أحدث الأخبار
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد
  • 01:05 . عائدات "مبادلة" تسجل 99 ملياراً والأصول 1.1 تريليون درهم خلال 2023... المزيد
  • 01:03 . على حساب النصر.. الوصل يتوج بطلاً لكأس رئيس الدولة للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 09:26 . غزة.. عمليات نوعية للمقاومة ومجازر جديدة للاحتلال بحق المدنيين شمال وجنوب القطاع... المزيد
  • 09:25 . شرطة أبوظبي تعلن عن وفاة ضابطين أثناء أدائهم مهام عملهم... المزيد
  • 07:32 . الأسهم المحلية تستقطب 7.2 مليار درهم سيولة في أسبوع... المزيد
  • 06:24 . وزراء خارجية 13 دولة يحذرون الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم على رفح... المزيد
  • 06:23 . موسكو تعلن اعتراض أكثر من 100 مسيرة أوكرانية واحتواء حريق في مصفاة روسية... المزيد
  • 12:04 . الذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي... المزيد
  • 12:04 . للمرة الثالثة في آخر عقد.. مانشستر سيتي وأرسنال يواصلان المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:03 . دراسة: السمنة وارتفاع السكر في الدم يلعبان دورا متزايدا في اعتلال الصحة... المزيد
  • 12:03 . خلال لقائه عضو الكنيست الإسرائيلي.. عبدالله بن زايد يحذر من خطر التصعيد القائم في المنطقة... المزيد
  • 12:02 . "قمة المنامة" تدعو إلى نشر قوات دولية في فلسطين لحين تنفيذ حل الدولتين... المزيد
  • 12:00 . إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى الإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:50 . مصر ترفض مقترحا إسرائيليا بشأن إدارة معبر رفح... المزيد
  • 09:16 . "توتال" الفرنسية تبحث الاستثمار بمشاريع الطاقة المتجددة السعودية... المزيد

لماذا التزمت أبوظبي الصمت خلال أزمة الرياض بشأن خاشقجي؟

محمد بن زايد ونظيره ولي العهد السعودي - أرشيفية
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 24-10-2018

لم تصل العلاقات السعودية الإماراتية إلى مستوى من التناغم الظاهري مثلما وصلته في السنوات الأخيرة. بدت العلاقة بين وليي عهدي السعودية محمد بن سلمان وأبوظبي محمد بن زايد الحاكميْن الفعليين لبلديهما وكأنها في عز ربيعها، وفي ذروة صعودها وقوتها، رغم ما بين البلدين من خلافات عميقة في التاريخ والإقليم.

ولكن هذه العلاقات التي قدمت في السنوات الماضية بوصفها "نموذجا للتكامل الخليجي" والتعاون العربي، تمرّ اليوم بأخطر مراحلها وأكثرها حساسية بعد "الورطة" التي دخلها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إثر اعتراف السعودية بتورط عناصر من أجهزتها الأمنية والعسكرية في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، بحسب تحليل لوسائل إعلام على صلة بالأزمة الخليجية.

وأنكرت السعودية في البداية قتل خاشقجي في قنصليتها، وأصرت على أنه غادرها بعد وقت وجيز من دخوله، تنادت دول عربية عديدة -من بينها الإمارات- تدور عادة في فلك السياسة السعودية لإصدار بيانات تنديد باستهداف السعودية، وبعد اشتداد الضغوط العالمية على الرياض اعترفت بمقتل الرجل واتهمت فريقا قالت إنه أرسل للتفاوض مع خاشقجي بإساءة التفويض والمبادرة بقتل الرجل دون توجيه سابق. ومثل ما حدث في المرة السابقة، كانت الدول ذاتها ومنها الإمارات جاهزة لإصدار بيانات دعم وتأييد للموقف السعودي الجديد.

ومع اشتداد الأزمة وتزايد الضغوط على بن سلمان، اتجهت الأنظار بشكل خاص إلى أبوظبي للمساهمة في إنقاذ الحليف السعودي من ورطته، خصوصا أنها الأقرب جوارا والأوثق تحالفا وذات نفوذ على الساحة الدولية، ولأنها بالذات ترتبط بعلاقات وثيقة مع عدد من جماعات الضغط في الولايات المتحدة الأميركية التي يأتي منها النصيب الأكبر حاليا من الضغوط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

هل بدأت الإمارات في الابتعاد؟

كان من اللافت أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد التزم الصمت خلال هذه الأزمة، وتوارى عن الأنظار العالمية، بل ألغى زيارتين خارجيتين إحداهما إلى فرنسا، كان بالإمكان أن يستغلهما في تخفيف الضغط الدولي عن رفيقه بل "تلميذه"، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في مقال سابق لها، حيث ذكرت أن الروابط أو العلاقات التي تجمع وليَّي عهدي أبو ظبي والسعودية هي علاقة المعلم (محمد بن زايد) بالتلميذ (محمد بن سلمان).

