أحدث الأخبار
  • 12:52 . ولي العهد السعودي ووزير خارجية الصين يبحثان العلاقات المشتركة... المزيد
  • 12:25 . مستشار خامنئي: إيران ستدعم “بحزم” حزب الله في لبنان... المزيد
  • 12:16 . "التعليم العالي" تعرّف 46 جامعة بمزايا المنصة الوطنية للتدريب العملي... المزيد
  • 11:46 . وفاة 21 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب... المزيد
  • 11:10 . كيف تمددت "الشركة العالمية القابضة" في مفاصل اقتصاد أبوظبي؟... المزيد
  • 10:56 . الجزائر تنفي إنشاء وحدات مرتزقة لتنفيذ عمليات سرية في الساحل... المزيد
  • 10:55 . زوجة جاسم الشامسي توجه رسالة إلى الرئيس السوري الشرع... المزيد
  • 07:40 . رئيس الدولة يزور قبرص لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين... المزيد
  • 07:21 . في ذكرى انطلاقة حماس.. خليل الحية يدعو لسرعة تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة غزة... المزيد
  • 06:13 . أستراليا.. 11 قتيلا في إطلاق نار على احتفال يهودي... المزيد
  • 06:00 . خبير إسرائيلي: الانتقالي سيطر على حضرموت بمساعدة أبوظبي وتل أبيب... المزيد
  • 12:02 . صحيفة عبرية تكشف ملابسات استهداف القيادي القسامي رائد سعد... المزيد
  • 11:01 . مقتل ثلاثة أمريكيين في هجوم لمشتبه بانتمائه للدولة الإسلامية بسوريا... المزيد
  • 10:24 . حلفاء أبوظبي يرفضون طلب الإمارات والسعودية بالانسحاب من شرقي اليمن... المزيد
  • 06:35 . سلطات غزة تعلن حصيلة الأضرار الكارثية لمنخفض "بيرون"... المزيد
  • 12:11 . إيران تصادر ناقلة نفط في خليج عمان... المزيد

فلسطين.. وحكومة المصالحة

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

بعد الاتفاق على الصلح ولدت حكومة المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية على أسس تكنوقراطية بعيدة عن المطالب الحزبية أو الجهوية من أجل إرساء دعائم حكومة وفاق وطني تمضي قدماً نحو إجراء انتخابات تشريعية متفق عليها لدى جميع الأطياف الفلسطينية دون الحاجة للعودة إلى المربع الأول.

أوَّل المستائين وآخرهم هي إسرائيل التي اعتبرت المصالحة الفلسطينية هدماً لمشروع السلام ومشروع الدولة الفلسطينية لأنه في نظرها مصالحة مع الإرهاب الذي تمثله «حماس» التي استفردت بقطاع غزّة طوال سنوات الخلاف الماضية.


وفي المقابل لم تراع أميركا راعية هذا السلام استياء إسرائيل واعتراضها على مبدأ المصالحة من الأصل، وهي التي كانت تصر على أن الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني أحد عراقيل عملية السلام، وعندما تم الصلح وتشكلت الحكومة الوطنية انقلبت إسرائيل عليها تحت مبرر «الإرهاب».

إسرائيل تمارس الغطرسة على طول الخط، الغرور جزء من تركيبتها النفسية فما لا يرضيها يجب ألا يرضى عنه العالم أجمع من وجهة نظرها، ولا يكسر هذا الغرور المبالغ فيه إلا قوّة وحدة الصف الفلسطيني، وبالذات في هذه المرحلة من وضع العالم العربي الذي تعرَّض استقراره للزعزعة منذ وقوع تغييرات ما سمي بـ«الربيع العربي» على رأس بعض الأنظمة العربية.

في ظل هذه الأجواء الموتورة، من الطبيعي أن تتأثر القضية الفلسطينية برمتها بذلك الحراك وخاصة أنها لم تعد في هذه المرحلة على رأس سلم الأولويات لا في العالم الأكبر ولا في العالم العربي، وهذا يعني أن على الطرف الفلسطيني مضاعفة الجهد لإعادة القضية الأم أو المحورية إلى الصدارة من جديد.

وهذا لا يتحقق إلا بالنظر إلى الأولويات الفلسطينية في هذه المرحلة التي يراد من خلالها البناء الأفضل لما هو آتٍ، وذلك بتجاوز كل حمولات الماضي والتفكير في متطلبات واستحقاقات الحاضر والمستقبل.

فمن حيث المبدأ، الاتفاق على الثوابت والمتغيرات من الآن جزء مهم من عملية المناورة السياسية مع الطرف الإسرائيلي، الذي لا يريد لهذه الحكومة الوطنية المضي نحو تحقيق أهدافها لحين إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

إن المصالحة التي أدّت إلى حكومة وحدة وطنية لا تعني عدم حصول اختلافات في وجهات نظر الأطراف المتصالحة في القضايا الوطنية، كلما كانت التفاصيل أكثر وضوحاً ودقة وهذا جزء من طبيعة أي حكومة متصالحة فيها بين أطرافها المختلفة في الحمولة الفكرية، إلا أن الأهم من كل ذلك الاتفاق على المصلحة الوطنية الفلسطينية بعيداً عن المصالح الذاتية وإن كانت في صالح الجهة أو الحزب.

لقد جاء وقت العمل الوطني الموحد والتفكير باتجاه الجبهة العصية على الاختراق مرة أخرى، لأن الجانب الإسرائيلي هو المستفيد الأول من هذا الاختراق لصالح مشروعه في دولة يهودية صرفة ليس للفلسطيني حق العيش فيها أو الرجوع إلى بقاعها المهجرة.

أصبح الآن على عاتق الفلسطينيين كلهم تقوية نقاط المصالحة كلما لاحت في الأفق نقطة خلاف عابرة حتى لو كانت غائرة منذ فترة طويلة في بعض النفوس، فالعلاج لا يكون بوضعها أمام الأعيان حتى لا تتحول إلى عراقيل، بل الأسلم هو تجاوزها بكل حكمة واقتدار وباتفاق إجماع الإرادة التي بمقدورها إدارة الشأن الفلسطيني بطريقة مختلفة عن سابق العهود السالفة.

فكل عربي ومسلم غيور على فلسطين قلب الأمة النابض يتأمل أن تكون مصالحة القلوب والنفوس هي السابقة لمصالحة قوالب الحكم ومسؤولياتها السياسية، فبزوال ما في القلوب أولاً تذوب العقبات السياسية والإدارية، ولا ينبغي أن تتوقف مصالح الحكومة الوطنية على مصلحة اختيار شخص أو برنامج بعينه، وإلا تدور العجلة إلى الخلف وهذا ما نخشاه ولا نريد أن يقع في هذا الظرف الحالي من حياة الأمة العربية لجسامة التحديات التي تواجهها.