أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

المسودة الأولى

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 04-07-2016


قالت العرب «لا يضيء الكتاب حتى يسود»، والقصد أن الاستفادة المثلى من الكتاب تحضر حين يسوّد القارئ حواشي الكتاب وأطرافه بكتابة الفوائد والتعليقات عليها. هذا في حال القراءة، أما في الكتابة فللمسودة دور أعظم. قال أحد الكتاب مرة: من حسن حظي أن القرّاء لا يقرأون مسودتي الأولى. كان هذا الكاتب يكتب مسودات، تتغير كل مرة، وتتجمل في كل نسخة، حتى تظهر بصورة أبهى. كتاب المواد الطويلة الثرية، وكتاب القطع الإبداعية، يعرفون جيدا قيمة المسودة والقراطيس الأولى. يقال إن كل قصيدة جميلة، تختبئ خلفها سبع مسودات.
هذا هو الإبداع، عملية بناء. لا يهم ما الذي تبدأ به ولا شكله، المهم أن تضع لبنات أولى لعملك، ثم تضيف لها كل يوم شيئا فشيئا، وتتفاجأ بعد الاستمرار والاستعانة بالليل والنهار، ما أضافته دواخلك كل مرة لعملك. لقد قيل عن قطع الكتابة الجيدة، أنك تبدأها ولا تعرف أين ستنتهي بك، لأن الكتابة رحلة اكتشاف لك، قبل أن تكون كشفا منك. والمسودة هي المساعد الأول في هذه الرحلة، لأنها وبلا أي كلفة، تهب صاحبها سحر البدء والجرأة، والتعود، والتحسن.
شهدت نقاشا دار بين زملاء كتاب، عن الكاتب سواء كان روائيا أو غيره، هل المفترض أنه يبدأ الكتابة بعد أن يكون لديه تصور كامل في ذهنه عما يريد كتابته، أم قد تكون لديه بعض التصورات، والكتابة ستجعله يكمل لاحقا هذه التصورات عبر عملية الكتابة نفسها. وجدت حلا لهذه المعضلة، بعد أن شاهدت فلماً وثائقياً عن كيفية صناعة فلم «ريفنانت»، وسمعت عبارة قالها مخرج الفلم اليخاندرو غونزاليس في بدايته: إن الكاتب قد يعرف ما يريد كتابته، لكنه أبدا لن يعرف ما سيكتبه في النهاية.
البعض قد يكون لديهم موقف من المسودة الأولى وتعديلها، وكثرة التغيير عليها. مثل شاعر تونس والعرب، أبي القاسم الشابي، الذي اعتبر أي تعديل لاحق، هو بمثابة الرقعة على الثوب. والشابي هنا تطرف للإبداع، وكيف أن المسودة الأولى تعبر عن دفقة شعورية ساخنة من القلب، لا يفترض التعديل عليها في أوقات لاحقة بعد أن تكون نضارتها وحرارة الشعور حولها قد ذهبت. لكن في النهاية، برأيي لا إشكال في اصطياد الومضات، والبناء عليها وإن في أوقات لاحقة، كما قال أحد الكتاب: المسودة الأولى تكتبها بقلبك، ثم تلاحق هذه الكتابة في نسخ أخرى وتنقحها وتنتقد بعقلك.
أصبحت الكتابة اليوم شأنا عاما ولا تخص فقط من احترفوا الكتابة. تواصلنا الاجتماعي عبر الأنترنت يتم بشكل واسع عبر الكتابة. ولأن لدى كل منا شيئا يقوله، فالطريقة المثلى لإيصال ذلك، تكمن في أن يحضره عبر صورة جيدة. ولا صورة أبهى من صورة الكتابة الجميلة، تلك التي ماتت في سبيلها مسودات كثيرة.;