أحدث الأخبار
  • 02:35 . ترامب يعلن احتجاز الولايات المتحدة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا... المزيد
  • 11:52 . الرئيس السوري يتقبل أوراق اعتماد سفير أبوظبي لدى دمشق... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تدين بشدة مداهمة الاحتلال مقر "الأونروا" في القدس... المزيد
  • 11:02 . مدارس تُقيّم أداءها في الفصل الدراسي الأول عبر آراء أولياء الأمور... المزيد
  • 10:55 . مجلس النواب الأميركي يوافق على إلغاء قانون قيصر بشأن سوريا... المزيد
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد

«استلاف الاحتراف!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 15-12-2015


هناك أسئلة يجب ألا تُسأل، وإذا سُئلت فيجب ألا تُجاب، كأن يسألك أحدهم في برنامج تلفزيوني: هل كنت تحب المدرسة في طفولتك؟! أنت تعرف وأنا أعرف والمشاهد يعرف! لذا فالسؤال سخيف والإجابة ستكون أسخف، إننا نشعر بعدم الرضا عن ذواتنا، حين نتحدث إلى أبنائنا بضرورة أن يحبوا مدرستهم، ونحن ندعو في دواخلنا ألا يفعلوا، لأنهم لو فعلوا فسنصاب بالرعب حتماً لأن أبناءنا ليسوا طبيعيين!

أذكر أن أكثر اللحظات سعادة كانت تلك التي يأتي فيها الفرّاش ليذكر اسمك ويطلب منك الخروج من الفصل، لأن والدك، أو أحداً ما اتفقت معه، موجود في الإدارة، ويرغب في إخراجك، كان منظر الفرّاش وهو يعبر الساحة أسطورياً، يشبه حركة السجان في رواية «سجين زندا»، والطلبة ينظرون إليه من داخل الفصول وتسمع أصوات «يا رب على صفنا»، لأنه وإن لم تكن أنت الذي ستخرج، فإن لحظات حديثه مع المدرس تكفي لكسر ملل المنظومة التعليمية المبنية على زيد وعمر وضرباتهما.

أكثر الناس خروجاً بشكل يومي، كان زميلنا الذي كان يلعب في أحد الأندية، فكل أيام عدة يأتي الفراش ويطلبه ليخرج في حصة تدريبية صباحية، كانت السعادة تبدو واضحة على ملامحه، لكنه كان يضطر إلى العودة في نهاية اليوم الدراسي، وشحت الدفاتر والملخصات، لكي يلحق بما فاته هنا وهناك، كان مشتتاً جداً بين واجباته الرياضية وواجباته العلمية، وعلمت في ما بعد أن الأمر لازمه في دراسته الجامعية أيضاً، فلم يفلح لا في الدراسة ولا في ترك دكة الاحتياط.

ولما كان للزملاء الرياضيين عشرات الأقلام المسخَّرة، وسبع قنوات رياضية، وصفحات يومية ثابتة كالموت، وستة وثلاثون برنامجاً رياضياً وإذاعياً، فإن المجتمع استجاب في النهاية، وأصبح الرياضيون محترفين، حتى وإن كانت أعدادهم في داخل الملعب تساوي أعداد المتفرجين، لكننا أصبحنا نرى رياضيين «متفرغين»، برواتب مجزية، ووقت كامل للعناية بلياقتهم وقصات شعورهم، ثلاثيني يبلغ راتبه مائة وسبعين ألفاً، أي أكثر من راتب وزير مخضرم، وبالطبع اختفت ظاهرة الفراش الذي يطلبهم من المدرسة للخروج!

أتخيل، وفقط أتخيل، وهذا من حقي، أن يطبق الاحتراف على شريحة المثقفين والكتاب والفنانين، تخيل لو أن ذلك الخطاط احترف، راتب ليتفرغ لفنه، ما الذي سيقدمه من مشروعات، لو أن ذلك الروائي الذي يداوم شفتين ولديه دستة من الأبناء قامت جهة ما بإعطائه عقد احتراف، عيالك علينا، وراتبك في جيبك، فقط اجلس واكتب، لو أن ذلك الشاعر، ذلك الفنان، ذلك المخرج، ذلك الكاتب، ذلك المحاضر، ذلك القاص، ذلك المدرب، هل سيبقى عندها المشهد الثقافي والإعلامي والسينمائي على حاله؟! أم أن الاحتراف سيدفع بالمشهد إلى مصاف جديدة.

حين بدأ الاحتراف الرياضي قال منظروه إنه تجربة، فأين منظرونا ليجربوا علينا؟ عيالكم نحن!