قال تقرير جديد أصدره مركز مكافحة الارهاب CEC (في كلية ويست بوينت العسكرية الأمريكية)، إنه على الرغم من إضعاف تنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية على يد القوات المسلحة الامارتية في جنوب اليمن، إلا أن تنظيم القاعدة ربما يستغل ذلك التقدم.
ويتضمن التقرير الذي نُشر الشهر الجاري، ويتكون من 29 صفحة، مادة خاصة بعنوان "هل تستطيع الامارات وقواتها الأمنية تجنب دورٍ خاطئ في اليمن؟". حيث يدَّعي أن الجهود الامارتية لمحاربة القاعدة " تقتصر بدرجة كبيرة على محافظتي شبوة وحضرموت" الواقعتان في جنوب اليمن.
وأشار المقال الى أن العمليات التي تنفذها القوات الاماراتية "إما أنها قد تنجح حيث فشل آخرون، وإما انها قد تؤدي الى توافر فرص جديدة قد يتسنى لتنظيم القاعدة في شبة جزيرة العرب استغلالها".
وقد شكلت استراتيجية الامارات العسكرية ثلاث قواتٍ أمنية، تشمل: قوات الحزام الامني (يشار إليها أيضا باسم ألوية الحزام) والتي تنتشر بشكل كبير في جنوب غرب اليمن؛ وقوات النخبة الحضرمية التي تم نشرها في محافظة حضرموت؛ إضافةً الى قوات النخبة الشبوانية التي نُشرت في شبوة جنوب البلاد.
كما أن غالبية تلك القوات هي ممن يتم تجنيدهم من القبائل في المحافظات التي يقاتلون فيها لزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية البشرية في ميدان المواجهة العسكرية.
لكن التقرير يذهب باتجاه القول بأنه على الرغم من أن القتال الذي تقوده الامارات يستفيد من "موجة الاندفاع في القومية الجنوبية "، إلا أن الجنوب يعتبر "متعصب فئويا" ويخضع للاقتتال الداخلي.
ويطالب أعضاء القوات الامنية المدعومة إماراتيا ً باستقلال حضرموت منذ مدة طويلة قبل الحرب الأهلية، حيث أن لديها تأريخاً في الحكم الذاتي. وهو ما يتناقض تماماً مع "إعادة استقلال جنوب اليمن" الذي يتم حالياً دعمه عسكرياً وسياسياً من قبل الامارات.
وأشار التقرير الى أن "هناك الكثير من الخطر الذي يهدد جنوب اليمن بالضياع. فهو موطن معظم ثروات البلاد الطبيعية".
وأضاف: وفي حين أن تواجد الامارات لمحاربة عملاء تنظيم القاعدة، جنباً الى جنب مع القوات الخاصة الامريكية، يعتمد على المقاتلين المُجندين محلياً، إلا أن القوات العسكرية الإماراتية البرية على الأرض اليمنية، يُنظر إليها كـ"قوة احتلال استعمارية".
ودخلت الامارات العربية المتحدة إلى اليمن في العام 2015، كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية لمساندة الحكومة اليمنية في وجه التهديدات التي تشكلها جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر حالياً على العاصمة صنعاء.
وفي العام المنصرم شرعت الإمارات بدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يطالب بالانفصال عن شمال اليمن.
وفي وقت سابق من هذا العام، دعا وزير السياحة، أبوظبي للتوقف عن تدمير جزيرة سقطرى. حيث تم رفع شكوى رسمية إلى مجلس الأمن لتسريع صدور قرار لمنع الإمارات من استنزاف الثروات الطبيعية في الجزيرة.
بالإضافة إلى ذلك؛ في العام الماضي، وصف الرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي، القوات المسلحة الإماراتية بأنهم "محتلون" وليسوا "محرِرين"، على حد زعمه.
وفي العام الماضي، ايضاً، رفض المجلس العمومي [المحلي] لمحافظتي المهرة وسقطرة دعوة لدمج أو تشكيل قوات عسكرية تدعمها الامارات في المحافظات الجنوبية، الأمر الذي زاد من التوترات بخصوص الحضور الإماراتي في اليمن، بحسب ترجمة "الموقع بوست".