أحدث الأخبار
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد

معايير الكمال وصناعة المجاعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 07-03-2016


لا شك أننا نعيش حالة من الرفاه المادي ويسر العيش، نحمد الله عليها ليل نهار، كل شيء متوفر، كل الخدمات ممتازة، ولا أحد يشكو من أمر يخص شؤونه اليومية: الطرقات، الماء، الكهرباء، خدمات الاتصال، النظافة، المواصلات، الغذاء، العمل، التعليم، الصحة... إلخ، لا نتحدث عن الكمال ولا عن المثالية، لكننا نعيش رفاهية حقيقية ووفرة في كل شيء وهذا ما لا يمكن لأحد أن يجادل فيه، أو يشكك فيه، الأمر يحتاج إلى كثير من الشكر وتحاشي الهدر.. كما يحتاج إلى حسّ إنساني من نوع خاص!

بحسب منظمات الصحة والأغذية العالمية، فإن 800 مليون إنسان جائع يعيشون معنا على نفس الكوكب، وبحسب اقتصادات السوق العالمية وأرقامها فإن العالم ينتج ما يكفي لإطعام الكوكب، إذاً كيف تنتج المجاعات؟ الخطأ ليس في أن الأرض قاصرة عن إطعام سكانها، لكن في أن الإنسان صنع بإصراره وبميوله الجشعة حالة توزيع مختل للثروة حرم بموجبها ثلث سكان الأرض من الطعام.

وألقى بهم على تخوم الجوع والمرض والموت، كما وضع معايير مثالية للمنتجات يتم على أساسها إتلاف المنتجات المخالفة ليموت ملايين الناس ببساطة! بينما هناك ما يكفي لإنقاذهم بقليل من الإنسانية والعقلانية!

الحل يكمن في توجيه الثروة المهدورة من الخضروات والفواكه لإطعام هؤلاء، وبحسب أرقام المنظمات العالمية أيضاً فإن ثلث إنتاج العالم من الغذاء يتم إعدامه والتخلص منه لغير سبب وجيه سوى أنه لا يتماشى مع معايير السوق التي تشترط التناسق والتماثل وعدم وجود أي عيب أو تشوّه مهما كان صغيراً في شكل الفاكهة أو الخضروات.

لقد أكدت إحصاءات منظمات الغذاء أن هذه الكمية (المشوّهة) من الفاكهة والخضروات كافية لإطعام ضعفي عدد الجياع في العالم.. فقط لنتخيل كمية ومقدار الهدر الذي يمارسه الإنسان (المتحضر) في هذا العالم!!

تقول الأرقام الخفية أيضاً إن هذه الكمية المهدرة تحتاج سنوياً من أجل إنتاجها إلى ما يوازي كمية مياه نهر الفولغا العظيم أغزر أنهار أوروبا من حيث المياه، إضافة إلى كميات مهولة من الحبوب والأسمدة وساعات العمل والمزارعين، لكن ذلك يتلف ببساطة، لأن حبة الطماطم ليست مستديرة كما نحب، أو لأن ثمار اليوسفي ليست بالطعم المطلوب.

هذه القضية الخطيرة استدعت من مجلة ناشيونال جيوغرافيك الدولية، فتح ملف حول الوفر، والهدر الممكن تلافيه بأشكال متحضرة وواعية تجعل الإنسان يطور معاييره الإنسانية للطعام ولكارثة الجوع ليتمكن من قبول استهلاكها شخصياً أو توظيفها لصالح الجياع، فالكوكب مقبل على كارثة شح موارد بسبب هذا الهدر الذي نمارسه جميعاً كل لحظة، معتمدين على مسألة أننا بلاد خير ونعمة ورفاه.

 حسناً، علينا أن نفهم أن الهدر والتبذير أمر غير مقبول أخلاقياً ولا دينياً، وعليه لا بد من الانتباه جيداً!