أحدث الأخبار
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

«نحن» وإيران والمستقبل

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 21-01-2017


في هذه الفترة العصيبة من التطورات التي يمر بها العالم وتجتاح النظام الدولي القائم، هل من المفترض بنا «نحن» أبناء الخليج العربي أن نكون متفائلين أم متشائمين تجاه المستقبل؟ والواقع هو أن مثل هذه الحيرة وحل معضلتها تعتمد على ما نقصده بمصطلح «نحن»، فمن هم أولئك الـ «نحن»؟ وهل الإيرانيون الذين تقع بلادهم على ضفاف الخليج العربي جزء من ذلك الـ «نحن»، أم هم خارجه؟ والحقيقة أن التساؤل الأخير بالنسبة لي هو قضية فلسفية سأرجئ الحديث حولها إلى زمن ومقام آخر، وسأكتفي بالقول هنا أنه من خلال لقاءاتي بمجموعة من المسؤولين والمثقفين الإيرانيين خارج إيران، سواء في لقاءات رسمية أو في مؤتمرات علمية، وجدت صعوبة في أن أجد أياً منهم لا يعتقد بأن طموحات بلادهم في التوسع والهيمنة وفرض النفوذ على الآخرين وتصدير الثورة إليهم هي أمور غير مبررة أو غير منطقية أو حتى أنها ليست بعادلة، أو أن الوقت ليس إلى جانب بلادهم في طموحاتها لإعادة أمجادها الإمبراطورية الغابرة، وهي تهيئ نفسها حالياً كمركز للأحداث الجارية ليس في الخليج العربي وحده، ولكن في أرجاء العالم العربي كافة، وفي الجوار الجغرافي الشامل لإيران ذاتها، فهل يؤهلهم مثل هذا الاعتقاد أن يكونوا من الـ «نحن»؟

إن الملاحظ هو أن إيران تحاول أن تلعب في الخليج العربي لعبة «النفس الطويل» المشهورة عن طريق قيامها بعناد شديد تغيير الواقع المادي القائم، وذلك عبر سعيها الحثيث نحو إنتاج السلاح النووي، وما تعتقده بأنها قوة سياسية واقتصادية واستراتيجية وبشرية متفوقة يمكن لها من خلالها التفوق على الجميع في شتى المجالات، خاصة مقارنة بما لدى دول الخليج العربي من عناصر تلك القوة. وبغض النظر عن كل ما نعرفه وما يمكن لنا قوله حول الأمور التي لا يمكن تخيلها أو تصديق بأنها موجودة فعلاً في إيران من عدم استقرار سياسي وبؤس اجتماعي وتدهور اقتصادي، وفساد إداري ومالي، فإن وضع إيران الذي تدّعيه لنفسها كقوة متفوقة لا يمكن أن يرتقي أو يجاري الوضع الإجمالي المتميز لدى دول الخليج العربي الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وهنا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تريد دول المجلس حقاً التصادم مع إيران مباشرة عند نقطة ما في المستقبل، أم أنها ستتقبل ما تدّعيه إيران لنفسها وتتراجع عن الصدام معها بشكل تدريجي تفادياً لوقوع ما لا يمكن تدارك عقباه؟ وآخذاً في الاعتبار الحذر الشديد الذي يفضله المواطن العربي الخليجي وبعض صناع القرار في دول المجلس حيال الالتزام الاستراتيجي مفتوح النهايات في مواجهة إيران لو استمرت في تماديها حيالهم من حيث وجودهم وسلامتهم وأمن أوطانهم والمحافظة على مصالحها، فإن التخندق والاستعداد لمواجهة ما تقوم به إيران يتنامى منذ أمد طويل يعود إلى زمن الشاه السابق. إن إيران أصحاب العمائم تعمل على زيادة حضورها ووجودها الاستراتيجي والعسكري في المنطقة العربية برمتها وليس في الخليج العربي وحده، وبتطوير بدائل لبنى مؤسسية تستطيع من خلالها بسط نفوذها ونشر أيديولوجيتها الطائفية - المذهبية في بلاد العرب كافة، خاصة على ضوء ما يحدث في العرق وسوريا ولبنان.

والمخيف في الأمر هو أن المشروع الإيراني للتوسع في المنطقة العربية برمتها، جارٍ العمل عليه، وهو في تقدم سريع، فمنظمات عسكرية من قبيل «حزب الله» اللبناني، و«الحشد الشعبي» الشيعي في العراق، وما يوجد في البحرين من خلايا عنفية نائمة مشابهة تعمل في الخفاء، أنشأتها إيران وتقوم بتسليحها وتمويلها وتدريبها وتغذيتها، هي أمور مزعجة ومخيفة حقاً. إيران لن تتمكن في وقت قصير من السيطرة على مقاليد الأمور والتربع على المؤسسات والبني والترتيبات المحلية والدولية القائمة في هذه الدول، لكن محاذير هذه المعضلة هي أننا لو قمنا بالاستقراء المستقبلي والاستنتاج المنطقي من سلسلة الأحداث التي تجري منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين، وقمنا ببناء احتمالات ما يمكن حدوثه انطلاقاً من ذلك، فإن اتجاه المسيرة يبدو واضحاً جداً، وهو عجب عجاب. وللحديث صلة.