أحدث الأخبار
  • 11:31 . وثيقة تكشف استيلاء أمريكا على ناقلة نفط قرب فنزويلا قبل انتهاء صلاحية مذكرة مصادرة... المزيد
  • 11:30 . وفد سعودي–إماراتي يصل عدن لاحتواء التوتر في المحافظات الشرقية ودفع الانتقالي للانسحاب... المزيد
  • 01:09 . تحليل: صعود نفوذ الإمارات جنوب اليمن يضع السعودية أمام معادلة أكثر تعقيداً... المزيد
  • 12:45 . "الأبيض" يحلق إلى نصف نهائي كأس العرب على حساب الجزائر... المزيد
  • 10:27 . وزيرا خارجية عمان وتركيا يبحثان تعزيز الشراكة وتطورات المنطقة... المزيد
  • 10:27 . بريطانيا تفرض عقوبات على أربعة من قادة قوات الدعم السريع بينهم شقيق دقلو... المزيد
  • 10:26 . حكومة الإمارات تصدر تعديلات جديدة على قانون الجرائم والعقوبات وسط انتقادات حقوقية مستمرة... المزيد
  • 05:36 . قمة كروية مرتقبة في ملعب البيت.. "الأبيض" يواجه الجزائر في ربع نهائي كأس العرب... المزيد
  • 01:59 . وفاة سبعة فلسطينيين بغزة جراء انهيارات بسبب المنخفض الجوي... المزيد
  • 01:58 . الإمارات والاتحاد الأوروبي يطلقان مفاوضات لإبرام شراكة استراتيجية شاملة... المزيد
  • 01:57 . أمريكا " تضغط" للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف النار وإلزام الاحتلال بإزالة الأنقاض وإعمار غزة... المزيد
  • 01:54 . السعودية تُصعّد إعلامياً ضد المجلس الانتقالي.. رسالة غير مباشرة إلى الإمارات؟... المزيد
  • 01:50 . عراقجي يعتزم زيارة بيروت بعد امتناع وزير خارجية لبنان عن زيارة طهران... المزيد
  • 01:47 . دبي.. السكان يشتكون من تأجير المواقف وفرض غرامات "غير قانونية"... المزيد
  • 08:26 . سياسي فرنسي يتهم أبوظبي باستهداف حزبه الرافض لمحاربة الإسلاميين... المزيد
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد

رحيل بلا وداع

الكـاتب : مأرب الورد
تاريخ الخبر: 01-01-2016


لم يكن عام 2015 ثقيلا وحزينا فقط على اليمنيين، بل غير مرغوب فيه ولو أمكن لطردوه قبل أن يرحل مكروها لِما حل فيه من كوارث عليهم أقساها اختطاف الدولة من قبل حفنة انقلابية أرادت الحكم بالقوة لكن الشعب ثار ضدها.
هو عام سيء وكئيب وغير مسبوق على المستويين الشخصي والعام، عام وجدنا فيه أنفسنا فجأة بلا وطن إلا من مليشيات تحتكره فيها، وتودع من أراد الدفاع عنه السجن، وهناك من رحلته للآخرة ولم يجد من يذكره إلا إحصاء حقوقي، بانتظار العدالة الغائبة.
كم نعينا أحبة فارقونا، وكم افتقدنا أعزاء باعدت بيننا وبينهم المليشيات، حتى أصبح اللقاء بهم في عداد المستحيل، قبل زوال كابوس الانقلاب في هذا الزمان.
اسأل نفسي مرارا: أين زملائي الصحافيين عبدالخالق وهيثم وهشام طرموم وهشام اليوسفي وعصام وأكرم وحارث وتوفيق وحسن، فلا أجد غير صورهم تملأ صفحات الفيس، وأخبارهم تتكرر في وسائل الإعلام كمختطفين ضاق بهم الحال من السجن ظلما، وإن كانت إرادتهم أقوى من السجان الجبان.
تحولت اليمن إلى سجن كبير للمواطنين، وليس فقط المعارضين السياسيين الذين اعتدنا اعتقالهم في هذه الفترة أو تلك لمواقفهم من السلطة الحاكمة، وهذا ليس غريبا على أقلية انقلابية لا تعرف معنى الوطن أو المواطنة.
قانون الحكم الجديد: من ليس مع الانقلاب، فهو تكفيري أو عميل، على غرار قاعدة بوش: من ليس معنا فهو ضدنا. لا يعرف هؤلاء معنى الوطن الذي لا يضيق ذرعا بمواطنيه، ولا يفرقون بين معارضتهم لأخطائهم وبين الوطن البعيدون عن حبه.
لن أبالغ إن قلت إنهم لا يعرفون معنى الحرية، وإلا كيف أصبحت اليمن في عهدهم رابع بلد في العالم من حيث عدد القتلى الصحافيين، والثاني في عدد الصحافيين المختطفين، ويكفي أن الحريات الصحافية تشهد في عهدهم أسوأ مراحلها منذ إعادة تحقيق شطري البلاد عام 90.
من يرفع شعار الموت لا يمكن أن يأتي بالحياة، وهذا ما تحقق في غضون عام من انقلابهم الذي بدأ بيوم سيطرتهم على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.
لم يتركوا شيئا إلا دمروه، حولوا المنشآت المدنية إلى ثكنات عسكرية، فجاء طيران التحالف وقصفها، وفعلوا بالتاريخ وقلاعه وكنوزه، ما لم يسبقهم إليه أحد، ولا تزال قلعة القاهرة التاريخية في تعز شاهدة على حقدهم على المكان والزمان والإنسان.
ماذا أحدث عن وطني الجريح وهو يعاني من ظلم وعقوق بعض أبنائه الذين رهنوا أنفسهم لغيره وأرادوا تحويله ليكون تابعا، لا مستقلا، وصغيرا لا كبيرا.
بلدي العظيم الذي عرف الشورى في عهد ملكته بلقيس الخالدة في القرآن الكريم، قبل روحاني ودولته التي لا تعرف معنى الديمقراطية الحديثة حتى يأتي رئيسها ليزايد على اليمنيين ذات يوم ويبدي استعداده في المساهمة بنشرها ببلدهم، ونسي أن يعترف أن ما قصده هو سفن الأسلحة وقد وصلتنا ولن ننسى الجميل.
كيف ننسى من اعتبر سقوط عاصمة دولتنا نصرا لثورته المزعومة، وصنعاء العظيمة بلاد سام بن نوح صارت العاصمة العربية الرابعة الواقعة تحت سيطرته؟
رغم هذا ليست الصورة كلها قاتمة في هذا العام، على الأقل فهو بداية انكسار الانقلاب والقضاء على مشروع إيران، ولحسن الحظ فقد كان عام توحد العرب ولو جزءا منهم، بقيادة السعودية التي قادت تحالفا عربيا لإنقاذ اليمن ودعم شرعية رئيسه وحكومته.
ولعل نقطة الضوء التي صنعها الشعب بمقاومته الوطنية الباسلة هي التي ستبدد ليل الظلم وستعجل بفجر الحرية وتعيد الحق لأهله والدولة لتكون صاحبة السيادة والريادة والضامن الوحيد لأمننا وحقوقنا ومصالح جوارنا الخليجي والعربي والعالم من حولنا.
انتهى عام الخيبة والحسرة والألم بلا رجعة أو وداع، ولا يليق به إلا أن يرحل كأنه لم يكن ولم نعرفه، على أمل أن يكون عام 2016 أرحم منه وأفضل وأكثر فرحا وسلاما.
كل عام والجميع بألف خير.