك، وعبر صفقات ومساومات وعمليات ابتزاز لا تنكرها الخادمة عندما تصل إلى بيت مخدومها، فهي تتحدث عن رحلة العذاب وكم كلفتها هذه الرحلة، وكم باعت من ممتلكاتها وكم استدانت، وكيف دبرت أمر صغارها وأمها المريضة ووالدها المعوز، إن كثيرات منهن يأتين من قرى وأحياء فقيرة، يأتين معدمات، الجوع والفقر والحاجة والرغبة الجانحة في تجنيب أبنائهن وحش الفقر والجهل هو ما يدفعهن للمجيء، الأمر ليس سهلاً على الروح أن تحتمله، لكن الفقر لا يحتمل أيضاً، لذلك فليس سهلاً على إنسانية الإنسان ألا تتعاطف مع هؤلاء، مع إقرارنا بالمصائب التي ترتكبها الكثيرات منهن!

الإشكالية أن هؤلاء قد شكلن ظاهرة جارحة في وجدان المجتمع برغم كل المعاناة التي نتحدث عنها، لقد امتلأت سجلات الجريمة بجرائمهن، إنهن يقتلن، ويسرقن، ويشكلن عصابات للرذيلة، ويهربن ببساطة من بيوت مخدومهن، لكن ذلك لا ينفي فعلاً مقابلاً من قبل بعض الأسر من كل المحاولات الرسمية لجعل العلاقات تتم بشكل قانوني وعادل، فهناك سوء معاملة، وهناك ضرب، وهناك تحليف أكثر من اللازم، وصراخ وشتائم، ومنع من استخدام الهاتف باعتباره سبب الهروب والمصائب الأخرى! وهناك منع من ساعات الراحة، وهناك تحرش جسدي وهناك لا إنسانية وقهر متعمد أيضاً!

أحد أمثلة التعامل اللا إنساني: عندما تكون في مطعم وترى تلك العائلة التي أصرت على اصطحاب الخادمة يجلسون على طاولة العشاء، يملأونها بمختلف الأطباق والمشروبات، يأكلون ويضحكون، بينما تلك الخادمة المسكينة تجلس بانكسار على طاولة منزوية بعيداً أو تقف في الخارج، بانتظار أن ينتهوا من العشاء، دون أن يكلفوا أنفسهم دعوتها لتجلس معهم بحجة أنها خادمة، والخادمة لا تجلس مع مخدوميها! ماذا نسمي هذا السلوك الشائن واللا إنساني والقبيح أخلاقياً؟

لسنا في عصور العبودية ولا السخرة ولا التخلف، لسنا أسياداً وليسوا عبيداً، نحن في بلد متحضر، متألق إنسانياً في كل الدنيا، وفي كل المجالات، فلنكن جميعاً، مهما بلغ غضبنا منهم لأسباب كثيرة أن نلتمس لهم العذر ونكون على قدر إنسانيتنا!