أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

الإخوان: ثورة من الداخل

الكـاتب : حمد الماجد
تاريخ الخبر: 06-01-2015

المرحلة التي يمر بها الإخوان المسلمون في مصر وهم بين سجين وطريد في ظل خصم سياسي تمكن من مفاصل السلطة والأخذ بأسبابها، تعتبر فرصة مواتية وذهبية لإجراء مراجعات جوهرية لكل شيء، إذ ليس من المعقول أن يكرر رموز الإخوان نقدهم للحكومات العربية وتحركاتهم البطيئة والثقيلة نحو التغيير وهم لا يمارسونه في محيط جماعتهم، والذي لا ينزع إلى شجاعة التغيير في محيط جماعته لن يتوقع منه تغييرات كبيرة وهو على كرسي الحكم، وقد جرب بعض الشباب المنتمين للجماعة محاولات للتغيير لكنها جوبهت من قياداتها التاريخية بالرفض، وهو ما أدى إلى تأسيس حزب الوسط. وفي تصوري أن تجربة الإخوان الصعبة في سنتهم اليتيمة في الحكم وما تلاها من أحداث درامية بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة وخسارتهم لشريحة من الشعب المصري وإدراكهم للمستوى الحقيقي لشعبيتهم، فرصة لهذه المراجعات، وعليه فليس من صالحهم ولا من صالح البلاد توجيه الجهد لمواصلة السعي لمناوأة النظام، وقد توسعت في ذكر الأسباب في المقال السابق.
هذه المرحلة تتطلب النظر بعمق نحو جذور التغيير لا إلى أغصانه وأوراقه، ومراجعة أساسات البناء الإخواني وليس جدرانه وطلائه، فقد أثبتت الأحداث مذ تسلم الإخوان مقاليد السلطة بعد أول انتخابات رئاسية في تاريخ مصر الحديث أن مفهوم الجماعة والبيعة صارا عبئا على الإخوان قبل أن يكونا مصدر نفور وتوجس في مصر، لا أقول من خصوم الإخوان التقليديين في التيارين الليبرالي والعلماني، بل من شرائح الشعب غير المؤدلجة والتي لها نزعة لا تخطؤها العين نحو التدين والمحافظة كما يعرف ذلك كل من له أدنى اطلاع على أحوال المجتمع المصري.
ليس من المقبول ولا المعقول أن يمر على الجماعة أكثر من ثمانين عاماً دون أن تمر بهزة تغيير حقيقية تستوعب المتغيرات وتواكب التطورات. لقد كتب علماء الإخوان وقادتهم ومفكروهم وكتابهم عن التجديد في الفكر الإسلامي والاقتصاد وعلاقة السياسة بالدين وألفوا في الدراسات الإسلامية فأضافوا للمكتبة العربية وأثَّروا فيها، ولكن لم نر منهم مراجعات جذرية لتأثير مسائل مفصلية كالجماعة والبيعة على مسارهم الفكري والسياسي.
لا يحتاج تأثير هذين الموضوعين (الجماعة والبيعة) إلى راصد محترف ليستنتج تأثيرهما السلبي على مسيرة الجماعة السياسية خاصة بعد أن ترشح الإخوان لرئاسة مصر بعيد ثورة 25 يناير، فجماعة الإخوان، على الرغم من تجذر نفوذها وطول أذرعتها الإعلامية والسياسية، لم تستطع أن تقنع أغلبية الرأي العام المصري والعربي أن الرئيس المنتخب كان يترأس مصر مستقلا عن التأثير الكامل للجماعة في سياساته وقراراته وتعييناته، ولا يعني كلامي هذا جزما بعدم استقلالية الرئيس الأسبق مرسي، وإنما قصدت أن التوأمة السيامية (الانتماء للجماعة والانخراط في العمل السياسي) والمثال الصارخ لها ترشح الرئيس مرسي، تحتاج إلى فريق من جراحين إخوانيين مهرة لفصلهما حتى ولو كانت التكلفة موت الجماعة كي يثبت الإخوان أنهم قادرون على مواكبة التطورات والمتغيرات، وإلا استمرت في أدائها السياسي المتعثر، وظلت الشكوك والتخرصات تطارد كل من ترشحه الجماعة رئيسا أو وزيرا أو محافظا، وقد انتبه خصوم الإخوان إلى هذه الثغرة فأشاعوا حكاية الأخونة وظهور الرئيس مرسي وهو يبدو كالتلميذ المؤدب أمام أستاذه المرشد الذي يأتمر بأمره وينتهي عن نهيه وراجت هذه الفكرة بسبب هذه المتلازمة (الجماعة والبيعة) وليس بسبب إعلام خصوم الإخوان فحسب.