أحدث الأخبار
  • 08:36 . السودان تطالب مجلس الأمن بعقد جلسة طارئة لبحث "عدوان أبوظبي"... المزيد
  • 08:27 . جيرونا ينتزع وصافة الدوري الإسباني من جاره برشلونة مؤقتا... المزيد
  • 07:19 . صحيفة عبرية: بن غفير حرض على قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء... المزيد
  • 06:28 . تديره شركة إماراتية.. الإمارات تدين بشدة الهجوم على حقل للغاز في كردستان العراق... المزيد
  • 06:25 . ما الذي اكتسبته أبوظبي من رعاية وتمويل حملة تشويه المسلمين في أوروبا؟... المزيد
  • 12:21 . بشحنة مولتها الإمارات.. استئناف المساعدات من قبرص لغزة بعد توقفها عقب مقتل موظفي الإغاثة... المزيد
  • 12:01 . هزة أرضية خفيفة تضرب ساحل خورفكان... المزيد
  • 10:53 . "علماء السعودية": لا يجوز الحج دون تصريح ومن لم يتمكن فإنه في حكم عدم المستطيع... المزيد
  • 10:44 . الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أميركية... المزيد
  • 10:43 . ريال مدريد يقترب من حسم الدوري الإسباني بفوزه في سوسيداد... المزيد
  • 10:42 . تقرير حقوقي يفند حجج أبوظبي في معرض ردها على بلاغ أممي حول محاكمة "الإمارات84"... المزيد
  • 10:41 . الأهلي المصري والترجي التونسي يبلغان نهائي أبطال إفريقيا... المزيد
  • 11:06 . أكدوا على براءتهم من جميع التهم.. الكشف عن تفاصيل الجلسة التاسعة في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 10:21 . في تقريرها السنوي.. "العفو الدولية": أبوظبي تواصل عزل معتقلي الرأي وتقيّد حرية التعبير... المزيد
  • 10:19 . إصابة الوزير الإسرائيلي المتطرف "بن غفير" إثر انقلاب سيارته ونقله إلى المستشفى... المزيد
  • 05:45 . الإمارات والنمسا تبحثان مستجدات الشراكة الشاملة... المزيد

الإبداع لا يكون بغير الحرية

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-09-2018

كشخص عالق في غيابة الجب، واقع منذ أزمنة بعيدة في بئر عميقة، يتسلقها ليخرج، وكلما قارب نقطة الخروج عاد وسقط ليعاود تسلُّق البئر، هذه الحال البائسة لهذا الشخص تشبه طريقة العالم العربي في تعامله مع حرية التعبير وتداول الأفكار بحرية ونشر الكتب بانفتاح!بلا شك، إن الحديث عن فتح النوافذ لتعبر الأفكار بحرية وليعبّر الإنسان والأجيال كافة عن رؤاهم ونظرتهم إلى الحياة لا يدل إلا على حرص شديد على قيم الانفتاح والتنمية والتنافسية، لأنك ما لم تمنح الإنسان الحرية اللازمة فإنه سيظل مقيداً وناقصاً، ولن يقدّم جديداً لينافس أو يضيف، إن الإنسان الناقص الحرية كالإنسان الناقص الأهلية تماماً، إنسان يفتقد العنصر الأساسي في الإبداع، فكيف لناقص أن يعطي عملاً كاملاً أو إبداعاً من أي نوع؟ كيف لعازف أن ينتج لحناً بآلة معطوبة؟ 

 إن النقص هو الآفة البشرية التي لطالما سعى الإنسان في كل تاريخه للخلاص منها والقفز على عيوبها، لذلك سعى للخلود والحقوق الكاملة والحرية والمثُل العليا و.. و.. و.. وهنا فالحديث لا يخص حريات الفوضى والخراب والابتذال، ولكن يخص حرية تداول الأفكار والكتب الحقيقية التي أنتجها الإنسان ولا يزال مصرّاً على إنتاجها، على الرغم من أصوات المنع والإقصاء والتغييب، لأنها الدليل الوحيد الذي يعبّر عن استحقاقه لإنسانيته، وعن عمق تجربته وأصالة وجوده واحترام حقوقه. 

 مع ذلك، فإن أكثر ما يتم التصادم والجدل حوله هو: حرية التعبير وتداول الأفكار المختلفة ونشر الكتب، ففي أوطاننا العربية الكثيرة، يخاف الناس من الفكرة المغايرة ومن الكتاب الذي يطرح رؤى جديدة تأخذ الناس إلى ساحات مفتوحة يفكرون فيها بطريقة مختلفة، إنهم يخافون على مصالحهم وعلاقاتهم إذا تزعزعت تلك الأفكار التي ظلت راكدة آلاف السنين، لذلك فلا غرابة إذا اتحدوا لمنع ديوان شعر أو رواية أو فيلم أو حتى كتاب فلسفي. 

 إن ما تقوم به الرقابة اليوم في الكثير من الدول العربية حين تمنع كتاباً لغارسيا ماركيز ورضوى عاشور وسعود السنعوسي وبثينة العيسى وغسان كنفاني وجبران وكازانتازاكي وغيرهم من كبار الكتّاب تحت الذريعة الأزلية: حماية الناس والمجتمع من الضلال وسوء المآل، ليس سوى التجسيد الحقيقي لسوء المآل، ففي هذا الزمن ليس هناك ما هو أسوأ مآلاً وغباءً من أن يمنع الرقيب العربي أفكاراً وكتباً من التداول تحت السماوات العربية نفسها التي أباحت بفضل ثورة التقنية أن يحصل المواطن فيها على كل الكتب وفي أي وقت وبأكثر السبل سلاسة، فأي رسالة مشوّهة نرسلها إلى العالم ونضمّها إلى سجل الإنسانية حين نفعل ذلك؟