أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

بطولة مطلقة لنساء مجهولات

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 24-01-2018


لكي تصبح المرأة بطلة حقيقية في واقعها الذي تتحرك فيه، أو لكي تتمتع بنجومية خاصة في اتجاه مغاير لشهرة فتيات الموضة والتفاهة، ولكي تتحول إلى حالة أشبه بالرمز مثلاً فيتحدث الناس عنها بتقدير أو بتأثر، فإنها حتماً لا تحتاج إلى أن تكون صاحبة نفوذ ولا بطلة أفلام سينمائية، أو مغنية شهيرة أو مقدمة برامج أو غير ذلك مما يضمن الشهرة بمعناها السطحي. فأية امرأة تحتمل حياتها، وتكدح بشكل حقيقي في ظل ظروف قاهرة وضاغطة وقد لا تحتمل، بوعي كامل، يمكن أن تضمن استمرار حياتها وحياة أسرتها بعيداً عن ذل السؤال والاحتياج، لكي يحقق الجميع أحلامهم ويعيشوا بطمأنينة، هذه المرأة هي البطلة والرمز الحقيقي.

عادة ما تحتمل النساء الكثير من الضغوط والمشكلات، داخل الأسرة أو في العمل أو حتى على صعيد علاقاتهن الخاصة، ولأن المرأة كائن شديد الحساسية تجاه الأسرة والأبناء وتجاه فكرة المسؤولية بشكل عام، فإنها غالباً ما تبالغ في منح الآخرين الوقت والاهتمام والتفكير والمتابعة والرعاية أكثر مما تعطيه لنفسها، ودون أن تتلقى المقابل الذي تستحقه، إن هذا النكران يشكّل في حد ذاته أحد أكثر الضغوط النفسية عليها، كما أنه أحد أكثر الأسباب التي تصيبها بالاكتئاب والإحباط والأمراض الجسدية الفتاكة!

إن النساء في كل العالم هن أكثر من يدفعن فاتورة الحروب والنزاعات والأزمات السياسية والبطالة، كما أنهن أول من يدفعن نتائج تأزم الأوضاع الاقتصادية والأخلاقية في المجتمع، وأول من تتم مطالبتهن بالتضحية والصبر ونكران الذات لأجل الوالدين أو الإخوة أو الزوج، أو لأجل الأبناء، تحت مبرر أنهن الأكثر تأهيلاً واستعداداً للعطاء والتضحية، ولا اعتراض على ذلك، لكن الأمر يتحول إلى شكل من أشكال الاستغلال، حين لا تقابل تضحياتها وعطاؤها بأي نوع من الالتفات أو الامتنان، وكأنها أمر مفروغ منه، بينما الحقيقة خلاف ذلك تماماً!

في الحروب كما في الحياة العادية، وبسبب الفقر أو لأسباب أخرى، تأخذ المرأة كل ظروف الحياة على عاتقها، في الشدة والرخاء، وأمام بؤس المعيشة أو تخلي الرجل عن التزاماته أو هجره لها، وفي حال عقوق الأبناء أو فقدانهم، ولنفكر دقيقةً واحدة كيف تحتمل أمّ فقدان أبنائها، جميعهم في حادث حريق أو انفجار عبوة أو غرق سفينة مثلاً، كيف تستمر من دون عائل، كيف تحفظ نفسها أمام الشراسة والابتذال أو..

لكنها تحتمل وتستمر، تقف كجبل صامدةً ليستمر الباقون في حياتهم دون أي نوع من الاختلالات، ودون أن يربت أحد على كتفها يوماً ليسألها عن أوجاع قلبها وجسدها، أو يطلب منها أن تستريح ولو قليلاً، هؤلاء النساء المغمورات والكثيرات حولنا هن البطلات الحقيقيات في هذه الحياة! فتحية لهؤلاء جميعهن في كل مكان!