أحدث الأخبار
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد

صناعة السلام

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 04-08-2017


الكل يعرف أن المسجد الأقصى والقدس الشريف قضية مركزية وجوهرية لدى أكثر من مليار مسلم، وأنه قضية عقائدية في صلب العقيدة الإسلامية، لكن الصهيونية ترى أنه حان الوقت لإنهاء القضية الفلسطينية، لاسيما وأن الأمة العربية في وقتها الحالي منشغلة بأزماتها السياسية ومشاكلها الداخلية عن القضية، لذلك تحاول إسرائيل حالياً استغلال هذا الأمر لتمهيد الأرض بغية تمرير مخططها في القدس وصولا إلى تهويدها بهدف السيطرة الكاملة وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. وهي تشجع المستوطنين على اقتحام المسجد الأقصى بشكل متكرر ولفرض واقع جديد، عبر ما أُطلق عليه التقسيم الزماني والمكاني لتهويد الأرض المقدسة وفرض وقائع صلبة على الأرض، حتى ولو تعارض ذلك مع القانون الدولي وأدى إلى إشعال حرائق سياسية في المنطقة.

إسرائيل سياستها واضحة وصريحة، وأهم من ذلك أنها ثابتة وليست مرنة ولا ناعمة، كما يظن البعض، وهي متصلبة على الهدف الذي تريد الوصول إليه مهما تغير القادة وأياً كان الحزب الحاكم في تل أبيب. فهم في حالة الحرب يشكلون حكومة ائتلافية، رغم خلافاتهم المعروفة، لأن ما يعملون من أجله هو إسرائيل.

وإلى ذلك فإن منطق القوة والحيلة والعقلية التآمرية.. هو ما يحكم إسرائيل، وأحدث مثال على ذلك فعلة حارس الأمن الإسرائيلي في السفارة الإسرائيلية بالأردن، عندما قتل بدم بارد مواطنين أردنييْن واستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب على أنه بطل «إسرائيل الجديد» الذي يقتل دون تمييز. فبطل إسرائيل الجديد، كما يقول الكاتب الإسرائيلي «جدعون ليفي»، في مقاله «بطل إسرائيل الحقيقي» (هآرتس 27-7-2017)، يتعلم اللاإنسانية، ويتعلم كيف يطلق النار على العربي من أجل قتله، ويتعلم أن قتل العربي هو أمر جيد بل بطولة بغض النظر عن السبب.

إن مسلسل التهويد وإفراغ الأرض الفلسطينية من السكان تمهيداً لابتلاعها لن يتوقفا مهما كانت قوة الضغوط الأميركية، إذا لم تكن للعرب قوة حقيقية ورؤية واضحة وخطوات حاسمة. فإسرائيل لا تريد السلام، وتاريخ العلاقة الأميركية الإسرائيلية يؤكد أن الضغط الأميركي على إسرائيل لم يكن له تأثير على تل أبيب بل كانت الأخيرة هي من يضغط على واشنطن ويوجه سياستها بما في ذلك استخدام «الفيتو» ضد القرارات الدولية التي تدين الجرائم الإسرائيلية، ولم تفتأ واشنطن تذكر في كل مناسبة أنها ملتزمة بأمن إسرائيل وبحمايتها.

ولعل الكاتب الإسرائيلي «عوديد بوريز» كان واضحاً في مقاله «لا يمكننا حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني» (معاريف 31-7-2017)، عندما قال: «حان الوقت لإعادة التفكير في كل المشكلة، فعلى مدى 45 سنة الأولى لإسرائيل سجل نجاح لسياسة الردع، ومنذ التوقيع على اتفاقات أوسلو في 1993 حتى عام 2000 شطبت 45 سنة من الردع الناجح، وبعد ذلك بست سنوات من الانسحابات أحادية الجانب دفنت إسرائيل ما تبقى من الردع». ويتابع الكاتب: «مثلما فشلت اتفاقات أوسلو، ستفشل كل المشاريع التي ستحاول تفادي العمل اللازم لتحقيق النصر». ثم يكمل: «الاستنتاج الوحيد هو أنه ليس لإسرائيل سوى سبيل واحد لتحقيق الاعتراف الفلسطيني، ألا وهو العودة إلى سياسة ردع الفلسطينيين ومعاقبتهم للفلسطينيين على عدوانهم، فالمطلوب هو سياسة منهاجية تشجع الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل». إن صناعة السلام الحقيقي في نظر إسرائيل، حسب «عوديد»، معناه إيجاد السبل لفرض «تغيير جذري على الفلسطينيين في التفكير، بحيث يكفوا عن مقاومتهم ويعترفوا باليهود وبالصهيونية وبإسرائيل».

لذلك فعلى العرب أن يدركوا أنه ما لم تكن لديهم رؤية استراتيجية واضحة وموقف قوي وموحد وصريح، فلن يكون هناك حل لهذه القضية.