أحدث الأخبار
  • 01:19 . الجيش الأمريكي يعلن تدمير أربع مسيّرات للحوثيين فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:15 . تقرير: تدفقات الأموال الروسية إلى الإمارات "تباطأت" والأثرياء الروس يفكرون في مغادرة دبي... المزيد
  • 12:58 . إعلام أبوظبي يهاجم السعودية على خلفية فتوى "تُكفر منكري السنّة"... المزيد
  • 12:39 . يشمل "الزواج العلماني".. أكثر من 20 ألف طلب زواج مدني في أبوظبي... المزيد
  • 12:35 . بينهم عناصر من حزب الله.. مقتل 36 عسكرياً بغارة جوية إسرائيلية قرب حلب السورية... المزيد
  • 12:33 . وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.. السعودية تعلن إرسال دفعة مساعدات جديدة للسودان... المزيد
  • 12:32 . بني ياس يفوز على الإمارات بثنائية في دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 05:18 . المظاهرات تجبر شركة إسرائيلية على بيع مصنعها في بريطانيا... المزيد
  • 05:17 . صور أقمار صناعية تظهر بناء مهبط طائرات على جزيرة يمنية وبجانبه عبارة "أحب الإمارات"... المزيد
  • 11:32 . موسكو تعلن دخول سفن حربية روسية إلى البحر الأحمر... المزيد
  • 10:30 . 111 مليون مستفيد في 105 دول من مبادرات محمد بن راشد العالمية في 2023... المزيد
  • 02:24 . ‫احترس.. هذه العوامل ترفع خطر تضخم البواسير... المزيد
  • 02:07 . إصابة ثلاثة مستوطنين بإطلاق نار على حافلة بأريحا والاحتلال يغلق المدينة... المزيد
  • 01:32 . الجيش الأميركي يعلن تدمير أربع مسيّرات حوثية فوق البحر الأحمر... المزيد
  • 01:28 . حاكم الشارقة يطلق المرحلة الثانية من موسوعة التفسير البلاغي وأولى موسوعات مناهج إفراد... المزيد
  • 01:00 . "الوطني الاتحادي" يعتمد توصية بضوابط موحدة للإعلانات الغذائية الإلكترونية... المزيد

حميدتي رئيسا للجنة الاقتصادية.. مخاوف من سيطرة أبوظبي على موانئ السودان

متابعات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 27-04-2020

تشهد أروقة المشهدين السياسي والاقتصادي في السودان جدلا واسعا بسبب تواتر أنباء عن نية الحكومة السودانية الانتقالية خصخصة خمسة موانئ وتأجيرها لشركات أجنبية من أجل توفير سيولة نقدية تنقذها من أزمتها الخانقة.

تلك التسريبات عن خطط الخصخصة أثارت ردودا واسعة لدى العاملين في تلك الموانئ، خاصة بعد تأكد سعي شركة "موانئ دبي" للاستحواذ على ميناء بورتسودان -أكبر ميناء في السودان- لمدة 20 عاما، وفق ما كشفه موقع "مونيتور" الأميركي في يناير الماضي.

وجاء قرار تعيين الفريق محمد حميدتي رئيسا للجنة العليا للطوارئ الاقتصادية ليعزز من مخاوف إبرام الصفقة لصالح شركة "موانئ دبي"، نظرا للصلاحيات الواسعة التي منحت لهذه اللجنة، وقرب الرجل من الإمارات.

وكلفت هذه اللجنة بتسيير الشؤون الاقتصادية للبلد، وعقدت اجتماعها الأول يوم 16 أبريل الجاري برئاسة حميدتي.

أصوات رفضة
يقول كبير مهندسي المحطة الساحلية ورئيس قوى الإصلاحيين بهيئة الموانئ البحرية سامي الصائغ،  إنهم شرعوا فعليا في توحيد صف العاملين بالميناء -من مهندسين وإداريين وعمال مناولة- من أجل الوقوف صفا واحدا ضد بيع الميناء لشركة "موانئ دبي".

وأكد الصائغ أنهم تلقوا معلومات تفيد بأن الحكومة السودانية تعمل على خصخصة الميناء للحكومة الإماراتية، إلا أنهم كمهندسين بالميناء يرفضون وجود شركة "موانئ دبي" في شاطئ البحر الأحمر عبر الأراضي السودانية، واصفا الشركة بأنها سيئة السمعة وذات أجندة سياسية معلومة، على حد زعمه.

واعتبر أن "موانئ دبي" فشلت في تشغيل موانئ جيبوتي واليمن والصومال، وبالتالي سيكون هدفها من الاستحواذ على الموانئ السودانية هدفا سياسيا لا اقتصاديا، مؤكدا أنهم سيقاومون أي توجه لبيع الميناء، على حد قوله.

