أحدث الأخبار
  • 08:36 . "حماس" تعلن انتهاء جولة مفاوضات القاهرة وغالانت يتوعد باجتياح رفح... المزيد
  • 08:07 . تركيا تنفي تعرض سائح سعودي لاعتداء في إسطنبول... المزيد
  • 08:06 . جيش الاحتلال يتكبد خسائر إثر هجوم "خطير" للمقاومة في غلاف غزة الجنوبي... المزيد
  • 07:59 . أحمد الشيبة النعيمي: "فيديو عبدالله بن زايد" تحريض صريح على الإسلام والمسلمين... المزيد
  • 07:05 . بعد السعودية.. الإمارات الثانية خليجيا في التصدير للصين... المزيد
  • 07:01 . حكومة الاحتلال تقرر إغلاق مكاتب قناة "الجزيرة".. وحماس تعلق: إجراء “قمعي وانتقامي"... المزيد
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد

معطف القراءة

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 12-12-2018

كل كتاب يحتوي على حياة كاملة قائمة بحد ذاتها، بشخوصها وظروفها وتقلبات أحوال الناس فيها، بعُقدهم ورغباتهم واختلافاتهم، واختلافهم الجذري عنا، لكن ليس كل الذين يقرؤون يستطيعون التعبير عن ذلك أو إخبار الآخرين عما تعنيه لهم القراءة، لكن هناك مَن يستطيع أن يفعل أكثر مِن ذلك. 

 الذين يقرؤون -في معظمهم- أشخاص ناضجون وناجحون بشكل أو بآخر، ولديهم علاقات اجتماعية وحياة عملية ووظيفية جيدة، إذاً فهم لا يقرؤون لأنه لا عمل ولا علاقات، ولا لأنهم لا يحظون بحياة جيدة أو صاخبة إن شئتم؛ هم يقرؤون لأنهم توصلوا بشكل يقيني إلى المعنى العميق والجليل للحياة، فأرادوا الاستزادة، فذهبوا يطرقون أبواب المكتبات وارتدوا معطف القرّاء. 

 إن القراءة هي الشيء الوحيد الذي يجعلك تعيش حيوات أخرى لم تعشها، في أزمنة لم تشهدها، وفي عقول أشخاص لم ترهم ولم تمر بظروفهم، فقط القراءة هي التي تجعلك تشعر بأنك لم تعش حياةً قصيرة، بل عِشت مئات السنين.انتهيت الأسبوع الماضي من قراءة «الأمواج السبعة» للكاتب النمساوي دانييل غلاتاور تتمة لرواية «نسيم الصبا» التي غرقتُ في قراءتها وحين أتممتها شعرت بمن قُذِف به من علو خمسين طابقاً.

 الروايتان تُعيدان ذكريات ذلك النوع من الحب عن طريق تبادل الرسائل، وهنا فالرسائل إلكترونية لا تخلو من العمق والفلسفة والتحليل النفسي الذي يميّز عادة الرواية الغربية التي تجنح لسبر أغوار النفس البشرية وتلمس احتياجاتها الملتبسة. 

 الرواية الثالثة «زيارة طبيب صاحب الجلالة»، تروي تفاصيل الصراع داخل قصر أحد ملوك الدنمارك في القرن الثامن عشر بين التنويريين والمحافظين في ظل سلطة ملك قيل إنه كان مجنوناً، أما «مانديل بائع الكتب القديمة» فهي الرابعة، وهي من روائع الكاتب النمساوي ستيفان زيفايغ الذي يفاجئك بقدرته الفائقة على الحفر في أعماق الشخصية، حتى ليحول البائس مانديل إلى ما يشبه الإنسان الخارق أو الكامل الذي بشَّر به الفيلسوف الألماني نيتشه.الخلاصة: كلَّما قرأنا لأدباء من الشرق أو من الغرب، من السويد أو جنوب أفريقيا، ازددنا إيماناً بأن الإنسان هو الإنسان، وأنه إذ يكتب فإنه يخلِّد حضوره وتجربته ويعيد إنتاج تاريخه، وأن هذا التاريخ وتلك التجربة يتكرران في كل مكان بتشابه غريب أحياناً، وإن بأسماء مختلفة وعبر سياقات زمنية متفاوتة.