أحدث الأخبار
  • 07:38 . "أدنوك" توقّع ثالث اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الغاز من "الرويس"... المزيد
  • 04:40 . الإمارات تدين بشدة اقتحام وسيطرة قوات الاحتلال على معبر رفح... المزيد
  • 10:38 . الاحتلال يستهدف "المستشفى الميداني الإماراتي" وسط رفح وسقوط إصابات... المزيد
  • 10:33 . التربية: اجتياز اختبار الإنجليزي والرياضيات شرط معادلة شهادة الالتحاق بالجامعة... المزيد
  • 10:30 . الجيش الأميركي يعلن تصديه لثلاث مسيرات أطلقها الحوثيون من اليمن... المزيد
  • 10:29 . الشرطة الفرنسية تخلي جامعة السوربون المرموقة من متظاهرين متضامنين مع غزة... المزيد
  • 10:26 . "الأوراق المالية" تتيح الاستعلام عن الأرباح غير المستلمة... المزيد
  • 10:24 . "مجلس التعاون" يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف انتهاكات الاحتلال في غزة... المزيد
  • 10:23 . وزيرة بلجيكية تدعو أوروبا لوقف تصدير السلاح للاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 10:20 . بروسيا دورتموند يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب باريس سان جيرمان... المزيد
  • 12:24 . بدعوى ارتكاب "جرائم حرب" في اليمن.. القضاء الفرنسي يرفض دعوى ضد مسؤولين إماراتيين وسعوديين... المزيد
  • 12:21 . أمير الكويت وأردوغان يبحثان العلاقات الثنائية وتطورات الوضع في غزة... المزيد
  • 11:23 . بعد موافقة حماس.. نتنياهو يجدد رفضه مقترح الهدنة ويتسمك بعملية رفح رغم التحذيرات الدولية... المزيد
  • 09:11 . الشرطة الألمانية تقمع محتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة برلين... المزيد
  • 09:05 . وكالة: الولايات المتحدة تحتجز عدة شحنات أسلحة لـ"إسرائيل" منذ أسبوعين... المزيد
  • 08:11 . بعد كارثة الفيضانات.. دبي تشكل لجنة عليا لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث... المزيد

الأوطان حين تكون «غير» صالحة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 01-12-2017


قرأت، كما قرأ العالم كله وتابع، خبر انتحار مجرم الحرب الكرواتي أمام المحكمة بتجرعه السم حين ثبّتت المحكمة ضده حكماً بالسجن عشرين عاماً، وكأنه كان ينتظر وساماً أو حكماً بالبراءة مثلاً، ثم شاهدت لقاءً مصوراً أجري مع مجرم حرب لبناني سابق، ممن تورطوا في جرائم الحرب الأهلية اللبنانية، كما اعترف بنفسه، وكما صوّر ذلك الاعتراف وتمت إذاعته على وسائل التواصل:

«لقد قمت بأعمال قتل وقنص وتفخيخ سيارات وتسميم أشخاص، وكل ما يمكن تصوره وما يمكن ارتكابه في الحرب»، هكذا اعترف، والغريب أن يجد هذا السفاح من يدافع عنه ويمنحه مظلة أخلاقية ضد الهجوم، لأنه «تاب واعترف بذنوبه، وهذا بحد ذاته عمل عظيم، قليلون من يقدرون عليه»!

ما الفائدة من إجراء لقاءات كهذه، لمنح السفاح فرصة ممارسة فعل التطهر أمام الملأ بضمير مرتاح، لمن يقدم بعض الإعلاميين هذه الخدمة بالضبط؟ السؤال الأهم: ماذا عن الضحايا الذين ذهبوا دون أن يعرف لهم أحد مكاناً، دون أن يجدوا قبراً يقرأ عليهم ذووهم آيات الترحم وطلب الغفران، دون أن تجد جثامينهم ما تستحقه من التكريم؟ ماذا عن كل من قتلهم هؤلاء السفاحون وفخخوهم وسمموهم وقنصوهم كطيور البرية، وضحكوا كثيراً وهم يعدون جثثهم ويركلونها بأحذيتهم الثقيلة الملطخة بوحل الطرقات؟

يتحدث القاتل (الذي تاب) عن ضحاياه، وكأنه يقول: لقد شربت ولعبت ورقصت، هكذا وهو يبتسم، في حين صار الضحايا مجرد أرقام يشار إليهم في الجملة بشكل عابر، مجرد ضمائر لغوية ملحقة في نهايات أفعال القتل والقنص والتفخيخ، في حين تصبح البطولة لفعل الجريمة واضحة ومبجلة، لكنها مبنية للمجهول، حدثت وانتهت، ونحن أبناء اليوم، والمجرم تاب، وكفى الله المؤمنين شر القتال، هكذا!

هذا يحدث حين تستثمر بعض المجتمعات إعلامها وثرواتها في تعزيز القيم الفاشية والشمولية وتطرف العقائد والمذاهب، فتكون النتيجة وجود فاشيين لا يتورعون عن إفناء الآخر وإبادته باسم هذه العقائد، لأنه مختلف، ولأن وجوده غير ضروري، هذا ما نحن عليه اليوم!

حين تكون الديكتاتورية وطناً ونظاماً يتحدثون عنه بإجلال واحترام باعتباره وطناً، لكن أول شروط الوطن هو المواطنة الصالحة القائمة على توازن العلاقة بين الحقوق والواجبات، وأول حقوق المواطن في وطنه هو أن يتوافر له الأمان والكرامة والحياة الحرة، لكن مع الأسف كثير من بلداننا العربية فهم الوطن على أنه نظام لا أكثر، حتى لو كان فاشياً ودموياً وقامعاً لكرامات مواطنيه!