أحدث الأخبار
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد
  • 11:55 . تحقيق استقصائي: الإمارات محطة محورية في شبكة تجنيد مرتزقة كولومبيين للقتال في السودان... المزيد
  • 11:51 . السعودية تمنح قائد جيش باكستان وسام الملك عبدالعزيز... المزيد
  • 11:23 . خلال زيارته لقاعدة عسكرية فرنسية بأبوظبي.. ماكرون يعلن عن بناء حاملة طائرات جديدة... المزيد
  • 11:09 . "الإمارات للخدمات الصحية": 3699 زوجاً خضعوا للفحص الجيني قبل الزواج خلال 2025... المزيد
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد

الهروب إلى المجهول!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 26-09-2016


أمسح بعيني العناوين البارزة في الصفحات الأولى للصحف اليومية، كل صباح، أفعل هذا بإصرار ودأب يشبه دأب نملة تدور في كل الاتجاهات بحثاً عن بقايا طعام أو بقايا رفاق نجوا من دهس قدم آدمية، أقول ربما في غفلة عنا ونحن نيام حدث شيء مختلف، جميل ومفرح، أوقف الحروب، أدار عجلات البناء، غيّر المعادلة، وأعاد ترتيب الفوضى العالقة في المنطقة حولنا، والتي تفرز مآسيها كل يوم بشكل لا يصدق ولا يحتمل!

مآسٍ تقتات من لحم وأحلام البسطاء، لذلك لا يجد هؤلاء مخرجاً سوى الهرب، فليس هناك أكثر يأساً من مواطن لا يرى في وطنه أماناً ولا عملاً ولا كرامة ولا مستقبلاً، فيهرب بعيداً، مع علمه بأن الموت يترصده في كل خطوة يخطوها.

هذا الذي سمّاه الشاعر (المستجير من الرمضاء بالنار) لقد رأيت هؤلاء المستجيرين بالموج والمجهول، عبر ذلك القارب ذي الحمولة العجائبية المهولة، فكيف أمكنهم أن يتكدسوا بهذا العدد في ذلك القارب؟ كيف تسللوا بهذا العدد وبصحبة أطفال؟ ولماذا خاطروا بأرواحهم؟ إنه اليأس وفقدان الأمل؟

ليس هناك أخطر من شخص ليس لديه ما يفقده، بعد أن فقد كل شيء، لذلك فهو أشبه بمن ينتحر في كل خطوة يخطوها، لأن الخيار الآخر لا وجود له، فهو بين خيارين كلاهما يشبه السير على حد السكين!

هذا هو حال الفرد في أوطان لا تمنح أبناءها الأمان والعدالة، والاعتزاز، والاكتفاء والسعادة، والحاضر والمستقبل، ذلك أن الوطن ليس علماً وتحية وحدوداً وجيوشاً وإشارات مرور وسجوناً، الوطن كرامة وعلاقة حب متكافئة وعلنية وذات استحقاقات كاملة من كلا الطرفين!

كيف يمكن لأوطان ترى أبناءها يغرقون في عرض البحر، ويمر نهار المسؤولين فيها مرور الكرام؟ كيف يبقى حاكم على كرسيه وأطفال بلده يلتقطون جثثاً على شواطئ الدنيا؟ كيف لا يهرب من الوطن شاب لا يرى وطنه سوى نفق طويل ومظلم ولا ضوء يلوح في نهايته؟ لقد رأيت هؤلاء الشباب في أكثر من بلد عربي يفتتحون نهاراتهم في الظهيرة، يعبون دخان الأراجيل في مقاه رخيصة طوال الوقت، ويطحنون الوقت برحى الكلام والأحلام التي نهاياتها غير مأمونة دائماً!