أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

ذات صباح في مدينة معادية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 14-11-2015


حين دخلت هذه المدينة تحديداً، شعرت بتوجس وعدم ارتياح، لم انتبه لما كنت قد قرأته منذ مدة عنها وما يحدث فيها، وعن الجماعات التي ترفع شعارات النازية والعداء ضد الوجود المسلم والعربي تحديداً، شعرت منذ جلست على أول مقهى، وجاءت النادلة لتأخذ طلبي، بأنني شخص غير مرغوب بوجوده، وأن عليَّ مغادرة المكان، وهذا ما أكده مسلك النادلة الشقراء ذات الوجه العابس والمتوتر، تأملت في تصرفي منذ غادرت سيارة الأجرة ومشيي في الساحة العامة والتقاطي لبعض الصور وابتهاجي العميق بالطقس ورحابة ساحات المدينة، فلم أجد أنني قد أتيت بأمر يشي بتجاوز أو خروج على الذوق أو اللياقات العامة، إذن فلماذا أغلب ما في هذه المدينة مكفهر في وجه كل عربي؟ خمنت لاحقاً أن حركة عداء ما تسري في شرايين هذه المدينة من دون أي محاولة لإخفائها أو حتى الخجل منها، وكأن الألمان نسوا تماماً ما جرته النازية وما سببه لهم هتلر من كوارث بسبب عنصريته البغيضة، نعم الناس مصابة تاريخياً بفقدان ذاكرة اختياري حين يتعلق الأمر باستنهاض أنانيتهم القومية!

كان صباحاً شتائياً بارداً ومنعشاً فعلاً، بدأ المطر ينهمر على المدينة منذ المساء الفائت، لم يتوقف قرعه على سقف القرميد وزجاج النوافذ، استيقظت لأكثر من مرة خلال الليل، حيث ارتطام المطر الشديد بأسطح الحديد المغلفة للنوافذ لا يدعك تنام فعلاً، في الصباح كان المطر قد انسحب مفسحاً المجال لجو صحو بعض الشيء، لكنه شديد البرودة، ارتدينا ثياباً ثقيلة، وتوجهنا إلى مدينة دريسدن الواقعة شرق ألمانيا وعلى الحدود مع جمهورية التشيك، استغرقت الرحلة قرابة الساعتين بالسيارة، وحين وصلنا كانت أحجار الشوارع تلتمع بشدة إثر الأمطار التي لم تتوقف طيلة الليل، بدت المدينة مألوفة بالنسبة لي، لقد زرتها منذ نحو ثلاث سنوات، كانت كما هي جميلة واسعة، نظيفة وحميمة، كما وتعج بالسياح، وبالمتاجر الجميلة، لكنني التقطت المفارقة سريعاً، فلم يكن هناك أثر لعربي أو مسلم على الأقل بخلاف المرة السابقة، لكنني قلت لنفسي ربما لا يأتي السياح العرب إلى هنا في الشتاء، كنت قد نسيت حكاية التظاهرات العنصرية لحركة النازيين الجدد أو ما يعرف بحركة آل (بيجيدا) !!

في هذه المدينة القريبة من مما كان يعرف بدول المعسكر الشرقي، والتي يميل مزاج أهلها للشراسة والفجاجة ضد العرب والمسلمين، نشأت جماعات ضد ما يسمونه بـ (أسلمة الغرب) وضد (طالبي اللجوء) من العرب والمسلمين تحديداً، هذه الحركات لا تقوم على المثقفين أو الرجال المشتغلين بالسياسة ولكن تتشكل من المواطنين العاديين ومشاغبي كرة القدم والمتطرفين، وهم ينظمون تظاهرة احتجاج أسبوعية كل يوم اثنين، تحت شعار (نحن الشعب) و(لن نخدع مرة أخرى)!!

حمدت الله أنه لم يكن يوم اثنين، وأن حصيلتنا من العنصرية كانت معاملة متجهمة من نادلة المطعم وصاحبة إحدى المحال، قلت لنفسي كل الناس لا تتعلم من أخطاء التاريخ وليس العرب فقط!!