أحدث الأخبار
  • 07:02 . بريطانيا تعتزم افتتاح 10 مدارس في السعودية... المزيد
  • 06:32 . الإمارات تطلق "الإقامة الزرقاء" طويلة الأمد للمهتمين بالبيئة... المزيد
  • 03:00 . مباحثات قطرية تركية حول التطورات في قطاع غزة... المزيد
  • 10:52 . جنوب أفريقيا تعتزم اتخاذ خطوة جديدة ضد "إسرائيل" أمام محكمة العدل الدولية... المزيد
  • 10:27 . الدوري الإنجليزي.. تشيلسي على بعد خطوة من المشاركة الأوروبية ومانشستر يونايتد يُسقط نيوكاسل... المزيد
  • 10:17 . السعودية تخطط لإنشاء ستة مطارات جديدة وإضافة تسع صالات... المزيد
  • 01:16 . هنية: اليوم التالي للحرب تقرره المقاومة الفلسطينية... المزيد
  • 12:32 . الإمارات تدين بشدة محاولة اغتيال رئيس وزراء سلوفاكيا... المزيد
  • 12:01 . السعودية.. تعيينات وإعفاءات في السلك العسكري ومجلس الوزراء... المزيد
  • 08:37 . "ميتا" تحسّن وظائف "واتساب" للأجهزة المحمولة... المزيد
  • 08:28 . مصر تتسلم من الإمارات الدفعة ثانية من صفقة رأس الحكمة... المزيد
  • 07:33 . صحيفة: أبوظبي تدرس الانضمام إلى قوات متعددة الجنسية في غزة... المزيد
  • 06:53 . الحكومة الكويتية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية أمام أمير البلاد... المزيد
  • 06:32 . ارتفاع شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 35 ألفا و233... المزيد
  • 12:08 . "تجارة دبي" تسجل أكثر من 19 ألف شركة في الربع الأول 2024... المزيد
  • 11:25 . تواصل الاعتصامات المناهضة لحرب غزة بجامعات غربية وطلاب يسيطرون على مبنى جامعي بنيويورك... المزيد

الاستعداد والقابلية!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-07-2017


في كتابه «شروط النهضة» الصادر منتصف القرن الماضي، يذكر المفكر الجزائري مالك بن نبي حقيقة ساطعة حول ما يتركه الاستعمار من أثر في سكان المستعمرات، حين يمنحها استقلالها ويرحل، أو حين تفكر أمة في السيطرة على أمة أخرى، فيقول «لقد رحل الاستعمار عن بلاد العرب لكنه ترك في شعوبها القابلية للاستعمار»، والقابلية للاستعمار تعني ترك مقومات شديدة التأثير تستطيع أن تحافظ على وجود هيمنة ونفوذ ومصالح المستعمر أو المهيمن داخل تلك المجتمعات، كاللغة مثلاً، وبعض الشرائح الموالية له!

هذا يجعل الشعوب على استعداد لقبول الاستعمار مجدداً إذا اجتاحهم ثانية، وهو لن يأتيهم كما كان يفعل في الماضي غازياً بجيوشه وأساطيله ودباباته، انتهى هذا الزمن، نحن اليوم نمثل آخر السلالات التي تشهد اللقطات الأخيرة ربما من حروب الطائرات والقنابل والبوارج. لن تتوقف الحروب ولن يترفع الإنسان عن شهوة القتل حتماً، لكن الأشكال والأدوات ستتغير، وستكون أكثر ملاءمة وفتكاً وأسرع كثيراً مما هي عليه الحال هذه الأيام. نحن مقبلون على حروب إلكترونية وجرثومية وكيميائية يبشرون اليوم بها على طريقتهم ويمهدون لها الطريق!

المخيف هو ما تحدث عنه الفيلسوف «الاستعداد والقابلية» عند الأجيال الجديدة.

لهذا كله، فكلما فتحت صفحة تريد تصفحها ولو بطريق الخطأ، وكلما دخلت متجراً للتطبيقات في أجهزتك الذكية لتحميل تطبيق ما، خرجت لك ألعاب خبيثة أبطالها نساء عاريات بآذان طويلة، أو تنانين مخيفة، أو مصارعون مرعبون أو وحوش آدمية مهندسة وراثياً أنتجت في النهاية مخلوقات في منتصف الطريق بين البشر والوحوش، كلهم يمتطون آليات غريبة تقتل وتدمر وتفني كل ما يقع في طريقها، كل هذه «الألعاب» تعرض عليك مجاناً لتجربتها، وحين تدمن عليها جسدياً ونفسياً تفاجئك رسالة مفادها «بقيت ثلاثة أيام على انتهاء مدة التجريب المجاني» وستشتريها حتماً في تلك اللحظة، فماذا تعني بالنسبة لك حفنة دراهم بسيطة؟

الحكاية أخطر من الدراهم التي تدفع لشراء هذه الألعاب، فهذه الألعاب مصممة للمراهقين والمراهقات، أي للجيل العربي الصغير الجديد الذي يجهز لخوض تلك الحروب، لتقبلها وربما للمشاركة فيها، حتى ولو باللامبالاة والسكوت، فأنت تفقد الإحساس تجاه الضجيج حين تعتاد عليه، ألا تعتاد ضجيج الطائرات حين تقيم بجوار المطار مثلاً، يحصل لك ما يسمى الإلغاء بالتعود، هذه الألعاب تلغي في الصغار حسهم الإنساني بالتعاطف مع الضحية أو تجاه الموت والدمار، لأنهم باختصار يتعودون ولفترة طويلة على القيام بدور المدمرين عن طريق تلك الألعاب، تشكل هذه الألعاب تطبيقاً حياً لنظرية «الاستعداد والقابلية»!