ومن المرجح أن ابن سلمان كان يعوّل على "معلمه" في الوقوف الحازم إلى جانبه في أزمة عويصة وثقيلة كهذه، لكن الواضح أن الإمارات لم تلق بثقلها في هذه الأزمة إلى جانب السعودية.

ويذهب بعض المحللين إلى أن محمد بن زايد بدأ في الابتعاد عن صديقه المقرب وحليفه الأوثق بن سلمان بعد أن تضافرت المواقف الدولية على الإشارة إليه وتحميله مسؤولية مقتل خاشقجي، وبعد تصاعد الدعوات الغربية لإبعاده عن ولاية العهد في السعودية.

ويشير بعض هؤلاء المحللين إلى أن الإمارات لم تلق بثقلها خلف السعودية إلا في أزمة قطر ودعم انقلاب مصر، بينما انخرطت معها في تحالفات أخرى لتحقيق مآرب خاصة مثل الحرب في اليمن، ولكن صوتها كان أكثر خفوتا فيما يتعلق بأزمات السعودية على المستوى الغربي، مثل أزمتها مع كندا.

نصيحة إماراتية للسعوديين.. اعترفوا

وفي هذه الأزمة بالذات لم تقم الإمارات -على الأقل حسب ما ينشر في وسائل الإعلام- بتحركات لافتة لتخفيف الضغط على الحليف السعودي، ولم يقم ابن زايد حتى بزيارة دعم للرياض، ولم تخرج المواقف الإماراتية المعلنة من قضية خاشقجي عن دائرة التضامن العام الذي استوت فيه مع دول عربية أخرى أضعف صوتا وأقل تأثيرا في المشهد الدولي.

واقتصرت المساهمة الإماراتية المعلنة على بعض التسريبات والوصفات والاقتراحات التي وجدت صداها سريعا في ردود الفعل السعودية، وفي تغير الرواية السعودية بشأن ما جرى للصحفي جمال خاشقجي.

ففي غمرة الإنكار السعودي لأي معرفة بمصير خاشقجي، ظهر قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان ليحث السعودية بشكل غير مباشر على تجاوز حالة الإنكار وليقدم لها في الوقت ذاته وصفة للحل، فكتب على صفحته على تويتر "لو افترضنا أن موظفا في القنصلية السعودية في تركيا اعتدى على خاشقجي في خلاف على استصدار شهادة.. أدى ذلك الاعتداء إلى وفاة خاشقجي.. فمن المؤكد أن الشجاعة الأخلاقية التي نعرفها في السعوديين أن يقروا بصحة الواقعة ويقيموا الحد على المعتدي.. ويسلموا جثة المجني عليه إلى ذويه".

شركاء التأزيم

اتجهت بوصلة أبوظبي في السنوات الأخيرة نحو الارتباط الوثيق مع الرياض، وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز فقد كان قادة الإمارات يأملون أن يتمكنوا، من خلال مواءمة خططهم مع جارتهم الأكبر والأكثر ثراء، من الاستفادة من ثقل المملكة لتحقيق مصالحهم.

كما يرتبط البلدان -وفقا للتقرير ذاته- في مسارات أخرى من بينها الحرب في اليمن ضد الحوثيين، واتحد البلدان كذلك في محاولتهما لقمع الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، وتدخَّلا في مصر وليبيا لمحاولة إلحاق الهزيمة به.

وتشير الصحيفة إلى أنه بينما تسبب الضرر الذي لحق بسمعة السعودية بجعلها شريكا أقل جاذبية، فإن اعتماد الإمارات على تلك العلاقة أكبر من أن تقطعها.

وتنقل عن محلل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إميل الحكيم قوله "بالنسبة إلى الإمارات، فإن الشراكة مع السعودية ذات طبيعة إستراتيجية".

ويشير الحكيم إلى أن أبوظبي استثمرت في محمد بن سلمان تحديدا، الذي تتوافق رؤاه المحلية والإقليمية مع رؤيتها أكثر من أي عضو آخر في العائلة المالكة السعودية. لذا، فهو ليس استثمارا يمكن أن يحذفوه كقيمة غير قابلة للاسترداد، ولكن في الوقت نفسه أصبحت الجوانب السلبية المتعلقة بالسياسة والسمعة لعلاقة الإمارات مع الأمير بن سلمان أوضح، وستكون إدارة هذا الأمر هي المشكلة من الآن فصاعدا بالنسبة للإماراتيين.

وبغض النظر عن مستقبل العلاقات بين الطرفين، فمن الراجح أن ما بعد مقتل خاشقجي لن يكون مثل ما سبقه، سواء على المستوى الداخلي في السعودية أو على مستوى علاقاتها الإقليمية والدولية.