أحدث الأخبار
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد

صدمة البلاء ونعمة الشهداء

الكـاتب : خليفة علي السويدي
تاريخ الخبر: 13-09-2015


تمر دولة الإمارات العربية المتحدة بمرحلة حرجة من تاريخ مجدها، حرب التحقنا بركبها، دفاعاً عن المظلوم، وتلبيةً لنداء الأشقاء، وكي نؤمِّن لأنفسنا وأجيال المستقبل نعمة البقاء، وكان لازماً لاستقرار الوطن واستمرار الرخاء من دماء تُسال قرابين نزفها لجنَّة عرضها الأرض والسماء، وما أشدها من لحظة تلك التي مرت بها أسر الشهداء، وهل هناك أشد من خطب أسماها ربنا سبحانه مصيبة، وأخطر مرحلة من مراحل مصيبة الموت هي تلقي الأنباء، فبعض الناس لا يعترف بفقده لمن أحب من الأبناء أو الآباء، ويعيش أصعب مرحلة، وهي قبول حقيقة تتمثل في أن من أحب ليس له وجود من جديد في قائمة البقاء.

لا شك أنها مرحلة طرحت الكثير من التساؤلات عند كثير من الناس وأهمهم كانت أسر الشهداء، هذا الأمر صحيح، لكن ليس في دولة العطاء والتضحية والفداء دولة الإمارات. فما أروعها من كلمات سطّرها أهل الشهداء، «كلنا فدا الإمارات». مرحلة من الصعب أن أجد لها تفسيراً في كتب التربية وعلم النفس. حب أهل الإمارات لوطنهم فاق كل التوقعات، الكل يعلم العلاقة المتميزة بين الإماراتي ووطنه، والجميع يشهد بجودة الحياة في وطننا، وروعة التناغم بيننا وبين قيادتنا، وقد راهن البعض أنه حب الرخاء، لكن اختبار الشهداء أفشل كيد الخبثاء، فعلاقة الإماراتي بوطنه وقيادته متميزة في الرخاء، لكنها أكبر من أن توصف عند المحن والبلاء.

زيارات أصحاب السمو لأسر الشهداء أجمل من أن توصف بكلمات، لكنها كانت الورقة الرابحة التي حولت خيام العزاء إلى مراكز مجد وفخر وأنفة وإباء. وكما هي عادة قيادة وطننا المعطاء، تم الإعلان عن مبادرات لا أستطيع حصرها من أجل حياة أفضل لأسر الشهداء تهون عليهم مصابهم، وتجعلهم يمضون بصورة إيجابية في حياتهم، بعد أن تطوى خيام العزاء. ولعلي هنا أسجل نقاطاً أوصي بها كل من مر ببلاء.

أولها أن تتخيل من فقدت في أحسن حال، وهو خالد عند ربه مع الشهداء والأنبياء «أحياء عند ربهم يرزقون»، وما أكرمها من حياة أجاد من قال:

جاورت أصحابي، وجوار ربه، شتان بين جواره وجواري.

نعم نحن فقدنا من نحب مادياً لكنهم معنا معنوياً، وهم في أفضل حال، ينتظرون قدوم الأهل والأحباء، كي يشفعوا لهم عند ربهم.

الأمر الثاني هو الاستعانة بالصبر والصلاة، كما أمر الله تعالى المؤمنين في كتابه العظيم، وأن نكرر «إنا لله وإنا إليه راجعون». هذه الأمور القولية والفعلية توصلك إلى مرحلة من الرضى تهون عليك كل مصاب، فنحن كمؤمنين نسلم للقضاء والقدر مجريات الأمور، لأن الله تعالى يختار لعباده ما هو أفضل لهم، وإنْ بدا لهم غير ذلك.

أسر الشهداء بحاجة إلى تواصل مع الناس، فمن أخطر مراحل قبول الحزن الانطواء والانعزال عن الحياة، وهذا واجب الأقارب والأحباء، افسحوا لهم في وقتكم وأنصتوا لهم فمما يخفف الحزن، هو الحديث عن كل ما يجول في الخاطر من حوار خفي قد لا تسمح ظروف العزاء بسرده أو التلفظ بمثله، وهنا أجد من الضروري التعبير عن الحزن، بالكلام مرة أو الدمع في أوقات أخرى، فالدموع لغة تهُوّن على الفؤاد أزمة المِحنة.

نحن أمة سطر شهداؤها بدمائهم فصول العزة، لكن الفصل الثاني كان من إمضاء الجرحى، فلسان حالهم وقد رأوْا أقرانهم يزفون إلى جنان ربهم، يقول: يا ليتنا كنّا معهم. كلمات لا يقولها إلا من أنار له ربه قلبه بإيمان خرق به قواعد الطبيعة كي يتجلى ويرى ما أعده الله للشهداء. الإمارات وبقيادتها الرشيدة الأبوية جعلت العالم يفهم لغزاً اسمه وسام الشهداء ونعمة البقاء.