أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

مدن لا تعرف الشرطة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-08-2017


في صيف العام 1999 كنت أسافر برفقة صديقتين عزيزتين إلى ألمانيا، كانت سفرة غير مخططة، من تلك الأسفار التي تخطر على بال أصحابها فجأة، فيقررون ويبدؤون تنفيذ قرارهم سريعاً، لكنهم لا يدرون ماذا يريدون بالضبط ولا إلى أين سيذهبون وكيف سيقضون أوقاتهم هناك، وفي الواقع فإن هذه الأسئلة شديدة الارتباط بما يمكن أن نسميها ثقافة السفر.

في الحقيقة فنحن كشعوب عربية لا يمتلك معظمنا هذه الثقافة (ثقافة السفر المخطط) لذلك فإننا نهدر الكثير من الأموال والأوقات والجهد مقابل القليل من الفائدة والمتعة التي يفترض أن نتحصل عليهما من تلك الأسفار، فمعظمنا يسافر إلى وجهات كثيرة لأن غيره استمتع بالسفر إليها، أو لأنها الموضة السائدة، أو لأن أهلنا أو أصحابنا قرروا ذلك، نحن لا نخطط عادة ولا نقرأ بما فيه الكفاية عن الوجهات التي نسافر إليها، فنظل نكتشف الأمكنة بطريق الصدفة دائماً!

في ذلك الصيف كانت نهاية رحلتنا في مطار فرانكفورت، واحد من أكبر المطارات التي مررت بها، ومن هناك عبرنا جزءاً لا بأس به من قرى وبلدات الريف وصولاً إلى المدن البافارية الشهيرة، مررنا بالكثير من القرى الحالمة، تلك القرى التي لطالما رأيناها في القصص وأفلام الكارتون، القرى المتلفعة بالغيم والمرسومة بالألوان والمؤثثة بأشجار الصنوبر والشربين والسرو والحور، المكللة بالثلج، والنائمة بجوار أنهار تتحدر شلالاتها من أعالي جبال الألب الشاهقة!

في هذه القرى كل شيء يسير بهدوء فائق الجمال، كل شيء متوافر وبأعلى مقاييس الجودة والفخامة، فهنا الريف الأوروبي الأكثر تطوراً من المدينة والأكثر رقياً وتعليماً وثراء، عكس أريافنا العربية تماماً، هناك التقيت سيدة جلست بجوارها صباحاً في أحد المقاهي وبعد أن سألتها لماذا لا يوجد رجال شرطة هنا أو في الجوار؟ أجابتني لا نحتاج شرطة الناس يلتزمون بالقانون ولا يوجد بيننا لصوص أو قتلة، آخر مرة جاءتنا الشرطة كان ذلك منذ عشرين عاماً، أحدهم فقد دراجته الهوائية يومها!

خلال عشرين عاماً زرت تلك المنطقة مراراً، لكنني في السنوات القليلة الماضية لاحظت أن سيارات الشرطة تستوقف بعض السائقين العرب على جوانب الطرقات، ووجدت نساء يشحدن بنفس الطريقة وبنفس العبارات التي تسمعها في شوارعنا العربية، وما لم أتوقعه أن أجد عدداً من الهنود يبيعون بضائع صينية في ممرات واحدة من أجمل قرى ذلك الريف.