أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

«.. وأيضاً كاره نفسه يباله رفسه!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 19-09-2017


لاشك في أنك تسمع هذا المصطلح كثيراً مثلي: يا أخي لقد حدث لي كذا وكذا حتى كرهت نفسي! أو يستخدمها أحدهم في سياق آخر، فيقول لك: نفسيتي اليوم في الحضيض، كاره لنفسي! بالطبع إخواننا في الأردن، وبحسهم التفاؤلي المعروف، لديهم عبارة أخرى، فيقولون: عايف نفسي.

مشكلتك مع نفسك لا دخل لي فيها، اكرهها كما تشاء، بسبب جو حار، أو تعطل سيارتك على جانب الطريق، أو تصوير رادار لك قبل أن تبتسم، أو ربما مديرة عمل تتحرش بك باستمرار، هذا شأن بينك وبين نفسك، مع ذاتك، لكن حين تتطور هذه الظاهرة ليصبح لدينا عشرات «الكارهين للذات»، خصوصاً من الطبقة التي تعتبر نفسها حاملة للواء التنوير والتغيير، فهنا يصبح الرفس فرض عين لا فرض كفاية.

باسم الحرب على الإرهاب تارة، وباسم التغيير الثقافي والتنويري تارة أخرى، تمددت ظاهرة «كره الذات»، والمقصود بالذات الذات العربية والإسلامية بالطبع، نقد للذات، للتراث، للماضي.. يصل إلى ترويج لكره الذات، ومحاولة ترسيخ الخجل من كل شيء في التاريخ، كنا أو لم نكن مسؤولين عنه!

آلاف المقالات والكليبات والمقارنات في غير موضعها عما يحدث لدينا، وما يحدث لديهم، ما يحدث إذا حصل الشيء الفلاني هنا، وما يحدث إذا كان هناك، حتى يترسخ مفهوم أننا الأسوأ والأحط، وأننا مصب كل سوء يحدث منذ فجر التاريخ.

الأمر تداعياته خطرة، ليس فقط على جيل سينشأ خجولاً من عروبته وإسلامه، بل على عجلة التنمية نفسها، فـ«من لا يحب بلده أو ثقافته أو دينه أو حضارته لن يستطيع أن ينجز لهذا البلد، فالإبداع والعطاء والابتكار للآخرين ولأنفسنا مرتبط أيضاً بحبنا له»، كما يقال، ومن الواضح أنك إذا كنت كارهاً لحضارتك وتراثك، بحجة أنك من «الشباب المتسائل»، فإن ذلك سيؤدي إلى اليأس وعدم الإنجاز.

المقارنات توضع دائماً في معادلة: مقارنة أفضل ما لديهم بأسوأ ما لدينا، وهذا ظلم، إضافة إلى أن الحقيقة تقول إن الآخرين - الغرب أو اليابان أو أي أحد آخر - لم يخرجوا من إطارهم الحضاري أو الثقافي إلى المجهول، ولم تؤدِّ مراجعاتهم إلى مسخ الذات والتبرؤ منها!

لننتبه إلى من ينطلقون في انتقاداتهم لتراثنا من أهدافهم الطائفية والأقلوية، فالهدف ليس الرغبة في أن نكون أفضل، بل الهدف هو التبرؤ من ماضينا، والانفصال عنه، وبالتالي الوصول إلى النتيجة الحتمية التي حذر منها الرجل الحكيم: «من لا ماضي له فلا حاضر ولا مستقبل له»، فهل وصلتكم رسالته؟