أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

الأسماء الوهمية وفلسفة مواقع التواصل

الكـاتب : ياسر الزعاترة
تاريخ الخبر: 21-08-2019

ياسر الزعاترة:الأسماء الوهمية وفلسفة مواقع التواصل- مقالات العرب القطرية

ليست لي دراية بحال مواقع التواصل في الدول التي تتمتع بالحرية الجيدة، وإن كنت أتوقع أن الأمر فيها يختلف عنه في ديارنا.

لي نشاط معقول على موقع التواصل «تويتر»، ولديّ ما يزيد على مليون متابع، وعدد لا بأس به في «فيس بوك»، وإن كان حساباً لا أشارك فيه بالحوار لضيق الوقت وأكتفي بنقل ما أكتب في «تويتر» من خلال أحد أبنائي، خلافاً للأخير الذي غالباً ما أردّ فيه على المتابعين إن كان هناك ما يستحق الرد أو التعليق؛ لأن كثيرين يحبون المشاركة فقط، إما بطرح فكرة جديدة أو بالهجاء والشتائم!

ما يلفت انتباه أي متابع أن نسبة كبرى في «تويتر» -وقد يشمل ذلك مواقع أخرى (الواتس ليس من ضمنها طبعاً لأنه يتبع رقماً هاتفياً معروف الهوية)- هي لأسماء مجهولة أو وهمية أو مستعارة؛ بل ربما النسبة الأكبر.

من الصعب وضع أصحاب الأسماء الوهمية والمستعارة في سلة واحدة؛ لأنهم أنواع مختلفة.

هناك بالطبع السبب الأمني الذي يحول بين الناس وبين استخدام أسمائهم الصريحة؛ لأن وضع الاسم الصريح سيحول بين هؤلاء الناس وبين نشر آرائهم الصريحة.

نفتح قوساً هنا كي نشير إلى وجود حشود من الناس يرزحون في السجون، مع أنهم نشروا آراء بأسماء وهمية تم تصنيفها لصالح العنف أو الإرهاب، أو ضد الأنظمة، لا سيما أن أنظمتنا العربية تتسابق غالباً في جلب أحدث وسائل التنصّت ومتابعة مواقع التواصل، فضلاً عن الهواتف.

لكن ذلك ليس هو السبب الوحيد؛ إذ إن كثيراً من الناس لا يكتبون ما يرتّب عليهم عبئاً أمنياً؛ لكنهم في المقابل يريدون قول كل ما يخطر ببالهم من آراء، وهذا يرتّب عليهم أعباء اجتماعية أيضاً، ولذلك يلجؤون إلى الأسماء الوهمية لأنها تمنحهم كامل الحرية في قول ما يريدون. والخلاصة أن الرقابة الاجتماعية تحضر بوصفها عاملاً فاعلاً في ميل البعض إلى استخدام الأسماء الوهمية، وذلك في مجتمعات ما زالت متماسكة من الناحية الاجتماعية أكثر بكثير من المجتمعات الغربية، ويمكن لرأي شخص في العائلة أن يؤثّر على العائلة برمتها، أو يسبّب لها بعض المشاكل.

هناك الأسماء الوهمية التي يسميها بعضهم «شبيحة» أو «أبواقا» أو «ذباباً إلكترونياً»، وهذه لها حكايتها الخاصة؛ إذ إنها تمارس الوظيفة أكثر من ممارسة النقد والكتابة الحرة، وهي لها من يوجّهها، ومن الطبيعي أن تُستخدم الأسماء المستعارة تبعاً لذلك، وهي تُستخدم لهجاء خصوم المشغّلين، كما تُستخدم لتخويفهم، في الوقت ذاته الذي تُستخدم فيه لتشويه الرأي العام، وإشعار الناس بأن رأيها المعزول يمثّل قطاعات أكبر من الناس، كما تُستخدم في بث الإشاعات، وترويج الوسوم (الهاشتاجات) وما شابه.

اللافت بالطبع أن هذه الحسابات باتت مفضوحة؛ فأنت لست بحاجة إلى كثير من الذكاء كي تعرف هويتها؛ ذلك أن من يمدح نظامه لن يكون في حاجة إلى إخفاء اسمه؛ لأنه مديح يفيده ولا يضره. ثم إن أصحابها يغيّرون حساباتهم بشكل شبه يومي؛ لأنهم يُواجهون بـ «البلوك» من قِبل من يهجونهم، فيُضطرون إلى فتح حسابات جديدة دائماً، وستعرفهم من خلال عدد متابعيهم الذين غالباً ما يكونون بالعشرات فقط، وهي الأسماء ذاتها الوهمية التي يستخدمها، أو يستخدمها زملاؤه في المهنة!

والحال أن استمرار هذه الظاهرة (الأسماء الوهمية) هو جزء من استمرار نهج الشمولية والقمع، وما ينسحب عليه من رقابة حثيثة من قِبل الأنظمة على مواقع التواصل. وما دام هذا الواقع قائماً، فستبقى الظاهرة، وستحرم بالضرورة الناس من الحوار الجاد والنافع، وستحرم كثيرين من الفائدة أيضاً؛ لأن المشارك يدخل بنفسية المحارب والمناكف، وليس بنفسية المحاور الذي يبحث عن الحق والفائدة.

إنها أزمة الحرية التي جاء ربيع العرب يطلبها، فردّت عليه الثورة المضادة بالحديد والنار، وهي ذاتها من «عسكرت» مواقع التواصل، بجانب من تبقّى من أنظمة القمع أيضاً.