تساءل ديفيد هيرست، الكاتب البريطاني، مدير موقع “ميديل إيست آي” (عين الشرق الأوسط) عما إذا كانت مهمة زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، انتهت بعد مقتله خلال عملية أمريكية، خاصة في محافظة إدلب بشمال سوريا، قرب الحدود مع تركيا.
وأكد الكاتب في مقال له بالموقع أن الثورات المضادة، بقيادة السعودية والإمارات، والتي سحقت الثورات العربية، وإرادة الشعوب، ساهمت في صعود تنظيم “الدولة” وأيديوليوجيته.
وشدد هيرست على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أراد “تزويق حكايته” حول تفاصيل مقتل البغدادي، وهروبه من الكلب، وبكائه ونواحه، واعتبر اللقطات التي نشرتها واشنطن حول تصفية البغدادي بـ”الفيلم الرديء”.
وأشار الكاتب إلى وجود مشكلة حقيقية في فهم هذه التنظيمات “الجهادية” لدى الغرب، قائلا إنه “كلما قتل زعيم من زعماء القاعدة أو داعش يرتكب الغرب خطأ الادعاء بأن المشكلة قد انتهت دون الأخذ بالاعتبار أو الإقرار بالسياق وبالظروف التي سمحت لشخصيات مغمورة بالارتقاء إلى مواقع السلطة والشهرة والنفوذ”.
وخاض هيرست في سؤال “هل انتهت المهمة بعد مقتل البغدادي”، مذكرا بتصريحات قادة الولايات المتحدة، وغيرهم من فرنسا وبريطانيا، على مدار العقد الماضي، بأنهم تمكنوا من القضاء تماما على “داعش” و”القاعدة”، وإنهاء المهمة بنجاح، قبل أن يتبين فشلهم في ذلك.
ونوّه إلى تصريح سابق لمدير المخابرات الأمريكية السابق جون برينان عام 2011، بأنه تم القضاء نهائيا على تنظيم الدولة، وأن أتباعه لا يتجاوزن السبعمئة شخص، قبل أن يبرز التنظيم مجددا بشكل غير مسبوق.
وأكد الكاتب أن “أكبر حقنة” ساهمت في نهوض التنظيم، هي الثورات المضادة، بقيادة السعودية والإمارات، والتي سحقت الثورات العربية، وإرادة الشعوب، ما ساهم في ردة فعل لصالح التنظيم وأيدلوجيته.
وأضاف: “تُرتكب اليوم نفس الغلطة إذ يدعونا ترامب إلى اعتبار موت البغدادي نقطة تحول في مسار تنظيم الدولة، بينما يتم تجاهل السياق والظروف التي منحت الحياة لأناس مثل البغدادي وجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية، ويجري كنسها جانباً من قبل زعماء بات كل همهم التفاخر بإنجازاتهم”.