أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

أميركا بين الديمقراطية والانقلاب

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 01-08-2016


تصدير الديمقراطية سلعة أميركية، والانقلاب عليها أيضا سلعة أميركية بامتياز. في النصف الثاني من القرن العشرين، كان الملف الأميركي واضحاً في دعم الانقلابات حول العالم، ويعدد ويليام بلوم في كتابه «قتل الأمل»، ما يقارب أربعين انقلابا وتغييرا لحكومات وقفت خلفها الولايات المتحدة، منذ دعم الانقلاب على محمد مصدق في إيران في 1953، ويستثني من هذا العدد الانقلابات التي لم تنجح، أو التي لم يثبت وقوف المخابرات الأميركية ورائها.
هذا التناقض في دعم الانقلاب والديمقراطية، هو الذي دفع الرئيس التركي أردوغان الأسبوع الماضي إلى السخرية من هذا التناقض، حين وبخ الجنرال الأميركي الذي تكلم في شأن الانقلاب وحبس العسكريين الأتراك، قائلاً له: عليك أن تقدم الشكر لتركيا التي دحرت الانقلاب، باسم الديمقراطية التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضا عن الاصطفاف بجانبهم.
لم يعد الأمر كما كان في السابق، لقد تبقى لأميركا فقط أن تكون صادقة في دعم الديمقراطية والحقوق، لأن هذه شؤون سياسية سليمة، أما دعم الانقلاب فستفشل فيه، لأنه غير سياسي، والشعوب اليوم بفضل الإنترنت وشفافيته، أصبحت تلاحظ جيدا ما هو سياسي، وما هو غير سياسي. فحالة مثال تركيا اليوم وقبله عدة أمثلة في أميركا اللاتينية، تؤكد صعوبة أن تتلاعب أميركا بالدول كما السابق.
من حسنات الديمقراطية واحترام رأي الشعوب، أنها تعزز استقلال الدول، في منتصف العام 2013 اجتمع رؤساء خمس دول لاتينية في مونتيفيدو، عاصمة الأوروجواي، موجهين رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية منع دول أوروبية طائرة رئيس بوليفيا إيفو موراليس من المرور، بعد اشتباه أنها تقل إدوارد سنودن العميل الأميركي السابق الذي كشف فضيحة تجسس أميركا على العالم، قال أحد هؤلاء القادة: إن على أوروبا أن تعرف من هو التابع الآن (في إشارة إلى تبعية أوروبا لأميركا)، كما أصدر القادة بياناً، ذكروا فيه أن أميركا تتجسس على العالم، ليس بهدف ملاحقة الإرهاب، وإنما لمعرفة المخططات المالية والعلمية للدول.
إن التخوف في تركيا اليوم من وجود انقلاب آخر مبرر، فأميركا بعد انقلابات فاشلة، أعادت الكرة في زمن قصير، كما حدث سابقا في تركيا نفسها، والإكوادور، وبوليفيا. لكن محاولات أميركا ضد إرادة الشعوب تقل حظوظها اليوم، قبل أردوغان الآن كانت هناك محاولات أميركية ضد الرئيس مادورو في فنزويلا لكنها بقيت معزولة وضعيفة، واليوم يشكل مادورو مع نظيريه البوليفي إيفو موراليس، والإكوادوري رافائيل كوريا، تحالفاً جريئا في وجه هيمنة الولايات المتحدة، وبقية الدول اللاتينية داعمة أكيدة لهم.
يؤكد الروائي الأوروجوياني الرائع إدوارد غاليانو، في كتابه «الشرايين المفتوحة لأميركا اللاتينية: خمسة قرون من نهب قارة»، أن أميركا اللاتينية منذ تم اكتشافها قبل خمسمائة عام، كانت قد تخصصت في أن تخسر فقط! كانت خاضعة وتخسر كل ما لديها لجيب المستعمر، فقط حين أتت الديمقراطية قبل فترة قصيرة، تعافت هذه الدول. ولا يتعلق الأمر بالثروة فقط، بل بالكرامة أيضاً، يشير كاتب يدعى جريغ جراندين، إلى غياب منطقة واحدة في العالم من قائمة العار، قائمة البقع السوداء (وتعني الدول التي فيها سجون سرية وتسلم المختطفين للمخابرات الأميركية)، وهذه المنطقة هي أميركا اللاتينية، لأنها مستقلة ولم تعد تخضع. لا شيء مثل الديمقراطية يعزز استقلال الشعوب، ولا شيء مثل الانقلاب والخضوع للعسكر، يجدد التبعية والخضوع.;