أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

آخر حكاية أندلسية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 15-02-2016


(المخطوط القرمزي)، رواية إسبانية تحكي قصة أندلسية خالصة، كتبها الإسباني الكبير أنطونيو غالا، بنَفَس أندلسي صرف، محاولاً تبرئة ساحة آخر ملوك المسلمين الأندلسيين (أبو عبد الله الصغير)، وإن لم يفلح في نفي الكارثة التي حدثت في عصره، وهي ضياع آخر الممالك (غرناطة)، فعلى الأقل، حاول جاهداً، وعبر سرد تفصيلي، وصل حافة الملل أحياناً، أن يقدم قراءة مغايرة لأسطورة الاستسلام والخنوع والهزيمة البائسة التي أضاعت ملكاً عظيماً لم يحافظ عليه!

ليس أنطونيو غالا فقط، ولكن كل منصف، عليه ألا يُحمّل (أبو عبد الله الصغير) هذا الإثم، فحتى أمه عائشة، التي تنسب لها تلك العبارة الشهيرة (ابكِ الآن مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه مثل الرجال)، قد تجاوزت في لومها وتأنيبها له - إن صح عنها أنها قالت ما قالته - والسبب أن ملكاً عظيماً كالذي بناه العرب في الأندلس، المدن العظيمة، القصور، الجامعات، الأسواق، الفنون، العلوم، المصانع، و.. ما كان يمكن أن تضيع بسبب رجل واحد، ولا في يوم وليلة، ولا خلال عام أو اثنين.

سقوط الحضارات سنة من سنن التاريخ وسيرورة الزمن، فأين الإمبراطورية الإغريقية، والرومانية والفارسية والإسلامية، البريطانية والإسبانية و.. أين الملوك والأمراء والممالك والعظمة والمجد؟ كل شيء إذا بلغ الكمال، انتهى، وصل منتهى نهايته، عندها ينهار من داخله، تماماً كما قال الشاعر الأندلسي

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول

من سره زمن ساءته أزمان

فهل كان «أبو عبد الله الصغير» - آخر سلاطين الأندلس- خائناً أضاع الأندلس، كما يروي التاريخ، وكما يحلو للبعض أن يردد دون تفكر؟.

في مخطوطه القرمزي، حاول أنطونيو غالا أن ينظر إلى أبو عبد الله الصغير، بعدالة أكثر، وبإنسانية أعمق، لذلك، وجدنا أنفسنا أمام شخص آخر غير الذي عرفناه، وغير الذي وقعت عليه لعنة التاريخ: إنه شخص من لحم ودم، يعيش الحياة مثلنا، ويبكي بحرقة لأنه يعرف أن التاريخ سيظلمه كثيراً.

كلنّا نتذكر قولة أمه وهي تؤنبه إذ تراه يلتفت مودعاً غرناطة لآخر مرة باكياً: «ابكِ كالنساء مُلكاً لم تصنه كالرجال»؟، وبعد خمسة قرون، نقف أمام ملك بني الأحمر لنعيش الإحساس نفسه، أننا أضعنا جميعاً هذا الفردوس الرائع!

(المخطوط القرمزي)، هو قصة حياة «أبو عبد الله الصغير» من منظور إنساني، لطالما افتقده الإسبان في تلك الأزمنة الغابرة!