أحدث الأخبار
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد

الطفولة.. الصورة الحقيقية للوطن

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 03-12-2017


ما أتذكره جيداً، أننا في طفولتنا البكر، تلك الطفولة التي حين نتذكرها، يتدحرج الموج في قاع القلب، وتهب روائح أسماك، وتخشخش قواقع كنا نمشي عليها، ونحن نركض في تلك المساحات البيضاء من رمل الشاطئ، ما أتذكره هو الرفاق الذين كبرنا معهم، الرجال الذين كنا نسمع تعليماتهم كما أهلنا، مدرسة الحي الأولى، وأبقار جدتي، ما أتذكره هو طقس الأمان، الذي كان يملأ الأمكنة بلعبنا حتى ساعات الليل المتأخرة.

ما أتذكره بوضوح تام ونقي، يشبه الألوان في العلبة الصغيرة، النوارس، ثياب الصغيرات المزركشة، ثياب الجدات والأمهات العابقة بالألوان والبخور والعطور، أبواب البيوت المتلاصقة، مئذنة مسجد حي عيال ناصر وأصوات الأذان، المراكب الواقفة كلعب بعيدة لا تطالها أيدي الصغار، رزم السمك يحملها الرجال الخارجون من مراكب الصيد، أسماك (العومة) المفروشة على الرمل في حي (الضغاية) الموازي لحيّنا.

وأتذكر ما هو أكثر وأجمل، هذه ذاكرة نحبها جميعاً، نعشقها، وحين تلوح، نبتسم ونمد أيدينا كمن يريد الإمساك بها، كم يريد أن يصير خيطاً يرف في قماشة تلك الأيام، تلك الذاكرة ليست سوى الوطن، حين تسلل واستقر حباً أبدياً في داخلنا، فهكذا أحببنا نحن الوطن، لعبنا معه بحراً وموجاً، ركضنا ودفنا أجسادنا الصغيرة في رمله ومائه وملحه، حتى استقر كفصيلة دمنا، غافلنا نوارسه واصطدنا أسماكه، وتعرفنا إلى كل شيء فيه، هكذا نما الوطن فينا، وهكذا لن ننسلخ منه ما حيينا.

اليوم يحتاج الصغار إلى الكثير، لتغرس فيهم هذا الوطن منذ النَفَس الأول، منذ الخطوة الأولى وأول حرف يتعلمونه، فحب الوطن وحب الانتماء إليه، ليس مجرد شعارات نرددها، وأعلام ملونة، وأغانٍ وموسيقى، الوطن أكبر وأعمق وأجمل، إنه المعنى الآخر للأمان، والكرامة، وفضاء الحرية الذي بلا حدود، هو التعليم والصحة والبيت والأهل، هو الحنين لحارات اللهو ومرابع الصبا، وحتى لتلك الجدران التي كتبنا عليها بالفحم وبالطبشور، كل العبارات التي تعلمناها في المدرسة، اليوم، ونحن نحتفل بعيد الاتحاد، فإنما نحتفل باستحقاقنا لهذا الوطن ووفائنا له، كما نحتفل باستحقاقه لكل ما وصل إليه من مجد وجمال.

الثاني من ديسمبر.. وكل يوم، وأنت وطني وأرضي وأمني وأماني.