أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

العمالة حاجة إنسانية ملحة

الكـاتب : علي أبو الريش
تاريخ الخبر: 01-09-2014

تعرف قيمة العامل أو الفني الآسيوي، عندما يتعطل عليك مكيف أو مولد كهرباء أو مضخة ماء أو حتى مصباح نور، وبخاصة إن حدث ذلك في ساعات خارج العمل اليومي، أو في ساعات الليل.. في هذه الظروف القاسية تبحث عن نفسك فلا تجدها، تبحث عن الأسئلة التي تطرحها يومياً، فيما لو استغنى الناس عن هذه الشريحة المقدسة.. فكل ما يمس شأن الحياة لدينا مرهون بأيدٍ سمراء ألفت التعب، وتمرّست على تقديم العون، حتى وإن كان ذلك مقابل أجر، فالأمر عندما يتعلق بمصير وبحياة لا تستقيم إلا بوجود ممتلكاتك الاستهلاكية، والتي يجب أن تعمل ليل نهار وبسلاسة، فإنك لا تتذكر ما ستقدمه من أجر، بقدر ما يحيي ضميرك تجاه، الأشياء الأساسية في حياتك.. أعتقد أنني أنا وسواي لا ينبغي أن نخاطر بالبوح عن سيئات العمالة الآسيوية، إلا إذا شعرنا بأننا نستطيع أن نقوم بما يقومون به، وهذا لن يحدث الآن، ولا أعتقد في المستقبل القريب، لأننا لا نجيد العلاقة مع أشيائنا الاستهلاكية، إلا بمستوى إدارة المفاتيح، فتحاً وقفلاً، وما عدا ذلك، يظل مجهولاً في أحشاء لك الأجهزة السحرية إلى أن يأتي الفني الآسيوي، متأبطاً حقيبته المعدنية، ويفتح بابها الصغير ثم يبدأ في فحص المريض الذي بين يديه، وبعد حين من الزمن، وبعد أن يتصبب العرق من جبينه الأسمر، يفرج عن ابتسامة انتصار قائلاً: «أرباب كل شيء أوكيه» وأنت تفتح فاها، وتبحلق عينيك، فرحاً بالإنجاز الذي قام به غيرك، وما عليك إلا أن تفتح محفظة الدراهم، وتعطيه أجره.

وهكذا تمضي الحياة، وأنت تبحلق العينين فقط، وغيرك يفك البراغي والمسامير، ثم يعيد كل شيء إلى مكانه، وأنت وكأنك لم تك موجوداً ساعة الفك والربط، لأنك لا تملك قدرة الإبداع السحري، وما جادت به قريحة هذا الكائن الضئيل، الأسمر النحيل، المنهك من شديد ما يفتح ويغلق، ويفك ويربط، وأنك لا تدري مقدار الصفقة الذهنية التي عقدها هذا الإنسان، مع الآلة التي بين يديه، لأنها عقد ذكاء وحاجة وإيمان، بأن الحياة لا تستمر دوماً بالاتكالية والاعتماد على الآخر، من دون دفع ثمن.. وثمن غال أحياناً.

إذن فنحن نحتاج إليهم ليعينونا على استمرار ضوء المصباح، منيراً يتلألأ في غرف جلوسنا ونومنا، نحتاج إليهم، لأنهم يسطرون لنا معالم طريق لولا أصابعهم السمراء، وأظافرهم الملتاثة بالأسود اللزج، لما تلألأت عيون نسائنا، ببريق أحمر الشفاه على الأفواه، مثل قوس قزح.. لولاهم لما عرفنا كيف نستدل على شلال الصنابير، المكترثة بالضخ النازل من علو شاهق إلى حضيض الأجساد.. إذن نحن بحاجة إلى عيونهم الفاحصة المتمحصة في شرايين الأجهزة الإلكترونية، وعروق أجهزة التكييف، متابعين عن كثب ماذا يجري، في أجواف تلك المعضلة.. نحن بحاجة إليهم لأننا اكتفينا فقط، باستخدام الهاتف، ومناداة صاحب الشأن، كما يأتي مسرعاً، لإصلاح هذا الجهاز أو ذاك.. اكتفينا فقط، بإعدام الثقة في أنفسنا، والأخذ من الحياة من دون أن تعطيها، وهي كذلك تأبى إلا أن تدحرجنا على جليد برود الهمة.

إذن فهؤلاء، بالنسبة لنا حاجة إنسانية، حتى إشعار آخر، وحتى نعلم كيف نغمس أظافرنا في اللزوجة السوداء من دون حرج.