أحدث الأخبار
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد

علي محسن.. المناسب في المكان المناسب

الكـاتب : محمد صالح المسفر
تاريخ الخبر: 03-03-2016


أدركت القيادة اليمنية العليا وقيادة التحالف ولو متأخرا، أهمية إشراك اللواء/ الفريق علي محسن الأحمر، وتكليفه بإدارة سير المعارك العسكرية في اليمن، وكرمته بترقيته إلى رتبة فريق، وهو يستحقها عن جدارة وتعيينه نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية.
(2)
لا يحتاج القارئ العربي من الكاتب أن يقدم سيرة ذاتية للجنرال علي محسن الأحمر، ففي تقديري أن كل المعاهد العسكرية في الدول الكبرى وذات التقاليد العسكرية العريقة تعرف عنه الكثير، وقد تصفحت أحد مواقع الدراسات العسكرية الأجنبية أبحث عن اسم الأحمر، فوجدت سيرته الذاتية الناصعة والمشرفة، ليس له فحسب، وإنما للعسكرية اليمنية.
يعد الفريق الأحمر أهم الأسماء في تاريخ اليمن المعاصر إثارة للجدل، ويدور الجدل بين حاقد وحاسد وغيور وكاره للنجاح، ولكل منهم رأي فيه، لكنهم يجمعون على أنه رجل عسكري رفيع المستوى. كان من أبرز رجال تثبيت الوحدة اليمنية عام 1994، وقاد خمس حروب ضد الحركة الحوثية، ولم يهزم في كل معاركه العسكرية إلا في واحدة، وكانت بمؤامرة من الرئيس السابق على عبدالله صالح. ناصر ثورة الشباب اليمني المطالبين بالإصلاح، وعندما تعذر ذلك لطغيان صالح وغروره، انضم إلى حركة الشباب.
في تلك الظروف اشتدت هجمة الحرس الجمهوري على الشباب المتجمعين في ميدان التغيير مرددين هتافاتهم "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهنا اندفع الفريق بقوات الفرقة الأولى مدرعة للدفاع عن الشباب المطالبين بالتغيير واشتبكت قواته في مواجهة عسكرية مع الحرس الجمهوري بقيادة أحمد علي نجل الرئيس صالح. وترأس ما عرف بـ"أنصار الثورة الشبابية"، ونشر قواته (الفرقة الأولى) لحماية المتظاهرين. والحق أنه لو لم يقف الفريق علي محسن إلى جانب المتظاهرين المطالبين بالتغيير عام 2011 وحمايتهم، لَبطش بهم الحرس الجمهوري محدثا مجزرة لم يعرف أهل اليمن لها مثيل، لكن الجنرال علي كان القوة الرادعة إلى أن أسقط الرئيس صالح بموجب المبادرة الخليجية المعروفة.
(3)
لا جدال في أن حرب الوحدة عام 1994، والتي قاد عمليات تلك الحرب الفريق علي محسن، قد أحدثت عند الكثيرين من أهلنا في جنوب اليمن الرافضين للوحدة بقيادة على عبدالله صالح، جرحا عميقا، ليس كرها في الوحدة ولكن في الأسلوب الذي تمت بها، والممارسات التي مارسها نظام صالح الذي اعتبر جنوب اليمن منطقة محتلة أخذ يوزع أراضيها، وما تحت الأرض مغانم لأنصاره في الشمال، وحل الإدارة المدنية ذات التقاليد البيروقراطية البريطانية في الجنوب، وسرح ضباط وجنود الجيش الذي كان مدربا خير تدريب بوساطة مدربين سوفييت، لأن النظام الذي كان قائما في جنوب اليمن قبل الوحدة كان يدور في فلك النظم الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي، وبقيت الجراح لم تندمل حتى يومنا الحالي.
(4)
حتما لم يكن تعيين الفريق علي محسن في منصبه الجديد أمرا مرحبا به في أوساط جنوبية معروفة، لأنهم ما برحوا يجترون تجربة النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي، ومن هنا يجب التذكير بأن الفريق علي محسن في ذلك الزمان كان قائدا عسكريا يؤدي واجبه العسكري لإخماد نيران الانفصال بموجب أوامر قيادية عليا، فلا بد من التعامل معها بذات الأسلوب. بعد اثنين وعشرين عاما من حرب الوحدة تغيرت الأحوال، وأسقط علي عبدالله صالح الذي أعلن الحرب لفرض الوحدة بين شطري اليمن، ووقف الجنرال علي محسن إلى جانب الشباب اليمني المطالبين بالتغيير، وناصر الشباب في كل ميادين التغيير وحماهم من بطش النظام والحرس الجمهوري، فهل نبقى نحمل الكراهية والثأر، أم نعمل جميعا على رص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية والخارجية وإنهاء سلطة الحوثي وعلي عبدالله صالح وإنهاء الحرب المدمرة لليمن كله والقضاء على جيوب الفتنة أيا كان نوعها؟
(5)
علينا أن نتعلم من تاريخ السلف الصالح ونأخذ العبر من معركة أحد عام 625م، وقعت بين جيش المسلمين في يثرب بقيادة الرسول محمد -عليه السلام- وأهل مكة من قريش وغيرهم، وفي هذه المعركة كان النصر فيها لجيش قريش وحلفائهم من القبائل العربية، وكان ذلك النصر على يد القائد القرشي خالد بن الوليد، الذي شارك في معركة الأحزاب- الخندق إلى جانب قريش لمقاتلة جيش المسلمين بقيادة الرسول عليه السلام.
بعد تلك الانتصارات لقريش وحلفائهم على جيش المسلمين يعتنق خالد بن الوليد الإسلام ويقود المعارك ضد المرتدين ومعركة اليرموك ومواجهة الروم، ولم يُهزم في أي معركة من معاركه، سواء قبل الإسلام أو بعد إسلامه وسمي "سيف الله المسلول".
لم يحقد عليه المسلمون ولم يثأر منه رسول الله الذي هُزم جيشه في معركة أُحد بقياد ابن الوليد، فهل نعتبر؟
(6)
أصبح الفريق علي محسن في منصبه الجديد الرجل الأول لقيادة معركة تحرير اليمن من قبضة البغاة (صالح والحوثي)، ونال ثقة الجميع في قيادة عاصفة الحزم، والمطلوب اليوم من قيادة العاصفة تزويد الفريق علي محسن بالسلاح النوعي والذخيرة المطورة وكامل المعدات العسكرية اللازمة لتحقيق الانتصار دون تقسيط أو بالتجزئة، وتزويده بالمال ليتمكن من استقطاب رجال القبائل والعسكريين غير الموالين للانقلابيين ومنحه الثقة والحرية في إدارة المعركة، فتلك العوامل هي أداة النصر في أي معركة كانت.
آخر القول: أتمنى من القيادة العليا في عاصفة الحزم الاستجابة لكل مطالب الفريق علي من دون إبطاء أو تردد من أجل تحقيق النصر في أقصر فترة زمنية، والله ولي التوفيق.