أحدث الأخبار
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد

تعز ومضايا.. المُحاصِر واحد

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 08-01-2016


في اليمن كما في سوريا يخوض الشعبان معركة واحدة للتحرر والحرية ضد عدو واحد هو إيران ومليشياتها الطائفية التي تمثل خنجرا مسموما في جسد الأمة حاضرا ومستقبلا.
الاختلاف الوحيد بين البلدين يكمن في أن سوريا ترزح تحت احتلال إيراني مباشر ممثلة بقوات الحرس الثوري والباسج وإشراف ميداني من قاسم سليماني الذي تتعزز الشكوك حول إصابته بمعارك بحلب، فضلا عن 54 ألف مقاتل من المليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانستانية وغيرها، وبدعم دولي من روسيا بوتن.
وفي اليمن الاحتلال غير مباشر لعوامل كثيرة لكن إيران حاضرة وموجودة عبر مليشيات الحوثي التي صنعت قادتها ودعمتها بالمال والسلاح والخبراء العسكريين، ناهيك عن الدعم السياسي والإعلامي والدبلوماسي.
وفي كلا الحالتين تفاخر طهران باحتلالها أربع عواصم عربية، وهذا ما صرح به الإيرانيون بعد سقوط العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014 بيد وكلائهم الذين طبقوا حرفيا ما تلقوه من توجيهات الملالي في طهران.
قبل أيام تحدث العميد حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، بلغة تدين وكلائهم بتبعيتهم لهم، وزعم أن من سماهم أبناء الثورة الإسلامية موجودون من البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا مرورا باليمن ولبنان وسوريا والعراق.
وقال سلامي في كلمة الجمعة الماضية، إن حدود بلاده أكبر مما ترسمها خرائط الجغرافيا، وامتدح الحوثيين وشبههم بحزب الله اللبناني.
ليس جديدا في هذه التصريحات سوى أنها تعكس الغطرسة والتفاخر بالتدخل في شؤون الدول العربية ودعم الأقليات ضد الأكثريات وإشعال الحرائق وتغذية النزعات الطائفية.
يدعي وكلاء إيران محاربة إسرائيل لكنهم يحاربون شعوبهم ويقتلونهم ويفعلون بهم أسوأ مما يقوم به الاحتلال الأجنبي، يحاصر الحوثيون مدينة تعز مثلما يحاصر حزب الله وقوات الأسد مدينة مضايا بريف دمشق الغربي.
وفي تعز يمنع الحوثيون وقوات حليفهم صالح السكان من إدخال احتياجاتهم الأساسية منذ أكثر من سبعة أشهر ويتعاملون معهم بالمنافذ التي يتحكمون بها كما يتعامل الاحتلال الاسرائيلي مع الفلسطينيين في الضفة الغربية أو غزة.
تشير الإحصائيات إلى وفاة 17 شخصا بينهم أطفال لانعدام الأكسجين بالمستشفيات إثر الحصار ورفض دخول أسطوانات الأكسجين، والأدوية إلا بتهريب شاق ومرهق وبشكل محدود لا يفي بالاحتياج.
المدينة محاصرة من كل منافذها ولا يسمح حتى للمساعدات بالدخول، ويحتجز الحوثيون 225 شاحنة محملة بمواد الإغاثة مقدمة من قبل برنامج الغذاء العالمي، الذي التزم الصمت إلا من بيان خجول يساوي بين الضحية والجلاد دون أن يحمل الحوثيين مسؤولية حصار المدينة واحتجاز المساعدات، وهو موقف بقية المنظمات الأممية التي تحابي الانقلابيين وتستخدم أجندة سياسية في عملها.
لم يلتزم الحوثيون بوعودهم التي قطعوها للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في مباحثات سويسرا التي عقدت بشهر ديسمبر الماضي، بشأن السماح بدخول المساعدات لتعز ورفع الحصار، ولم يلُمْهم في المقابل ولد الشيخ.
لقد أعاد الحوثيون اليمنيين للماضي وجعلوا الناس في تعز يهربون ما تيسر من مواد الغذاء على ظهورهم وفوق الحمير والجمال بطرق جبلية وعرة، في سابقة لم تحدث إلا بعهد وكلاء طهران.
هذه هي المؤامرة التي يتحدث عنها خامنئي ويلقي باللائمة عليها وراء ما يجري في اليمن وسوريا، وكأن بلاده ليست السبب والمسؤول عن الحرب والدمار في البلدين.
من يرفع شعار المقاومة والممانعة هو ذاته من من يحاصر مدينة مضايا وبلدة بقين في ريف دمشق الغربي للشهر السابع على التوالي ويمنع عن سكانها الغذاء والدواء، ويقتل كل من يريد الخروج.
قوات الأسد وحزب الله ينفذون منهج الملالي الذي يطبقه نظراؤهم في تعز ويرتكبون جرائم الإبادة الجماعية بحق أربعين ألف هم سكان مضايا.
هذه هي المقاومة التي يتغنى بها هؤلاء والتي دفعت المحاصرين لأكل القطط والأعشاب للإبقاء على حياتهم، وسجلت مصادر طبية وفاة 31 شخصا الشهر الماضي، بينهم أطفال لانعدام الحليب.
وكحال الحوثيين، لم تلتزم قوات الأسد وحزب الله بهدنة الزبداني بالسماح بدخول مواد الإغاثة وانحازت الأمم المتحدة لهم على حساب المدنيين المحاصرين.
أحسنت السعودية في قرارها بقطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع إيران وتبعتها البحرين والسودان ردا على الاعتداء الممنهج الذي تعرضت له سفارة المملكة بطهران وقنصليتها بمشهد، بل اعتبر وزير الخارجية عادل الجبير القرار نتاج سنوات من السياسات العدوانية الإيرانية.
وإذا أردنا أن لا تتكرر مأساة تعز ومضايا وهما نموذجان فقط، وإلا فالمآسي كثيرة فعلى العرب اتخاذ موقف موحد من إيران يبدأ بدعم موقف السعودية وصولا لبلورة رؤية مشتركة للتعامل مع هذا التمدد في منطقتنا.