أحدث الأخبار
  • 07:29 . صحيفة بريطانية: واشنطن تفرض عقوبات على الكولومبيين المتورطين في حرب السودان وتتحاشى أبوظبي... المزيد
  • 02:49 . من هو محمد الحمادي.. أول إماراتي وعربي وآسيوي يرأس مركز "أطلنطا" للمشغلين النوويين؟... المزيد
  • 02:48 . شركات سعودية كبرى توقّع اتفاقيات استراتيجية لتطوير حقول النفط والغاز في سوريا... المزيد
  • 02:45 . مطالبات حقوقية بالكشف عن مكان الناشط الإماراتي جاسم الشامسي وإنهاء الإخفاء القسري... المزيد
  • 11:25 . "الأبيض" يبلغ ربع نهائي كأس العرب بعد خسارة مصر أمام الأردن... المزيد
  • 11:21 . الأعلى في تاريخ الإمارات.. "الوطني" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد 2026... المزيد
  • 10:58 . الاحتلال يعتقل عشرات الفلسطينيين بالضفة ومستوطنون يقتحمون الأقصى... المزيد
  • 07:40 . اندلاع حريق هائل في جزيرة الريم بأبوظبي... المزيد
  • 07:18 . التليغراف: علاقات أبوظبي مع الغرب مهددة بسبب المذابح في السودان... المزيد
  • 05:43 . مقتل ستة جنود باكستانيين في هجوم مسلح قرب حدود أفغانستان... المزيد
  • 11:13 . الموارد البشرية: نحو 18 ألف عامل حصلوا على دعم مالي منذ تطبيق التأمين ضد التعطل... المزيد
  • 11:10 . "التعليم العالي" تسحب الاعتراف بمؤهلات جامعة ميدأوشن بعد مخالفات جسيمة... المزيد
  • 11:06 . من الرياض.. "العليمي" يتهم الانتقالي بتقويض الدولة وتهديد الاستقرار في الشرق اليمني... المزيد
  • 11:02 . عروض عسكرية واسعة في سوريا بالذكرى الأولى لإسقاط نظام الأسد... المزيد
  • 10:58 . خبراء يمنيون: المشهد اليمني ينزلق إلى صراع نفوذ مفتوح بين الرياض وأبوظبي... المزيد
  • 07:45 . مجلة أمريكية: المواجهات جنوبي اليمن "حرب بالوكالة" بين أبوظبي والرياض... المزيد

«مطوعنا..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 22-11-2015


حينما نقول في الفريج: «المطوع»، لأن الجميع يعرف من الذي نقصده! هو ليس غريباً عنا، وقد حصل على لقب المطوع، ولم يطلبه، حصل عليه بسبب لحيته التي تكبر لحانا، وبسبب خجله الشديد واحمرار وجهه كلما ذكر أحدنا نكتة بذيئة، حصل عليه بسبب ذلك الاستنكار الذي يعلو وجهه، حينما يستخدم أحدنا كلمة لم ترد في قاموس الأدب.. حصل عليه لأننا نراه دائماً مبتسماً وهو يسبقنا إلى المسجد، بلاشك يوجد في فريجكم مثله، في أسرتي وأسرتك، في عملي وعملك، لمطوعنا بصمته الخاصة في أداء الأمور، ففي المباريات «الفريجية» خصوصاً في كلاسيكو الرقة × الخان، يمكن تمييزه بسهولة بسبب الضاغط الذي يرتديه أسفل ملابس الرياضية، والذي يستر ما فوق ركبته.. يمكن تمييز وجوده بجوارك ــ وإن لم تره ــ بسبب طِيبه المميز الذي لا يفارقه، نلجأ إليه عند انكسارنا، ونثق به عند حاجتنا لوضع أماناتنا عند أحد، نرتاح لابتسامته الوضاءة، ونستغرب ذلك النور الذي يصحبه دوماً، نجترّ السنوات فلا نذكر أننا سمعنا منه لفظاً سيئاً، بينما نحن من نتسلى بإغاظته دوماً بالحديث الخادش عن مغامراتنا، يعجبنا ذلك الارتباك الذي يظهر على وجهه بين فطرته السليمة، ورغباتنا المريضة!

 

مطوعنا لم يكن «داعشياً» ولا إرهابياً قط، لم يؤذِ أحداً في حياته، بل كان اليد الحانية دوماً، لم يقتل طيراً حينما كنا نجرب مهاراتنا في الرماية على أسطح الجيران، لم يسرق معنا حينما استبحنا «سياكل» العمال.. كان صاحباه دائماً: الأدب والخجل.. مطوع شعبي ــ إذا صح التعبير ــ لا يعرف شيئاً عن الجماعات المتشددة، ولا التنظيمات السياسية، ولا يفهم ما هو مصطلح الإسلام السياسي، لم يبع أو يشترِ بدينه.. فلماذا يصرّ البعض على وضعه في سلة الآخرين؟ لماذا تؤذونه؟!

 

البعض الذي يرى في أي أمر يحدث في العالم فرصة للانتقام من جميع المطاوعة، بحكم الواقع، هؤلاء لا يختلفون عن «داعش» كثيراً.. فـ«داعش» يضع جميع من ينعتهم بالكفرة في سلة واحدة، وهؤلاء يضعون كل من ينعتونهم بالمطاوعة في سلة واحدة! التطرف والتطرف المضاد لا يختلفان كثيراً، الذي يعتبر إغلاق مسجد نصراً شخصياً له، لمجرد أن أحد المتطرفين كان يصلي في ذلك المسجد، هو نسخة أخرى من «الدواعش»، ولكن بنكهة مختلفة!

لم أعد أرى ابتسامة مطوعنا كما كانت، ففي الماضي كان أهالينا يحسّون بالاطمئنان حينما يروننا نمشي مع «شلة مطاوعة» ويتمتمون: الله يهديكم. اليوم لا يمكننا إنكار التوجس فيهم عند رؤيتنا نسير إلى جانب مطوعنا المسكين، كل ما يريده مطوعنا هو ألا تأخذوه بجريرة غيره.. ألا تفهموا خجله على غير ما هو عليه.. أن تحبوه بسيطاً نقياً من دون سوء ظن مسبق.

أحبك يا مطوعنا لأنني أعرف من أنت وما أنت! فكن أنت وما أنت!

ولو كنت متاكداً أنك ستقرأ مقالتي على «آي فون»، لوضعت لك سطرين من الورود الحمراء!