إحصائيات
والسودان له ساحل طوله نحو 800 كلم، وعدة موانئ تقع على شاطئ البحر الأحمر، أهمها الميناء الجنوبي المخصص لاستقبال الحاويات، والميناء الأخضر المخصص لاستقبال سلع التموين مثل الدقيق والسكر، بالإضافة إلى الميناء الشمالي وميناء سواكن وميناء عثمان دقنة الإسلامي، وميناء هيدوب المتخصص في نقل المواشي، وميناء "بشائر 1" و"بشائر 2"، وميناء الغاز المتخصص في استقبال واردات الغاز، وميناء الخير لنقل المواد البترولية.

ويبلغ عدد العمال التابعين لهيئة الموانئ البحرية أكثر من 11 ألف عامل، بينما يبلغ عدد الحاويات التي تدخل المؤاني -بحسب المهندس سامي الصائغ- أكثر من 450 ألف حاوية في العام الواحد، مؤكدا أن عددها في العام 2019 بلغ قرابة 600 ألف حاوية.

محاولات إماراتية
وكان تقرير لموقع "مونيتور" الأميركي قد كشف عن جهود إماراتية وظفت ضابطا إسرائيليا سابقا يرأس شركة "ديكنز وماديسون" للعلاقات العامة للضغط على الولايات المتحدة من أجل دعم خطة شركة "موانئ دبي" للاستحواذ على ميناء بورتسودان.

وأشار التقرير إلى أن تلك المساعي الإماراتية تهدف إلى التوسع في قطاع النفط والغاز الذي من شأنه زيادة نفوذها في المنطقة.

وأفلحت الضغوط الإماراتية بإمساكها الدعم المالي الذي أعلنت عنه للحكومة الانتقالية، في عودة رجلها القوي إلى صدارة المشهد السياسي والأمني الذي يشهد توترات منذرة بانفجار وشيك، وفقا لرؤى بعض الخبراء والمحللين.

وقد تسلم حميدتي رئاسة اللجنة الاقتصادية لمعالجة تفاقم الأوضاع، ضمن قائمة شروط جديدة دفعت بها الإمارات إلى التحالف الحاكم لقوى الثورة، نظير تقديمها أي أموال.

وطبقا لمصادر مطلعة فإن الإمارات رهنت أي دعم للحكومة بضمان نفوذ حميدتي، بجانب محاصرة الإسلاميين سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والموافقة على صفقة الموانئ السودانية.

وطبقا لذات المصادر، ترغب الإمارات في السيطرة على ميناء بورتسودان بشكل يعزز نفوذها في البحر الأحمر لمدة 90 عاما، مقابل تقديمها مليار دولار للحكومة نقدا، وتقسيط ملياري دولار على عدة سنوات.

رفض ومقاومة
وإزاء المعلومات والتسريبات التي تتحدث عن تأجير موانئ البحر الأحمر شرقي السودان، رفض المسؤولون والنقابيون بالميناء  إبرام صفقات لتأجير الموانئ وأعلنوا مقاومتهم لأي خطوة تمضي في هذا الاتجاه.

ويقول عضو تجمع عمال الميناء الجنوبي عبود الشربيني إنهم لن يسمحوا بخصخصة الميناء، وإن الخيار سيكون للشعب السوداني، حسب تعبيره.

وأضاف الشربيني -وهو من أبرز الذين وقفوا ضد قرار التعاقد مع الشركة الفلبينية- "إننا نملك الميدان ومستعدون للتضحية بأنفسنا، ولن نقبل بتواجد شركة موانئ دبي السيئة السمعة داخل الأراضي السودانية".

ليس للبيع
الأصوات التي تحدثت عن خصخصة ميناء بورتسودان دفعت مدير هيئة الموانئ البحرية أونور محمد آدم للتصريح في وقت سابق بأن ميناء بورتسودان ليس للبيع، وأن ما يشاع عن ذلك هو مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة.

غير أن الشربيني قال إنهم لن يصدقوا تصريحات مدير الميناء، وإن أمر البيع الحالي يدبر بليل، مذكرا بما جرى عام 2018 حين صرح مدير الميناء السابق وقتها نافيا بيعه، وبعد تصريحه بثلاثة أيام أعلنت الحكومة اتفاقيتها مع الشركة الفلبينية.

وفي هذا السياق، يقول النقابي بالميناء عثمان طاهر للجزيرة نت إنهم لن يقبلوا بيع الميناء لشركة "موانئ دبي" أو أي شركة أخرى، لأن ذلك يؤدي إلى انتهاك حقوق العاملين في الميناء وانتهاك السيادة الوطنية.

واعتبر طاهر أن شركة "موانئ دبي" تعد الأسوأ في تشغيل الموانئ بالمنطقة، وأن الإمارات تريد من خلال حرصها على شراء ميناء بورتسودان، أن تزج بالسودان في حروبها الإقليمية لخدمة أجندتها السياسية، على حد ادعائه.