أحدث الأخبار
  • 11:12 . رئيس الدولة يلتقي ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مدة... المزيد
  • 11:02 . "أدنوك" تعتزم إنشاء مكتب للتجارة في الولايات المتحدة... المزيد
  • 10:58 . مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية نهاية اليوم... المزيد
  • 10:55 . تعادل مثير يحسم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:53 . "أكسيوس": أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 10:46 . البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 10:43 . محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الغنوشي وتحيل 12 إلى دائرة الإرهاب... المزيد
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد
  • 01:05 . عائدات "مبادلة" تسجل 99 ملياراً والأصول 1.1 تريليون درهم خلال 2023... المزيد
  • 01:03 . على حساب النصر.. الوصل يتوج بطلاً لكأس رئيس الدولة للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 09:26 . غزة.. عمليات نوعية للمقاومة ومجازر جديدة للاحتلال بحق المدنيين شمال وجنوب القطاع... المزيد
  • 09:25 . شرطة أبوظبي تعلن عن وفاة ضابطين أثناء أدائهم مهام عملهم... المزيد
  • 07:32 . الأسهم المحلية تستقطب 7.2 مليار درهم سيولة في أسبوع... المزيد
  • 06:24 . وزراء خارجية 13 دولة يحذرون الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم على رفح... المزيد
  • 06:23 . موسكو تعلن اعتراض أكثر من 100 مسيرة أوكرانية واحتواء حريق في مصفاة روسية... المزيد
  • 12:04 . الذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي... المزيد

السادسة صباحاً.. قبل القهوة بقليل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-07-2018

البارحة فجراً، وأنا أجلس في مقهى أحد مستشفيات دبي الخاصة، استعادت ذاكرتي العديد من المشافي في أوروبا وأميركا التي نزلت فيها مرافقة لوالدتي في رحلات علاجها الطويلة والممتدة لسنوات وسنوات، ولطالما وجدت نفسي خلالها وفي كل هذه المستشفيات أجلس في مقاهيها الصغيرة أتناول كوب قهوتي الصباحية، في هذا التوقيت تحديداً: السادسة فجراً!

البارحة وكأنني أقرأ في كتاب مذكرات، خرجت من غرفة المعاينة حيث تركت والدتي تستريح بعد أن تلقت جرعة الدواء اللازمة، وذهبت مباشرة للمقهى، طلبت كوب القهوة ونقدت النادلة ثمنه، ثم جلست أمام الواجهة الزجاجية الضخمة التي تشكل الجهة المطلة على الشارع من المستشفى بانتظار قهوتي، بدا لي المكان مألوفاً وكأنني في حياة أخرى كنت هنا، جلست في المكان نفسه، وعلى وجه التحديد كانت الطاولة خشبية وعتيقة أيضاً!! إنها الذاكرة التي لا تكف عن اختراع حيلها معي!

للخشب رائحة مميزة أعرفها جيداً، أنا المتحدرة من عائلة اشتغل أحد أفرادها بصناعة السفن ورحل إلى غابات آسيا لانتقاء أجود الأخشاب من الهند والباكستان وكمبوديا، أسهم ربما في الإضرار ببعض الأشجار، لكنه أعلى في بنيان صناعة عريقة ذات تقاليد راسخة في دبي ومدن ساحل الخليج، ليتوارث أبناء خالي المهنة عن والدهم لاحقاً، وليصير عالم الخشب والسفن ملعبهم ومهنتهم!

وفي الوقت الذي تنقل فيه والدي بين السفن لعشرات السنين كنوخذا لا يشق له موج، وقفز جدي من على ظهر سفن عديدة إلى أعماق البحر غواصاً لا يهاب ظلمات الموج، جئت أنا من رحم الموج ومن أصلاب هؤلاء الأسلاف فارتبطت بالبحر وبرائحة الخشب، لذلك أعرف أي رائحة يرسل الخشب إذا ارتطم بالموج، وأي عبق ترسله تلك الطاولات والمقاعد الخشبية حين يبللها مطر الصباحات في المقاهي الصغيرة التي لطالما جلست عليها في مدن وقرى بعيدة بلا عدد، الذاكرة هويتي وأرشيف المكان: لا تنسى ولا تتوارى!!

رائحة القهوة وهي تحمص على مهل في مطبخ أمي لا تنافسها رائحة قهوة ستاربكس ولا قهوة كوستا، لكنها القهوة التي إذا لفحت ذاكرتك استدعت المرة الأولى التي مررت بها ذات صباح باكر وفتاة صينية تعدها سريعاً في ركن صغير للعابرين سراعاً في ممر تحت الأرض قاطعين الطريق من الفندق للمستشفى، وكنت معهم يومها، في مدينة روشستر الأميركية منذ أكثر من 25 عاماً!