أحدث الأخبار
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد

حين نقف أمام مفترق حياة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-12-2018

الذين يعتقدون، بشكل جازم، أن الحياة يمكن رسمها بالقلم والمسطرة وتوجيه مساراتها وأقدارها بالتخطيط لكل فعل وردة فعل، عليهم أن يراجعوا ملياً، وبشكل جدي، هذه القناعة؛ فبالرغم من دور التخطيط المسبق لتفاصيل مهمة في حياتنا مثل: (التخصص الدراسي، شريك الحياة والزواج، الوظيفة، مكان السكن والعمل و..)، فإن أحداثاً طارئة، لم نفكر فيها يوماً أو نخطط لها، يمكن أن تغيّر مسار حياتنا تماماً، وتذهب به إلى مصير لم يخطر لنا على بال! 

 في رواية «قطار الليل إلى لشبونة» التي كتبها الروائي والفيلسوف السويسري باسكال ميرسيه، تتغير حياة أستاذ اللغات القديمة في جامعة برن الدكتور رايموند بشكل دراماتيكي في صباح يوم ماطر شديد البرودة؛ فأثناء عبوره الجسر الموصل إلى مقر عمله يفاجأ بفتاة شابة تهم بإلقاء نفسها من فوق الجسر، يتدخل الأستاذ في لمح البصر لإنقاذها، ثم يصطحبها معه لقاعة الدرس من دون أن يدري على وجه الدقة: لماذا أو كيف ستسير الأمور بينهما في الساعات المقبلة!

 ينخرط الأستاذ مع طلبته بينما تغافله الفتاة متسللة من الفصل، وتاركة معطفها الأحمر وبه كتاب صغير ونادر أيضاً، بعد أن تختفي الفتاة يبدأ ريموند تعقب تفاصيل ما سيقرأه في ذلك الكتاب الذي يبدأ بهذه العبارة: «كل فعل بشري هو فعل ناقص بشكل متطرف، تعبير يائس ومثير للسخرية عن حياة داخلية مختبئة في أعماق لا يمكن تخيلها».

 يعرف لاحقاً أن الكتاب عبارة عن مذكرات بقلم الطبيب الثائر البرتغالي أماديو دو برادو، الذي كان قائداً بارزاً في حركة المقاومة البرتغالية ضد الديكتاتور البرتغالي أنطونيو سالازار، ومن خلال هذه المذكرات يطارد الأستاذ حيوات كل أولئك الشباب الثائرين الذين جاء ذكرهم فيها، وعاشوا تلك الحقبة بعلاقاتهم العائلية والعاطفية! 

 يستقل الأستاذ من دون تفكير قطاراً مسائياً إلى لشبونة لتتبع تلك التفاصيل التي وردت في الكتاب، فيتقاطع هناك مع من بقي من تلك المجموعة، أو ما بقي منهم بعد أن بلغوا من العمر عتياً.

 وبعد أن أحاط بكل الملابسات، وعرف تفاصيل العلاقات والحيوات التي عاشوها، وقابل من بقي منهم، وسمع أسراراً لم يبوحوها لبعضهم، قرر أن يضع النقطة الأخيرة في السطر الأخير ويعود إلى حياته وطلابه، وفي المحطة أمام القطار الذي سيقله إلى مدينة «برن» يقف مع سيدة رافقته خلال رحلة التتبع لينقل لها امتنانه للرحلة المعرفية التي اكتشف من خلالها معنى أن نعيش الحياة رغم مصاعبها وخياناتها ومواجهاتها، فذلك أفضل من الحياة الخاوية والمملة التي عاشها هو طوال حياته، والتي سيعود إليها.فماذا لو لم تعد؟ سألته المرأة فجأة، ليقف أمام السؤال كمن يقف أمام مفترق حياة!