أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

«قلبه طيب..!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 01-11-2015


بغترة على كتفي، وعقال فوق الطاقية مباشرة، وعين متورّمة، وكندورة متسخة، وبالطبع كرامة مهدورة.. كنت أقف أمام الضابط محاولاً منع نفسي من البكاء، صدقني الأمر ليست له علاقة بالـ«غسال» الذي حصلت عليه، ولكن أن تتم «شرشحتك» أمام اثنين من المراهقين، كُنت تملأ رأسيهما ببطولاتك الوهمية لمدة خمسة عشر عاماً، وبقصص خروجك من شباك السيارة قبل توقفها، وهجومك على شلة سعود الننجا، وتقطيعك خمسة عشر شخصاً منهم على طريقة أحد الخانات في بوليوود، هو أمر ليس لطيفاً على الإطلاق.

الضابط يسألك بطريقته الآلية: إنت مال الجريدة؟ تقول في سرك: لماذا يفترض العالم أن «مال الجرايد» لا يضربون! الحقيقة هي أننا أكثر ناس نضرب؛ لكن تختلف طريقة ضربنا بحسب الدولة والسياسات، وطبيعة الصحيفة.. أحرك رأسي بمعنى نعم، وقبل أن يبدأ الضابط بعمل المحضر،

يدخل ذلك الرجل الوقور الذي يوجد ثلاثة أو أربعة منه في كل فريج ليأخذك من يدك، ويقول لك: إن «الونش» الذي داس عليك هو في الحقيقة يمتلك «قلباً طيباً»! ولا داعي لإدخال الحكومة في الموضوع، وبين جملة وجملة يكرر: والله «قلبه طيب»!

لا أعرف أين كان قلبه حينما كانت يده تتجه إلى عيني الجميلة وكأنها متجهة إلى كيس في صالة التدريب، أين كان قلبه حينما رفعني أمام عيون المراهقين الأربع السعيدة برؤية الأسطورة تتحطم وحطم بأضلاعي مرآة سيارتي في ضربة مزدوجة؟ في أي زاوية كان القلب الطيب يختبئ حينما قام معي بحركة عناق الدب التي أعلنت بعدها استسلامي مباشرة، كل هذا لأنني «لفيت عليه»؟ أتساءل عن ردود أفعال القلب الطيب لو أنني مثلاً كنت قد دعمته، وحطمت له الدعامية الخلفية التي تحمل بوضوح عبارة ديانا حداد الخالدة: «ذنبك الطيبة يقلبي»!

بالنسبة لي لا توجد مشكلة، فليست المرة الأولى، ولا أعتقد أنها الأخيرة، لكن ظاهرة «القلب الطيب» هي التي تحتاج إلى دراسة وتأطير مجتمعي! المجتمع يريد منا أن نسامح السفهاء الذين يسيئون إلى الوطن، ويخطئون بشكل مبالغ فيه على مواقع التواصل الاجتماعي، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع لا يريد أن تتم أي قضايا مالية أو مختصة بجنح تجاه البعض، لأن «قلوبهم طيبة». المجتمع يعطل العدالة تجاه كثيرين لأن «قلوبهم طيبة»، يا أخي لا أريد قلوباً طيبة! القلوب الطيبة مكانها غرفة الملكة في رواية أليس في بلاد العجائب.. أريد قلوباً شريرة، ولكنها تحترمني وتحترم القانون، أما قلبك الطيب فضعه في «صدرك»، فهو لا يهمني مطلقاً.

كيف انتهت القصة! بالطبع أريد أن أفرغ قهري في المراهقين السخيفين، ولكن أمهما منعتني، وهمست بصوتها الملائكي في أذني: اتركهما.. فقلبهما طيب.