أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

الكل يرتدي الأقنعة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-08-2017


قرأت للكاتب الأرجنتيني ألبيرتو مانغويل أكثر من كتاب، وكان أغلبها يدور في عالم الكتب والمكتبات، يوميات القراءة، والمكتبات في الليل وحول العالم، وقد وقعت لفترة في غرام حكايته الأسطورية مع الأديب والشاعر الأرجنتيني بورخيس، حين ارتبط معه بعلاقة قلما تتاح لمراهق في السادسة عشرة من عمره أن يلازم كاتباً وشخصية بحجم بورخيس! تبدو تلك الفرصة ذهبية بالفعل، رومانسية ونادرة، لكن مانغويل حولها إلى مسار حياة كاملة بعد أن ترك القراءة لبورخيس وتحول إلى كاتب موسوعي جاب العالم وكتب كثيراً وأصبحت أفكاره وكتبه محل تقدير العالم!

آخر ما قرأته لمانغويل روايته التي اختلف في ترجمة عنوانها، فقد صدرت تحت أكثر من عنوان: (كل الرجال كاذبون)، (كل البشر كاذبون)، (الجميع يكذبون) وفي الحقيقة فعبارة (كل الرجال كاذبون) تعتبر عنواناً متحيزاً يشارف على العنصرية ضد الرجال، في عالم لم يسلم فيه أحد من الكذب، فاستخدام كلمة (كل) يعد استخداماً لغوياً خاطئاً على الدوام، إننا حين نكتب نقوم بتثبيت بعض المفاهيم من حيث لا ندري، إننا نقوم بعملية إملاء قناعات على أذهان قرائنا بهذه القوة الناعمة المسماة (الأدب) وعليه فإن عنوان (الجميع كاذبون) يعد الأسلم حسب اعتقادي!

رواية (الجميع كاذبون) تناقش قضية تعدد الوجوه للشخص نفسه، والحقيقة أننا في عالم يسهل على الجميع فيه أن يكذبوا، ويرتدوا عشرات الأقنعة، المبررات لا حصر لها، والذين يكذبون يختبئون خلف أصابعهم وليس خلف أعذار وكذبات كبيرة فقط، أحياناً نتصور أن الكذب أصبح مذهباً فكرياً كبقية المذاهب والتوجهات السياسية والفكرية. فالجميع يكذبون حتى إنهم جعلوا للكذب يوماً يحتفون فيه به وهو أول يوم في أبريل!

بطل القصة أليخاندرو، يصفه مانغويل بأنه شيطانٌ ومسكين وصاحب طفولة مضطربة، عبقري، هو رجلٌ عادي جداً لكنه متنكّر في هيئة بطل، أو مرتدٍ قناع شخص نبيل وبطل ونزيه ومثاليات كثيرة، دون أن يقول مانغويل أي هذه الصفات صحيح وأيها زائف، فنحن في عالم لا يمكنك فيه أن تتبين الوجه الحقيقي للكثيرين، وهذا واحد من أسباب الحذر في العلاقات الإنسانية، وسبب رئيس لصناعة الحواجز وغلق الأبواب.

في عملية بحث عن حقيقة أليخاندو يتنقل صحافي فرنسي بين الأرجنتين وكوبا، وإسبانيا وفرنسا، لكن الأكاذيب أكبر من كل مناهج البحث، والذين عرفوا الرجل أعطوا شهادات متناقضة، فقد تعامل مع حبيبته بوجه ومع صديقه بوجه وهكذا، لا يبقى أمام القارئ سوى أن يصنع قناعته وحقيقته بنفسه!