أحدث الأخبار
  • 12:27 . انطلاق معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 33... المزيد
  • 11:17 . النفط يتراجع مع استمرار محادثات وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 11:10 . توقعات بارتفاع أسعار البنزين في الإمارات خلال مايو بسبب الصراع "الإسرائيلي الإيراني"... المزيد
  • 10:50 . مانشستر سيتي يواصل مطاردة أرسنال بثنائية في مرمى نوتينجهام... المزيد
  • 10:43 . وزير الخارجية الأمريكي يصل السعودية لبحث الحرب على غزة... المزيد
  • 10:16 . لوموند: فرنسا تخفض صادرات أسلحتها لـ"إسرائيل" لأدنى حد... المزيد
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد

حمقى بأسلحة نووية

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 05-09-2017


أثارت كوريا الشمالية الرعب في محيطها الإقليمي والعالم أجمع بتصعيد تجاربها النووية والصاروخية، وحسب الخبراء العسكريين يمكن أن تصبح قريباً «الدولة المارقة»، كما يسميها ترمب، قادرة على تركيب رأس نووي على صاروخ متجه إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وبذلك ولأول مرة تكون مشكلة الولايات المتحدة مع كوريا الشمالية ليس تهديدها لجارتها الجنوبية، أو حتى اليابان، بل تهديدها -وبشكل حقيقي- لملايين الأميركيين في مدينة مكتظة، مثل سان فرانسيسكو.
ولكن لماذا الآن؟ الإجابة القصيرة عن هذا السؤال هي ترمب.. هذا الرجل تمكن من تسريع وتيرة الانهيار الأميركي بشكل غير متصور، ولكن في الموضوع الكوري تحديداً كان إسهامه مباشراً، قبل شهور صرح الرئيس الأميركي منتقداً التكلفة العالية لنشر القوات الأميركية في كوريا الجنوبية، ثم انتقد بشدة الصين على عدم القيام بدورها لتحجيم كوريا الشمالية، وأخيراً وجه انتقاداً إلى كوريا الجنوبية نفسها لحديث قادتها عن السلام بين الكوريتين، وقاصمة الظهر كانت إحجام ترمب عن تأكيد التزام واشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية عسكرياً حال تعرضت لهجوم شمالي، في تصريحاته الأخيرة بعد التجربة النووية، هذا التأكيد كان حجر الزاوية في أي تصريح أميركي حول الكوريتين، يجمع ترمب في تصريحاته بين اللغة الانفعالية المستفزة لنظام بيونج يانج، المصاب بجنون العظمة، وبين الإخفاق في استخدام عبارات حاسمة لتأكيد استعداد واشنطن لتحويل التغريدات الصارمة لترمب إلى أفعال، هذا المزيج وصفة سهلة الانفجار.
والمشكلة هنا لا تكمن فقط في جرأة كوريا الشمالية على تحدي الولايات المتحدة، بل في انفراط عقد التحالف الذي يقف في مواجهتها، اليابان وكوريا الجنوبية ينتشر فيهما القلق من أن واشنطن لن تحرك ساكناً لدعمهما ومنع حدوث كارثة نووية على أراضيهما، والصين -المنزعجة من تعامل ترمب مع الأزمة- تبتعد عن التوافق حول ضبط تصرفات بيونج يانج، وفوق هذا كله فإن الارتباك في واشنطن على مختلف الأصعدة يؤكد لخصوم الولايات المتحدة أن الموسيقى بدأت تعزف في لعبة الكراسي الدولية، وعليهم أن يحصلوا على ما يمكنهم الوصول إليه من مكتسبات، قبل أن ينتهي وقت ترمب في واشنطن.
على المستوى العسكري نشرت «أسوشيتد برس» و»سي. أن. أن» في تقارير منفصلة تأكيدات خبراء عسكريين أميركيين أن الخيارات العسكرية أمام واشنطن أصبحت شبه معدومة الآن، الرادع النووي والأنظمة الصاروخية لدى بيونج يانج اليوم تجعل أي مغامرة عسكرية خطراً محدقاً على التراب الأميركي، فعلى الرغم من تصريحات ترمب النارية وتأكيدات وزير دفاعه أن الخيار العسكري ما زال مطروحاً، إلا أن الحقيقة على الأرض تصعب من إمكانية تحويل ذلك إلى حقيقة، وبالتالي لا يبقى أمام واشنطن إلا رفع التكلفة سياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً، أمام بيونج يانج، وفي المقابل تقديم الجزرة على العصا، وتوفير مغريات لبيونج يانج تجعلها منفتحة على ضبط تصرفاتها العسكرية، كل ذلك لا يمكن فعله دون توافق دولي حقيقي للضغط على كوريا الشمالية، والرئيس الأميركي نجح في إفساد الأجواء مع الصين وأوروبا وروسيا بشكل يجعل ذلك شبه مستحيل.
وإن كان ذلك ما زال يبدو بعيداً، إلا أن العالم في أقرب حالاته اليوم إلى حرب نووية، وما لم يتحرك ما تبقى من عقلاء العالم لتصميم عهد جديد للمجتمع الدولي يأخذ في الحسبان أفول النجم الأميركي، ستفلح إحدى هذه الأزمات في تحقيق نبوءة أفلام الخيال العلمي وروايات الديسطوبيا بحرب طاحنة تستوعب كامل الكوكب، وحينها لن ينفع التذمر من ترمب أو غيره من الحمقى الذين يوصلهم البشر إلى سدة السلطة.;