أحدث الأخبار
  • 11:19 . جيش الاحتلال يُنذر سكان شرق رفح بالإخلاء.. ماذا تضم هذه المنطقة؟... المزيد
  • 10:46 . محمد بن راشد يصدر مرسوماً بتشكيل "مجلس دبي" برئاسته وعضوية أربعة من أبنائه... المزيد
  • 10:20 . الاحتلال الإسرائيلي يوجه سكان رفح بالرحيل تمهيدا لعملية عسكرية... المزيد
  • 12:34 . الدوري الإنجليزي.. تشيلسي يعزز فرصة مشاركته الأوروبية وليفربول يضرب توتنهام بالأربعة... المزيد
  • 12:04 . السعودية تسجل عجزاً بقيمة 12.38 مليار ريال في ميزانية الربع الأول... المزيد
  • 08:36 . "حماس" تعلن انتهاء جولة مفاوضات القاهرة وغالانت يتوعد باجتياح رفح... المزيد
  • 08:07 . تركيا تنفي تعرض سائح سعودي لاعتداء في إسطنبول... المزيد
  • 08:06 . جيش الاحتلال يتكبد خسائر إثر هجوم "خطير" للمقاومة في غلاف غزة الجنوبي... المزيد
  • 07:59 . أحمد الشيبة النعيمي: "فيديو عبدالله بن زايد" تحريض صريح على الإسلام والمسلمين... المزيد
  • 07:05 . بعد السعودية.. الإمارات الثانية خليجيا في التصدير للصين... المزيد
  • 07:01 . حكومة الاحتلال تقرر إغلاق مكاتب قناة "الجزيرة".. وحماس تعلق: إجراء “قمعي وانتقامي"... المزيد
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد

حوار الحضارات وحرب القيم

الكـاتب : سالم سالمين النعيمي
تاريخ الخبر: 05-06-2018

هل هناك صراع بين الحضارات؟ فالعديد من المفكرين يقدم الاختلافات الحضارية كشرح شامل للنزاع العالمي! ولكن هذا ليس نموذجاً قابلاً للتطبيق، على الأقل بمفرده، لفهم عالم اليوم. والجغرافيا السياسية تدرس كيف تتقاطع الجغرافيا مع الروابط السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية داخل المجتمعات وبينها، وهي طريقة أكثر فعالية بكثير في تحليل العلاقات الدولية.

وضمن ترسانة أسلحة القوى الناعمة الحديثة كسلاح للنيل من الثقافات المختلفة بعيداً عن التكاليف الباهظة للحروب التقليدية يتم الترويج للسمات العالمية المفترضة لحضارة واحدة، والتي تحتاج متطلبات التعايش الثقافي فيها البحث عن ما هو شائع في معظم الحضارات، ولكن بصبغة تبرز التفوق للأقوى على الساحة الدولية في عالم متعدد الحضارات في الظاهر، والسعي في مسار القيم العالمية، وقبول التنوع الذي لا يمس قيم ومعتقدات وتقاليد وأنماط حياة الدول التي تتقاسم الهيمنة على العالم، والبحث عن القواسم المشتركة في حدود لا يتعداها الأضعف والمتلقي لمبادئ وتعاليم ونمط وأسلوب حياة الحضارة السائدة.
وبالطبع، فإن البحث عن القيم المشتركة وقبول اختلافات الآخرين لن يقضي على الصراع بالكامل، والذي كان موجوداً على مدار التاريخ البشري، وسيواصل القيام بذلك ولكن من المؤكد أن أي جهد للتخفيف من هذا الوضع في عالم يتسم بالديناميكية وعدم القدرة على التنبؤ بشكل متزايد، هو جهد جدير بالمتابعة. واعتقد أن المرتكزات الفكرية لنظرية صدام الحضارات، تقف عاجزة أمام مرتكزات صدام البقاء، هو صراع يمثل فيه الصراع القيمي قيمة كبيرة مرتبطة باستمرارية حياة الكائن البشري المتمثلة في شخصه وعائلته المباشرة، وبالتالي القيم تُصاغ وتصنف وفقاً لأهميتها لبقاء النوع، وكل تفرع من النوع في بيئة حاضنة ولا سيما أن قيمة الإنسان وتقديره لذاته وشعوره بالتفوق والتميز، وكل ذلك يقع في المجمل في اللاوعي قبل الوعي، إنه إدراك عاطفي لتعبئة ثقافية تستدعي للأذهان أهمية التبعية الثقافية الحتمية لتحقيق هدف البقاء وهو بقاء كان للأقوى، وأصبح للأكثر إبداعاً واختراعاً وابتكاراً ومعرفة وإنتاجاً وصناعة وحيازة للموارد الفكرية والعلمية وممكناتها.

وإذا أردنا معرفة وفهم التاريخ وإعادة صناعة النظام العالمي، يجب أن نستوفي شروط التنمية الثلاثة الرئيسية، وهي القضاء على الأمية والفقر والمرض والاهتمام باللغة الأم بوصفها حارسة الثقافة ووعاء الوعي، وأخيراً دعم البحث العلمي والأصول المعرفية وما وراء المعرفة، ولهذا تجد ما تعيشه الأمة العربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعلمي مجرد تحديث وليس حداثة وخوض غمار حوار حضاري غير متساو حيث إن الحوار يكون بين طرفين متساويين أو قريبين في الثقل والقوى والأبعاد التي تجعل الحوار متكافئاً بدلاً من أن يكون الحوار عبارة عن مقدمات لدمج الثقافات.

فالحوار الصحيح والصحي، هو حوار يجب أن يدور بين طرفين على نفس المستوى، وبنفس الدرجة، وأن يعترف كل طرف بالآخر لا أن يحقره أو يسبه أو يسفه تفكيره وعقيدته، ويهين هويته، وهو إرهاب فكري وقيمي يمارس تحت مسمى حوار الحضارات، والذي تقوده الجهات الرسمية الراعية لتسييس وحتى إن كانت تتبع مؤسسة أكاديمية أو مؤسسة مجتمع مدني كون الإطار العام لمنطلقات كل جهة هو أصل التحدي القائم، والذي يصعب تجاوزه دون العودة للجذور وتخطي كذبة الخروج من نفق سوء الفهم الذي يسود علاقات الشرق بالغرب أو الشمال بالجنوب، كون أسباب الجفاء والتباعد أعمق من مجرد أن تزول بمؤتمر أو برنامج أممي أو مبادرة أو بحوث موجه قبل تغيير كثير من المفاهيم اللغوية والثقافية الطارئة حول الحوار بين الحضارات.

ولا تطالبني أن يذوب ديني ولغتي وعاداتي في موجة عالمية لها قبول أممي حتى أكون جديراً بالحوار، فهذا ضرب من الهمجية الحضرية والتحضر الانتقائي، ما سيقود حتماً إلى العنف والتبرير المغلوط، ولهذا يبدو لي أن الحرب الحالية والقادمة هي حرب قيم وثقافة احترام التنوع الثقافي وصراع الأصوليات المتطرفة، والذي يأخذ عدة أشكال منها الديني والثقافي والقيمي والاقتصادي والاجتماعي وغيرها. وما نحتاجه هو إدراك أن مفاهيم مثل الحرية والعدالة، ومستوى معيشة لائق وسلامة الأطفال وحقوق المرأة وحياة جيدة ليست المجال الحصري لثقافة دون سواها وكيفية التعبير عنها في كل ثقافة هو حق لكل ثقافة دون أن تجد نفسها في قفص الاتهام لكونها مختلفة.