أحدث الأخبار
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد
  • 12:22 . كلمات صادقة من حاكم الشارقة لفلسطين تشعل التفاعل: "لو كان بيدنا لكنا معكم"... المزيد
  • 12:01 . وثيقة ويكيليكس تكشف رؤية محمد بن زايد للانتخابات والإسلام السياسي وإيران... المزيد
  • 11:53 . كتاب "الوهم الأندلسي" لروضة الطنيجي يثير موجة انتقادات حادة واتهامات بالتحريض وتشويه صورة الإسلام... المزيد
  • 01:06 . رويترز: مهبط طائرات ممول من أبوظبي في ليبيا يغيّر موازين الحرب السودانية... المزيد
  • 12:35 . بسبب الرقائق الإلكترونية.. أبوظبي في مرمى التحقيقات الأمريكية... المزيد
  • 08:07 . كاتب إسرائيلي يكشف عن خلافات بين ترامب ونتنياهو قبيل لقائهما القادم... المزيد
  • 06:27 . الأرصاد يتوقع طقساً صحواً إلى غائم جزئياً خلال الغد... المزيد
  • 06:24 . سيناتور أمريكي: صواريخ إيران قادرة على اختراق "القبة الحديدية" الإسرائيلية... المزيد
  • 12:43 . مقتل جنرال في الجيش الروسي بانفجار في موسكو... المزيد
  • 12:24 . هيئة فلسطينية: مستوطنات الاحتلال الجديدة حرب إبادة على الجغرافيا... المزيد

أنـور الثـاني: التطبيع بعد اغتيال الربيع

الكـاتب : أحمد بن راشد بن سعيد
تاريخ الخبر: 27-07-2016


بعد مئة عام من الآن سيكتب المؤرّخ سهم بن كنانة هذا المقال، وهو فصل من كتاب له بعنوان: التطبيع بعد اغتيال الربيع.

حدّث سهم بن كنانة، قال:
حصل في سنة 1437 للهجرة أن شذّ من جزيرة العرب قومٌ مجانين، رغبوا الصلح مع اليهود الملاعين، الذين كانوا حينها يحتلّون فلسطين، وكان هؤلاء بين منتكسٍ ومأفونْ، لكنّهم شرذمةٌ قليلونْ، ما وقر الإيمانُ في قلوبِهم، وغرّهم ما في جيوبِهم، وظنّوا أنّ دولةَ يهود ستبقى، وأنّ العاقبةَ ليست لمن اتّقى، وأنّ الغلَبةَ لا تكون بغير السلاحْ، فإن تعذّر فلا مفرّ من الانبطاحْ، فليت شعري كيف ضيّعوا الإيمانَ والصّلاحْ، والتوكّل على الله في غُدوةٍ ورواحْ، «نزعوا عن الأعناق خيرَ قلادةٍ/ونضوا عن الأعطاف خيرَ وشاح.
قال سهم بن كنانة: وكان من هولاء رجلٌ اسمه أنورْ، ما زال يخْبطُ كأنّه أعورْ، يلهثُ خلف أعيان يهودْ، ويقبّلهم في الجباه والخدودْ، ويرفؤهم بأحسن ما يجدُ من الكلامْ، ويعاملُهم معاملةَ أهل الإسلامْ، وكان يلتقط معهم الصورْ، وعلى وجهه يرتسمُ الجبنُ والخوَرْ، بل يبتسمُ لهم كأنّه في عرسْ، وهم مدهوشون من تزلّفه خُرْسْ، وأبلغهم أنه تعلّم الدرسْ، فأدرك أن اليهود أقربُ مودّةً إلى العرب من الفُرْس، ولقد ضلّ أنور وما اهتدى، وسالم والله من اعتدى، ولم يفهم حتى من الأشعارْ، أنه كالمستجير من الرمضاء بالنارْ، ومن عجبٍ أنّ أنور هذا حذا حذو رجل آخر قبله اسمُه أنورْ، طغى في أرض مصر وتجبّرْ، وسلّم لليهود الأبيضَ والأحمرْ، ثم خرج على قومه في زينتِه، وحوله ملأٌ من طينتِه، فأمطره بعضُ جنوده بالرصاصْ، وسمّوا ذلك يومَ القصاصْ.
قال سهم بن كنانة: واهتبل أنورُ الثاني كلَّ سانحة، ليخدم العدوّ ومصالحَه، كأنما أطل أنورُ القديم في لحظةٍ كالحة، فما أعظم الجائحة، وما أشبه الليلة بالبارحة، وطفق يلوبُ العواصمْ، ويقولُ القواصمْ، ويحضرُ المؤتمراتْ، ويأتي بالمنكراتْ، زاعماً أنّ اليهود أبناءُ عمومة، ولهم ذمّةٌ معلومة، ومودّةٌ مكتومة، وأنّهم والعربَ يلتقون في النبيّ إبراهيمْ، ولا بدّ أمام الأرحام من التسليمْ، كما زعم أنّ الصلحَ سيرفعُ البلوى، ويُنْزلُ المنَّ والسلوى، ويعمُّ ببركاتِه أرضَ العربْ، حتى لا تبقى فيها محَنٌ ولا كُرَبْ.
قال سهم بن كنانة: وقد سمّى أقوامٌ فعلَ أنورَ بالتطبيعْ، وقال آخرون إنه نتيجةُ اغتيال الربيعْ، وفرْض الاستبداد على الجميعْ، وأبلغني أبي أنّ أنور هذا كان يُبدي التدينْ، ويُخفي التصهينْ، وقد بلغ من نفاقه أنه ظهر مع الصهاينة بلحيتِه، ويدُه تعبث في سبحتِه، ليوحيَ أنّ فعله نصرةٌ للدينْ، ومن أجل تحرير فلسطينْ، وليت شعري كيف يحرّرُ الأرضَ من باعها، وينقذُ الأمّةَ من حاصرها وراعها.
قال سهم بن كنانة: وعاد أنورُ بخفّيْ حُنين، إلى بلاده مكسورَ العينْ، وهو يزعم أن السلامَ قاب قوسينْ، وقد أدرك العالمُ حينها أنّه لم يجن سوى الوهمْ، وأنّه ضرب في الخيانة بسهمْ، وقد هجاه بعضُ شعراء ذلك الزمان فقال أحدُهم:
لستَ منّي إذ احتضنتَ الأعادي
يا عدوّي ويا عدوّ بلادي
كلّ من خان قدسَنا فعليهِ
لعنةٌ لا تزولُ حتى المعادِ
وظل أنور مجلّلاً بالخسران، ملعوناً على كلّ لسان، وانقطعت أخبارُه، وفنيتْ آثارُه، حتى ذاق كأَس منيّتِه، ونبت الربيعُ على دِمنتِه.;