أحدث الأخبار
  • 11:52 . محكمة تونسية تقضي بسجن المعارِضة عبير موسي 12 عاما... المزيد
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد

و.. التجويع مجرّد وجهة نظر!

الكـاتب : عبد الوهاب بدرخان
تاريخ الخبر: 11-01-2016


ماذا قال بشار الأسد، وعلي خامنئي، وحسن نصرالله، وفلاديمير بوتن، وباراك أوباما للعالم في نهاية 2015؟ قالوا: إنهم قبلوا خلال خمسة أعوام بأن يُقتَل السوريون بالرصاص وقذائف الدبابات والمدافع عندما يتظاهرون سلمياً، بالذبح العاري في مجازر اقتلاع السكان، بالتعذيب في المعتقلات، بالصواريخ الباليستية، بالبراميل المتفجّرة، بالسلاح الكيماوي، بالطائرات الروسية.. وها هم يقبلون الآن بأن يموت سوريون جوعاً، فهذا مجرّد حمولة إضافية لن ترهق ضمائر سبق أن تجرّدوا منها، ومن أجل ماذا يقبلون جريمة ضد الإنسانية كهذه؟ من أجل أن يبقى نظام خَشَوْا دائماً «بدائله»: المجهول، الفوضى، الإسلاميين، كما توقعوا، أو الارهابيين كما حذّر النظام نفسه، بعدما صنع الإرهاب ثم راح يطلق النداءات ويرسل الدعوات إلى الراغبين في محاربته!.
حوصر السكان المدنيون في بلدتي مضايا وبقين، وأحيطوا بالألغام، مُنعوا من الخروج، لم يُترك لهم سوى خيار واحد: الموت جوعاً، وعندما أرسلت اليهم الإغاثة قبل أربعة شهور لم يُسمح للهيئات بأن توفّر لهم أكثر من نصف ما كانوا يحتاجون إليه فعلاً، ومنذ بداية ديسمبر الأخير أشعلت منظمة «أطباء بلا حدود» الضوء الأحمر، لم يبقَ لديهم شيء، انعزل المسنّون ينتظرون الانطفاء بصمت، لكن صراخ الأطفال ظلّ يقضّ المضاجع، ولم يهتم أحد لبيانات تعلن أن قافلة الموت جوعاً قد انطلقت، كان الظنّ أنها تبالغ أو تحاول استباق المحظور، قضى بضع عشرات قبل أن تخرج أخيراً تلك الصور التي لا يمكن تكذيبها، يحدث هذا في وجود «دولة عظمى» هي روسيا باتت شريكة للنظام وحلفائه الإيرانيين و»حزب الله» في حصار هؤلاء السكان واستدراجهم إلى موت محقق.
تبرير هذه الجريمة لا يقلّ فظاعةً عن ترك الناس يقضون جوعاً، والأكثر بشاعة أن يُصار الى التمييز بين حصار تجويعي غير مقبول وآخر مقبول، الأول؛ لأنه يقتل بشراً من «طرفنا» والثاني لأنه يضرب «الطرف الآخر». فالتجويع للقتل هنا يصبح مجرد وجهة نظر، مجرد تفصيل حربي له ما يبرّره. وطالما أنه يحصل في نطاقٍ ومكانٍ محدّدين فمن السهل اتخاذه مادة للتحليل والتحاجج: «هل رأيت ما يحصل في مضايا؟».. «نعم، ولكن سمعت عن الفوعة وكفريا».. «لم يمت أحد جوعاً فيهما».. «لكنهما محاصرتان لأنهما شيعيتان».. «ومضايا والزبداني وبقين لأنها سنّية».. «هل تتوقّع من الأسد أن يُطعم من يحاربه».. «لكن من يموتون مدنيون».. «إنهم يخيفونه أكثر، ويعاقبهم لأنهم يحتضنون من يحاربونه»! هذا النمط من النقاش يبدأ من «تفهّم» متبادل لفعل التجويع وينتهي إليه، بل من حقيقة أن قذارات الحروب تبقى أفضل الوسائل لإراحة الضمائر وتنظيفها.
لم تعد هناك روادع للعقول والقلوب، وعندما تنتفي الأخلاقية في التعامل داخل البلد الواحد والمجتمع الواحد يصبح التفكير مجرّد التفكير في المستقبل مفزعاً، ورغم موافقة نظام دمشق أخيراً على إدخال الإغاثة إلى مضايا، فقط بالتزامن مع إغاثة الفوعة وكفريا، فإن السكان مطالبون بأيام جوع إضافية ومزيد من الانتظار وربما مزيد من الموت، بسبب تعقيدات الترتيب والتنسيق، هذا حُكمٌ وحاكمٌ يريدان تكريس بقائهما بفعل التجويع، مدعومين من جانب روسيا وأميركا وإيران و»حزب الله» لكن الأخير يعتبر اتهامه بحصار مضايا «حملة مبرمجة هدفها تشويه صورة المقاومةّ!».