أحدث الأخبار
  • 11:23 . بعد موافقة حماس.. نتنياهو يجدد رفضه مقترح الهدنة ويتسمك بعملية رفح رغم التحذيرات الدولية... المزيد
  • 09:11 . الشرطة الألمانية تقمع محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة برلين... المزيد
  • 09:05 . وكالة: الولايات المتحدة تحتجز عدة شحنات أسلحة لـ"إسرائيل" منذ أسبوعين... المزيد
  • 08:11 . بعد كارثة الفيضانات.. دبي تشكل لجنة عليا لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث... المزيد
  • 07:18 . القسام تعلن وفاة أسيرة إسرائيلية نتيجة إصابتها بقصف الاحتلال... المزيد
  • 06:58 . الوكالات الأممية تدين الهجوم الإسرائيلي على رفح.. وغوتريتش يحث على وقف التصعيد... المزيد
  • 06:48 . أرامكو السعودية توزع أرباحاً بقيمة 31 مليار دولار رغم تراجع إيراداتها... المزيد
  • 05:33 . ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34 ألفا و789... المزيد
  • 02:08 . "القسام" تدك قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة شرق معبر رفح بقذائف الهاون... المزيد
  • 12:12 . طلاب بريطانيون يتضامنون مع أقرانهم في أميركا خلال احتجاجات داعمة لغزة... المزيد
  • 11:48 . دراسة: السجائر الإلكترونية تعرض المراهقين للمعادن الثقيلة التي تضر بالدماغ والأعضاء... المزيد
  • 11:47 . الذهب يصعد مع رهانات خفض الفائدة الأمريكية وصراع الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:02 . بلومبرج: "أدنوك" تتراجع عن عرض للاستحواذ على شركة براسكيم برازيلية... المزيد
  • 11:01 . هيئة بحرية بريطانية تتلقى تقريرا عن انفجارين جنوبي عدن اليمنية... المزيد
  • 11:01 . أبوظبي تعزي الاحتلال الإسرائيلي بذكرى "الهولوكوست"... المزيد
  • 10:34 . بعد موافقة "حماس".. وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف مفاوضات هدنة غزة... المزيد

الحي الذي لا يزال حياً!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 29-07-2018

حين تحن إلى طفولتها، إلى حارات اللهو ومنازل الأهل والناس الذين كانوا أهلاً وجيراناً في تلك السنوات البعيدة، كانت تعقد العزم وتذهب إلى تلك الحارات والأحياء القديمة أو ما بقي منها صامداً حتى اليوم، ففي مفتتح مدينة دبي، تأسس حي «الراس»، أول وأقدم أحياء المدينة، حيث ينحني الخور كأنه يراقص بيوتها على ضفتيه، وحيث لا تزال تقف بكل عنفوانها مكتبة دبي العامة، والعديد من المؤسسات العريقة التي تبدو كأنما انبثقت بكامل تألقها من مياه الخور.

تترك المكتبة في إطلالتها تلك خلفك، وتتوغل في الأزقة الضيقة والشوارع المتفرعة، كل شارع يفتح على آخر، حتى ينفتح على عدة أسواق قديمة وتاريخية، شكلت جزءاً عريقاً من تاريخ دبي، نشأت وازدهرت في سنوات الثلاثينيات وما بعدها، واستقبلت بضائع وتجاراً من موانئ ومدن كثيرة، كسوق الذهب، وسوق السمك، وسوق المناظر والزجاج، وسوق الأدوية الشعبية، أو ما عرف بسوق الحلول، وخلال مرورك بتلك الأسواق تواجهك الكثير من البيوت والمعالم التي تحولت إلى مناطق وأماكن أثرية، كمدرسة الأحمدية وبيت الوكيل، وبيوتات تعود لعائلات معروفة استوطنت حي «الراس»، وما جاوره من أحياء منذ السنوات الأولى من القرن العشرين.

بيتنا كان هناك، وأمي ولدت في هذا الحي، وفيه نشأت وارتبطت بصداقات عمرها وعرفت الطريق لمدرسة القرآن، وحفظت كل شبر وزقاق فيه، الذي يذهب هذه الأيام إلى هذه المنطقة من دبي، ربما استعان بخريطة للمدينة وللمعالم، توزعها بلدية دبي لتسهل على السياح الاطلاع والتنقل فيها، لكن والدتي لم تكن تحتاج إلا إلى قلبها والأصوات التي تملأ ذاكرتها لأولئك الذين عبروا ذاك الحي معها وعاشوا فيه مثلها!

سيسير السياح على أرجلهم متنقلين بين الأزقة الضيقة، سيعجبون بطراز البناء وبشكل المدرسة، وبدفء تصميم البيت والحجرات من الداخل، أما والدتي فتمشي على قلبها دائماً حين يتملكها الحنين إلى تلك الأيام، تجمع أمرها وتطير إلى «الراس» بخفة طفلة، وتظل حين أكون معها تشير لكل بيت باسم أهله، ومن جاوره ومن سكنه، فإذا بالذاكرة تصير حياً ضاجاً أمامك، ثم تصير وطناً، ثم تستحيل علاجاً يشفي ذاك الحنين الكامن في داخل تلك المرأة المسكونة بالأمس!