أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

مدن الذاكرة ومدن الواقع!!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-03-2017

الذين يحبون المدن العتيقة، العميقة الأثر في نفوسهم وذاكرتهم وفي تاريخ الإنسانية والزمن، يظلون أوفياء لهذا الحب، خاصة إذا شهدت هذه المدن أحداثاً ومحطات فارقة في حياتهم، كأن يكونوا قد قضوا أجمل سنوات حياتهم فيها أثناء دراستهم الجامعية مثلاً، أو يكونوا قد صادفوا حب حياتهم هناك، أو تعرفوا على العالم وأدركوا حقائق الحياة فيها، أو تشاركوا مع أصدقاء العمر أجمل لحظات الشقاوات التي لا تنسى.

تلك المدن التي تقدمنا للعالم بمدارك ومعارف وثقافات وعلاقات ترتبها لنا أو تمنحنا إياها، تظل مدن الذاكرة التي لا تنسى، من ذا ينسى أنه عاش في تلك المدينة العريقة سنوات شبابه الغض وفي شوارعها وأزقتها مشى متمهلاً يرتشف العمر لحظة بلحظة ويعب من كأس الحياة رائقاً هانئاً.

تلك المدن الشاهقة في الذاكرة لا تنسى أبداً، لا ينساها عشاقها وان تباعد عهدهم بها، وان هجروها وما عادوا يشدون إليها الرحال، لكنهم إنما يبتعدون عنها لتبقى قريبة في قلوبهم، ولتبقى حية ونابضة وحميمة كما عرفوها، انهم لا يذهبون إليها اليوم لأنهم ما زالوا يعيشون فيها ولكن في الأمس، لأنهم يريدونها أن تبقى كما كانت في داخلهم، تماماً كمن يقبض على الزمن في صوره.

 ويظل وفياً لتلك اللحظة ناسياً ان الزمن يتغير والأشخاص الذين في الصورة يكبرون ويهرمون ويتغيرون، وهكذا المدن أيضاً، إنها تكبر وتهرم وتصيبها أمراض وآفات لا تخطر على البال، عشاقها وحدهم من لا يريدون أن يصدقوا أو يواجهوا ذلك فيبتعدون عنها ليبقوا قريبين منها!

كنت أسير في طرقات مدينة جبيل اللبنانية ذات صيف بهي، لم يكن رفيق الحريري قد قتل بعد، ولم تنقلب الدنيا بعد، وكان لبنان ما يزال يتنفس أياماً هانئة بعد اتفاق الطائف وانتهاء الحرب الأهلية، في جبيل كان صبي يبيع صوراً فوتوغرافية مكبرة بالأبيض والأسود على ناصية الشارع في السوق القديم، ابتعت منه ثلاث صور لبيروت تعود لمنتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، شهقت وسقطت من عيني دمعة!

كيف لم يمنحني القدر فرصة ان أعيش أو أرى لبنان الأربعبينيات والخمسينيات والستينيات؟ كيف لم أتمش في تلك الشوارع اللامعة ولم أجلس على تلك المقاهي على الطراز الفرنسي، كيف لم أقابل تلك السيدة في كامل أناقتها وهي تعبر ساحة النجمة أو ذلك الرجل، وهو ينتظر الترام مرتدياً بدلته وقبعة الرأس وواقفاً بأبهة لا تشبه رجل الشارع العادي في أي عاصمة عربية اليوم!!

القاهرة التي هربت من أحد أحيائها منذ فترة وأنا أكاد أختنق، حتما ليست هي قاهرة الأيام الخوالي عندما كانت أجمل عواصم الدنيا، شوارعها وناسها، ومقاهيها التي يديرها اليونانيون الخواجات الذين تعرفنا عليهم في أفلام الأبيض والأسود.