أحدث الأخبار
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد
  • 11:46 . عبدالله بن زايد وروبيو يبحثان استقرار اليمن.. ما دلالات الاتصال في هذا التوقيت؟... المزيد
  • 11:38 . موقع عبري: أبوظبي تقف وراء أكبر صفقة في تاريخ “إلبيت” الإسرائيلية بقيمة 2.3 مليار دولار... المزيد
  • 06:03 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد

«قليلٌ من المن.. كثيرٌ من الأذى!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 12-01-2017


هل يوجد ما هو أجمل من رؤية زميل قديم بلا موعد ولا ترتيب؟

حين تلتقي شخصاً من الأيام الجميلة فإن ذلك الاحتضان بينكما ليس لشخصك أو لشخصه فقط، قد تكون علاقتكما في تلك الأيام ليست عميقة أصلاً، ولكنك تعانق فيه عبق الماضي، قلوبه الطاهرة، ذكريات النخيل، أيام ما قبل الحداثة، أشعار ما قبل الحداثة، أخلاق ما قبل الحداثة، تعانق فيه ذلك المجتمع البسيط ببيوته الشعبية الأبسط وكل الحب والضحكات التي كانت تملؤها، تعانق فيه المجتمع الذي لم يعرف الأحزاب ولا الأفكار ولا التيارات ولا الطبقية ولا التخوين ولا التصنيف، تعانق رائحة الهيل واللبان والسجاد العتيق، تعانق كل شيء جميل قبل أن تأتيك العبارة التي تخرجك من كل هذه الأحلام، حين يقول لك فجأة: كرشت والله يا فلان!

البعض لديه مهارة هائلة في تحويل أجمل اللحظات الإنسانية إلى لحظات قرف وإحراج، في ثانية واحدة تحترق جميع الأزهار وتختفي جميع الألوان وتخرس زقزقة العصافير، ولا يبقى من رائحة الماضي الجميل سوى رائحة إبطيه، يكرّر ببلاهة وهو يكور يده أمامه في نصف دائرة وهمية: مكرش جنك؟ ها؟ كبرنا هعهعهع! وبذلك يضيف صفعة أخرى لصفة الوزن وهي صفعة العمر.. وما أدراك ما صفعة العمر!

بالطبع فطريقة الإلقاء بك من عالي الذكريات إلى سافل الواقع تختلف، فصديق قديم سيبدي ملاحظة على الوزن، بينما آخر مغرم بالبدء بعبارة: شوبت يا فلان، وهو ينظر بشكل مليّ إلى عدد النقاط البيضاء في لحيتك، والآخر يخبرك بأن «نور الإيمان» الذي كان في رقعتك قد انطفأ، وما إلى ذلك من تلك الملاحظات التي ترفع المعنويات لتصل لمعنويات «الرايخ» في نهايات الشتاء اللينينجرادي!

تقضي بقية الدقائق من لقاء المصادفة، وأنت تبحث عن واجهة زجاجية مصقولة لتتأكد من كلام رجال الماضي، فتدقق في قامتك وأنت تحاول تعزية نفسك بعمل حركة «الشفط»، وهي أكبر عملية نفسية يقوم بها الجسم البشري للحفاظ على نفسية صاحبه من الانهيار، تقرر بأنك ستمر على سوق البحر لشراء حنة من أجل بياض وقارك، تصل نفسيتك إلى الحضيض بشكل حقيقي، تسرح في أفكار أوسط العمر حين تومض ذكرى حزينة فجأة، وتتساءل: أتراها لاتزال على العهد؟

يلاحظ من بدأ قصيدة الحزن بأن نفسيتك قد تقهقرت فجأة، فيسألك عن السبب ولا تجيب، فيقول لك عبارة تحطم ما تبقى من سعادة ذلك اللقاء فيك: هييييه، والله واتغيرت يا فلان! ترغب في أن تقول له: سير (ول) لا! ولكنك تكتفي بما ستحمله على مخدتك من أحزان لهذا اليوم.

لكل لقاء بعد فترة طعم مختلف، فلا تفسدوه بملاحظاتكم الجانبية السخيفة، ألا تتعلمون من دعايات «فيمتو»؟!