استنكر رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، الصمت الدولي تجاه "الأعمال الإرهابية" التي ينفّذها جيش ميانمار (بورما) ضد أقلية الروهينغا المسلمة، داعياً المسلمين لنصرة إخوانهم.

ومنذ الـ 25 من أغسطس الماضي، ينفّذ جيش ميانمار عمليات قتل وتهجير واسعة بحق الروهينغا في إقليم أراكان غربي البلاد؛ ما أدّى لمقتل آلاف منهم، وفق نشطاء، وفرار نحو 150 ألفاً باتجاه جارتهم بنغلاديش، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وانتقد القرضاوي، في بيان نشرته مجلة "المجتمع" الكويتية، عدم اكتراث العالم أو الدول الإسلامية للدعوات التي أطلقها الاتحاد لوقف أعمال القتل والتهجير التي يتعرّض لها الروهينغا، قائلاً: "لم نجد من العالم، ولا من الدول الكبرى، أو من الدول العربية والإسلامية، ما يكبح جماح هؤلاء، أو يسيطر على هذه الروح العدوانية الوحشية فيهم".

وطالب البيان الحكومات العربية والإسلامية باستخدام ما تملكه من وسائل سياسية واقتصادية، واستثمار علاقاتها الدولية لـ "الضغط على هذه الحكومة الظالمة"، في إشارة إلى حكومة ميانمار. كما طالب بمعاقبة المسؤول عن هذه الجرائم أياً كان دينه أو طائفته أو عرقه.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حذّر من تداعيات ما يتعرّض له الروهينغا على أمن المنطقة واستقرارها، لافتاً إلى أن هذه الأقلية "ربما تتعرّض لجرائم ضد الإنسانية".

وتابع القرضاوي: "على المحيط الجغرافي لإخواننا الروهينغا من المسلمين أن يقوموا بدور النصرة والإيواء المؤقت للاجئين".

وفي إشارة للموقف الدولي المتخاذل تجاه الروهينغا، قال البيان: "رأينا أن أقليات أخرى وجدت لها من يعينها من الدول الكبرى، ما ألجأ حكومة ميانمار إلى عقد صلح معهم وترك قتالهم".

وجدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التحية للحكومة التركية والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان؛ على "الدور الكبير" الذي يقوم به على المستويين الدبلوماسي والإنساني للحد من معاناة الأقلية المسلمة.

وكان الرئيس التركي أبلغ زعيمة ميانمار، أونغ سو تشي، في اتصال هاتفي، الثلاثاء، إدانة بلاده لما يتعرّض له الروهينغا، وأمر بإرسال 10 أطنان من المساعدات العاجلة لهم.

وتوجهت عقيلة الرئيس التركي، الثلاثاء، على رأس وفد رسمي تركي إلى بنغلاديش لمتابعة أوضاع الفارين من الموت، كما أكد أردوغان أن هذا الملف سيكون على رأس أجندته خلال اجتماعات الأمم المتحدة، التي ستنعقد الشهر الجاري.

وأبدى القرضاوي أسفه من "الموقف العربي الذي جاء دون المستوى، والذي انشغل بأمور هامشية وخلافات بينية عن القيام بواجبه تجاه إخوانه المسلمين هناك".

وفي حين تتحدث مفوضية اللاجئين التابعين للأمم المتحدة عن ظروف أمنية تحول دون دخولها لمناطق العنف، فإنها تتوقع فرار نحو 300 ألف باتجاه بنغلاديش.

ومنعت حكومة ميانمار مفتشي الأمم المتحدة من دخول أراكان للوقوف على ما يجري، قبل أن تخرج زعيمة ميانمار، أونغ سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، الأربعاء، واصفة الروهينغا بأنهم "إراهبيون يقفون خلف جبل جيلدي من التضليل"، بحسب "الخليج أونلاين".