أحدث الأخبار
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد

العصا والتهدئة

الكـاتب : رضوان الأخرس
تاريخ الخبر: 21-01-2019

رضوان الأخرس:العصا والتهدئة- مقالات العرب القطرية

كلما شعر الاحتلال الإسرائيلي باقتراب انفجار الأوضاع في وقت لا يحبذه، أو على نحو لا يريده، قدم مبادرة لتهدئة، أو قدم مبادرين للتهدئة، وأحياناً يسمح لهم فقط بممارسة جهودهم في التهدئة، دون نية حقيقية للتهدئة، وقد يقصد الهدوء فقط.
وحتى سعيه للهدوء مشكوك فيه، لأنه مجبول على الغدر والتوحش وسفك الدماء، ولو كان يريد الهدوء والطمأنينة ما جاء من أقاصي الدنيا ليعتدي على شعب آخر، ويسرق أرضه ومقدراته، وينتهك مقدساته.
ولا يبدو مرحليًا بأنه يريد الهدوء أو التهدئة أيضًا وإلا ما كان ليستمر في حصار وعدوانه على غزة، وإثارة غضب السكان الذين يتظاهرون منذ شهور طويلة قرب الحدود، دون أن يستجيب لمطالباتهم بما فيها البسيطة والمتعلقة بتوفير حياة كريمة وإنهاء الحصار والإغلاق.
واكتفى بتقديم مبادرات لتخفيف حدة الأوضاع المأساوية في القطاع، أو بالأحرى اكتفى بالسماح بها، ومن ذلك أنه جرى فتح معبر رفح خلال الشهور الماضية، تزامناً مع مسيرات العودة، وسُمح بدخول دفعتين من الأموال القطرية للموظفين، إلا أنه في المقابل لم يدفع من جانبه أي استحقاق، ولم يلزم نفسه بأي استحقاق أو اتفاق.
بل ترك المبادرات تخرج من مصر، وسمح ببعض المساعدات، وسرعان ما عاد ليربط بينها وبين استمرار المسيرات، وكل هذه التحسينات ليست حلولًا للمشكلة بالمعنى الصحيح، وإن استمرت، رغم أنه لا ضمان على استمراريتها.
معبر رفح عاد للإغلاق مجدداً بعد انسحاب موظفي السلطة منه، والمنحة القطرية متوقفة، والموظفون وأهالي القطاع ينتظرون، فكلما لاحت بعض بوادر «الانفراجات» تلاشت، وعادت الأوضاع إلى المربع الأول.
لا يوجد إنسان في الدنيا لا يحب الهدوء أو الأمان والطمأنينة إلا من تمسخت فطرته، والفلسطينيون يريدون ذلك أيضًا، إلا أنه لا يكون على حساب الكرامة والحقوق وسرقة الأرض، ولا أحد يشعر بالطمأنينة وهو مضطهد، أو داخل السجن، مهما كان شكله أو كانت صفاته.
والاحتلال مستغلاً تفوقه المادي على الأرض، وبعنجهية، يستمر في حربه الباردة الساخنة ضد القطاع باستمراره في الحصار والإغلاق، وكذلك العدوان، يسجن أكثر من مليوني فلسطيني داخل القطاع، في أكبر سجن عرفه العالم، ويضيّق على البقية بالتشريد والحبس والبطش اليومي. ويستمر في العربدة والتوسع بالضفة والتهام أراضي فلسطين، وكان من آخر مشاريعه قبل أيام، افتتاح طريق استيطاني شمال شرقي القدس، وهي خطوة بالغة الخطورة تمهد لضم مستوطنة «معاليه أدوميم» إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، ضمن مشروع ما يسمى القدس الكبرى. لا شك أن الاحتلال يريد الأمان، وإلا ما أمكنه العيش أو الاستمرار، إلا أن غزة بالنسبة له تبقى تهديدًا ومعضلة في التعامل، ويرى أنه أخطأ بخروجه منها عام 2005، فتنامى الخطر عليه، وزادت قوة المقاومة، وحاول القضاء على مقاومتها في ثلاث حروب متتالية منذ عام 2008، إلا أنه لم يفلح، والآن يضع كل جهده هو ومن معه من المتواطئين لكسرها تحت ضغط الفقر والجوع، في آخر الإحصائيات وصلت نسبة البطالة في القطاع إلى 55%، ونسبة الفقر تجاوزت 80 %. ونجحت المقاومة، خلال الأشهر الماضية، في كسر هذه المعادلة نسبياً، عبر استنزاف المستوطنات المحيطة بالقطاع، وهو ما ساهم بشكل كبير في الوصول لبعض «التحسينات» في الأوضاع المعيشية، إلا أن الاحتلال في المقابل لا يريد رهن الهدوء في المستوطنات بفعل المقاومة، وإنما يريد رهن «التحسينات» بفعل المقاومة والحراك الشعبي، لتصبح التحسينات بذلك أو «مبادرات التهدئة» المكررة هي الجزرة والعصا في آن واحد.