أحدث الأخبار
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد

خايف على عيالي

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 08-03-2016


هل تود الخروج معي؟ بالطبع! ثوانٍ.. يضغط على صورة المايك في هاتفه بالطبع، لكي لا أسمعه وهو يستأذن من «المعزبة».. يعود إليّ بعد ثوانٍ وصوته يحمل سعادة طفولية.. مرّ علي! وقبل أن أغلق الهاتف يتذكر أمراً.. هل فلان سيكون معنا؟ أجيبه بالتأكيد.. كي تزيد الحماسة فأفاجأ به يقول: آسف.. لن أحضر!

الأحمق لم يترك لي الخيار! أتصل بالآخر.. هل تود الخروج معي؟ بكل سرور.. تصل إلى منزله.. تتصل به لتخبره أنك «تحت».. يسألك كاذباً كعادته: متعشي.. أييب لك شي؟ تجيبه صادقاً كعادتك: لا.. هات أي شي! وقبل أن يغلق الهاتف يقول لك: لا تحرجني.. إذا كان فلان في السيارة فأخبرني من الآن كي أبقى في المطبخ.

تمتزج سعادتك بحزنك.. السعادة لأنك عرفت الواجبات التي تكلفه بها معزبته.. والحزن لأنك تأكدت أن ما كان بينهما لن يعود أبداً كما كان!

إلى فترة قريبة كانا يعتبران فولة وانقسمت نصفين، كما يقول التعبير المصري.. طنجرة ولقيت غطاها بالسوري.. طيرين في عش (بالأردني بتصرف).. قرية مفشوقة بالنص بالعراقي.. متشابهان متحابان.. يتبادلان أعقاب السجائر والنكات والسيارات ونقاط المرور السوداء والغتر والأعقلة (جمع عقال).. إلى أن توقف أحدهما عن مناداة الآخر بغير كلمة «الداعشي».. وتوقف الآخر عن مناداته بغير كلمة «الملحد»، على الرغم من توافقهما في كل فكرة، واختلافهما في مستوى طرق الوصول إليها.

كلما جلست مع أحدهما صرح لي وبدأ كلامه معي بمحاولة إقناعي بأنني لا أفهم ما الذي يحاك لهذه الأمة.. اللطيف أن كليهما يؤمن بأن الـ«سي آي إيه» لها يد في الموضوع.. الأول يقسم برأس أمه (ثم ينتبه ويستغفر) بأن المؤامرة من هؤلاء هدفها سلخنا عن كل ما ننتمي إليه.. تراثنا، أمجادنا، قدواتنا، مقدساتنا.. والثاني يقسم بالله (ما يجعلني ابتسم) بأن الهدف هو إعادة الجميع إلى عصور الجهل والتخلف، وإبقائهم في دوامة الكُره وقتل أحدهم للآخر..

يختم كلاهما كلامه بالجملة التي أكره سماعها.. صدقني أنت لا تفهم! إذا سيطر هؤلاء على أفكار الناس فلا مستقبل لنا.. أنا خايف على عيالي!

«الخوف على العيال» هو مربط الفرس! كل طرف يتشاءم بالنظر إلى مستقبل أسود وهو خائف على عياله.. عداوات من لا شيء.. وخطط.. وردود أفعال بسبب الخوف من المجهول، بينما الوقاية في رأي كل منهما أيضاً واحدة، وهي وجود «الدولة» بمفهومها الحديث ومؤسساتها التي تحمي المال و«العيال»..

كيف أقنع كلاً منهما بأن ضمانته هي بعمله الجاد والمخلص من أجل تقوية مؤسسات الدولة.. بأن تكون حياته في أن يتأكد من وجودها وثباتها ونجاحها كي لا يخاف على عياله؟! أعتقد أن معزبته هي خير من يفعل!