أحدث الأخبار
  • 09:36 . باير ليفركوزن أول فريق ألماني يحرز "الدوري الذهبي"... المزيد
  • 09:35 . أمبري: تعرض ناقلة نفط ترفع علم بنما لهجوم قبالة اليمن... المزيد
  • 07:27 . القضاء المصري يرفع اسم أبو تريكة و1500 آخرين من قوائم الإرهاب... المزيد
  • 07:24 . خالد مشعل: لدينا القدرة على مواصلة المعركة وصمود غزة غير العالم... المزيد
  • 07:20 . الأرصاد يتوقع انخفاضاً جديداً بدرجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 07:02 . "الموارد البشرية" تعلن عن 50 فرصة عمل بالقطاع الخاص للمواطنين... المزيد
  • 06:49 . القسام تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا شرقي رفح... المزيد
  • 06:16 . صحيفة: أبوظبي تسعى لتلميع صورتها رغم سجلها الحقوقي السيئ... المزيد
  • 11:12 . رئيس الدولة يلتقي ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مدة... المزيد
  • 11:02 . "أدنوك" تعتزم إنشاء مكتب للتجارة في الولايات المتحدة... المزيد
  • 10:58 . مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية نهاية اليوم... المزيد
  • 10:55 . تعادل مثير يحسم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:53 . "أكسيوس": أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 10:46 . البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 10:43 . محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الغنوشي وتحيل 12 إلى دائرة الإرهاب... المزيد
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد

مدن لا تعرف الشرطة !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 28-08-2017


في صيف العام 1999 كنت أسافر برفقة صديقتين عزيزتين إلى ألمانيا، كانت سفرة غير مخططة، من تلك الأسفار التي تخطر على بال أصحابها فجأة، فيقررون ويبدؤون تنفيذ قرارهم سريعاً، لكنهم لا يدرون ماذا يريدون بالضبط ولا إلى أين سيذهبون وكيف سيقضون أوقاتهم هناك، وفي الواقع فإن هذه الأسئلة شديدة الارتباط بما يمكن أن نسميها ثقافة السفر.

في الحقيقة فنحن كشعوب عربية لا يمتلك معظمنا هذه الثقافة (ثقافة السفر المخطط) لذلك فإننا نهدر الكثير من الأموال والأوقات والجهد مقابل القليل من الفائدة والمتعة التي يفترض أن نتحصل عليهما من تلك الأسفار، فمعظمنا يسافر إلى وجهات كثيرة لأن غيره استمتع بالسفر إليها، أو لأنها الموضة السائدة، أو لأن أهلنا أو أصحابنا قرروا ذلك، نحن لا نخطط عادة ولا نقرأ بما فيه الكفاية عن الوجهات التي نسافر إليها، فنظل نكتشف الأمكنة بطريق الصدفة دائماً!

في ذلك الصيف كانت نهاية رحلتنا في مطار فرانكفورت، واحد من أكبر المطارات التي مررت بها، ومن هناك عبرنا جزءاً لا بأس به من قرى وبلدات الريف وصولاً إلى المدن البافارية الشهيرة، مررنا بالكثير من القرى الحالمة، تلك القرى التي لطالما رأيناها في القصص وأفلام الكارتون، القرى المتلفعة بالغيم والمرسومة بالألوان والمؤثثة بأشجار الصنوبر والشربين والسرو والحور، المكللة بالثلج، والنائمة بجوار أنهار تتحدر شلالاتها من أعالي جبال الألب الشاهقة!

في هذه القرى كل شيء يسير بهدوء فائق الجمال، كل شيء متوافر وبأعلى مقاييس الجودة والفخامة، فهنا الريف الأوروبي الأكثر تطوراً من المدينة والأكثر رقياً وتعليماً وثراء، عكس أريافنا العربية تماماً، هناك التقيت سيدة جلست بجوارها صباحاً في أحد المقاهي وبعد أن سألتها لماذا لا يوجد رجال شرطة هنا أو في الجوار؟ أجابتني لا نحتاج شرطة الناس يلتزمون بالقانون ولا يوجد بيننا لصوص أو قتلة، آخر مرة جاءتنا الشرطة كان ذلك منذ عشرين عاماً، أحدهم فقد دراجته الهوائية يومها!

خلال عشرين عاماً زرت تلك المنطقة مراراً، لكنني في السنوات القليلة الماضية لاحظت أن سيارات الشرطة تستوقف بعض السائقين العرب على جوانب الطرقات، ووجدت نساء يشحدن بنفس الطريقة وبنفس العبارات التي تسمعها في شوارعنا العربية، وما لم أتوقعه أن أجد عدداً من الهنود يبيعون بضائع صينية في ممرات واحدة من أجمل قرى ذلك الريف.