أحدث الأخبار
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد

«صديقي المسؤول..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 14-02-2016


اتصل بي في صباح ذلك اليوم، ليخبرني بأن لديه ثلاثاً وأربعين دقيقة وعشرين ثانية، يمكننا أن نلتقي خلالها في أحد المقاهي الواقعة في منتصف الطريق بين فعاليتين يجب عليه أن يكون حاضراً في كل منهما.. قبل أن أجيبه، وقبل أن أقوم بعمل جرد ذهني سريع لتوافر أو عدم توافر «كندورة المناسبات»، التي أرتديها كلما التقينا، قال لي: لديّ ثلاث وأربعون دقيقة وعشر ثوانٍ.. وافقته بالإيجاب قبل أن أسمع عبارة «عند الإشارة»، وأنا أعلم أن الإشارات لا تمارس سلطتها عليه.

حينما التقينا كان متنكراً بتلك الطريقة الشعبية.. يضع نظارة سوداء كبيرة، ويلف الغترة على كتفيه اتقاءً لبرد وهمي.. يجلس إلى الطاولة التي أجلس إليها، وهو يلتفت حوله خشية أن يتعرف إليه أحد، فيفسد مراجعٌ ما لقاءنا القصير بمجموعة شكاوى من صعوبات الحياة، أو تفسد مراهقةٌ ما لقاءنا بتوسلها اللحوح لالتقاط صورة معه.. أقول له مازحاً: إن علاقتنا شرعية تماماً، فلماذا كل هذه الإجراءات؟! لماذا تشعرني بأنني عشيقة تحت الطاولة؟! يتنهد بحسرة وعيناه تقولان الكثير مما لا يستطيع قوله.. كل ما يريده هو حياة عادية، لم يعد بإمكانه أن يعيشها.

بيننا اتفاق غير مكتوب أن لا أسأله عن تفاصيل عمله، لأنه يأتي هرباً منه، وأن لا يسألني عن تفاصيل حياتي، لأني آتي هرباً (منها).. نتحدث عن كل شيء أحمق آخر.. أضحك كثيراً.. ويضحك بتحفظ.. فللمسؤولية تبعات.. أرغب بشدة أن أعانقه، ولكنني أخشى أن يضع عناقي في خانة الآخرين، فأحجم عن ذلك، وأكتفي بأن أعانقه في قلبي.. بصمت.. يغادر صديقي بسبب اتصال طارئ في اللحظة التي أكتشف فيها عشرات الاتصالات التي لم أسمعها، لأن هاتفي صامت كذكرياتي.. لكنني لا أهتم.. فأهم اتصال لم أرد عليه كان من شركة تصر على أن صحونها مقاومة للصدأ..! صدأ الصحون لم يعد هو أكثر أنواع الصدأ التي نخشاها، ولكن من يملك الجرأة لإبلاغ صاحبة الصوت الجميل بهذه الحقيقة!

اعتدنا أن نحسد كل من يتم وضعه في موقع مسؤولية، دون أن نتخيل للحظات حياتنا في مكانهم.. أن تصحو قبل صياح الديك.. أن تحرص على أن تكون في وضعية الجاهز للتصوير في أي لحظة.. أن لا تعبر عن أحاسيسك التلقائية إلا بحساب ردات الفعل من كل الأطراف.. أن لا تستطيع ممارسة هواية بذيئة أمام الآخرين.. أن تترك صغارك في المنزل قبل موعد صحوهم، وتعود للمنزل بعد موعد عودتهم إلى النوم.. أن تحاط دوماً بمن لا تعرف مدى وصدق حبهم عن مدى وصدق حاجتهم! اعتدنا أن نحسد أي شيء، وإن كان ما يتمنى صاحبه إلقاءه علينا! .. كي يعيش مثلنا!

أتمتم في داخلي بالنيابة عن صديقي بيتاً قاله شاعر أحببته لكثرة ما كرهه أعداؤنا وأعداؤه:

إن يحسدوني على موتي فوا أسفاً..

حتى على الموت لا أنجو من الحسد!