أحدث الأخبار
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد
  • 12:04 . "صحة" توفر جراحة تفتيت حصى الكلى بالليزر للأطفال لأول مرة في أبوظبي... المزيد
  • 11:51 . الجامعة العربية تدعو للتفاعل الإيجابي مع مبادرة السلام السودانية... المزيد
  • 11:50 . مصرع رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه في تحطم طائرة أثناء مهمة رسمية بتركيا... المزيد
  • 09:39 . الدعم السريع تعلن استعادة بلدة مهمة وترفض عرض الخرطوم وقف الحرب... المزيد
  • 08:50 . بينهم سعوديون وسودانيون.. اتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين للإفراج عن 2900 أسير... المزيد
  • 08:05 . كيف تشغّل أبوظبي شبكة مؤثّريها لتشويه الإسلاميين؟.. تحقيق يوضح البنية والسرديات... المزيد
  • 04:48 . ترامب يقرر الاحتفاظ بالناقلات المصادرة وتحويل نفطها للمخزون الإستراتيجي... المزيد
  • 12:30 . سلطان عُمان يستقبل وزير الخارجية السعودي لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية... المزيد
  • 12:26 . قرقاش يرد على السعوديين واليمنيين والسودانيين: "الإمارات لا تبحث عن نفوذ"... المزيد

معطف الكتابة لا يناسب الجميع !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 19-06-2016


لم أستغرب خلال الأسبوع الماضي إلا من كاتب استنكر كتابتي حول قضية الكتابة والكتبة والكتاب، الحقيقيين والمزيفين والذين لا علاقة لهم بالكتابة لكنهم متعلقون بأهدابها، كل لغاية في نفسه، كما كان يعقوب النبي حين أمر بنيه بأن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة وليس من باب واحد، المشكلة أن الذين دخلوا عالم الكتابة بطريق الخطأ أو الادعاء دخلوه من باب واحد، لأنهم لم يقرأوا نصيحة يعقوب، لذلك أصبحوا معروفين، ولهذا نقول إن القراءة هي الفأس التي تكسر جمود جهلنا وتحررنا، فإن لم تجعلك القراءة كاتباً فستعينك على أن تحتاط وتحذر وتستعد!

أن يدخل كل هذا الجمع من باب واحد، مع وجود أبواب أخرى متفرقة، أمر يثير الاستغراب ويطرح بعض التساؤلات، مرة سألت أحد هؤلاء وكان قد صدق نفسه أنه يكتب هذا الذي يظهر في الجرائد كل أسبوع، سألته ما رأيك فيما تكتب؟ فقال جميل والله أحس أنني فيلسوف أحياناً فأبتهج من داخلي، أشعر أنني شخص عظيم، قلت له، أسألك عن الكتابة وليس عنك! هو صمت وأنا غيرت الموضوع!.

لقد قدم لي دون أن ينتبه الإجابة الدقيقة على سؤال لم أطرحه أصلاً هو: لماذا يلجأ البعض لفكرة طرح نفسه ككاتب تحديداً مستعيناً بأشخاص آخرين يكتبون له، في حين أن بإمكانه الاكتفاء بوظيفته الحكومية الجيدة ذات الدخل المرتفع والذي لا ينافسه الكتّاب عليه في المقابل! إنه هذا الإحساس الذي شرحه بدقة كبيرة، الشعور بالعظمة والابتهاج والتمخطر أمام الناس على أنه فيلسوف ومثقف ومحلل وعالم ببواطن الأمور!

لماذا يظن بعض الأشخاص أنه من البساطة أن يكون كاتباً، ودون أدنى تعب أو جهد وكأن الكتابة مهنة من لا مهنة له، أو المهنة اللقيطة، أو المهنة الشليهة بمعطف معلق خلف أي باب نلتقطه بسهولة، لنواجه به الخارج متدثرين ومتجملين ومندسين فيه؟ في حين أن الكتابة واحدة من أصعب وأنبل المهن وأكثرها خطورة.

تقتضي الكتابة من الكاتب أن يفني حياته بين الكتب والصحف والناس والأمكنة، وفي المنتديات والمؤتمرات، وفي قلب الأحداث والتحولات متأرجحاً بين احتياجات لا يستطيع توفير نصفها ورغبات هي من حقه، لكن تنازعه الكتابة عليها فيتجنبها ليكون كاتباً حقيقيا، كاتباً يمتلك الخزين والتجربة وقاموس اللغة والشغف والقلق والشك وموهبة التلصص على عقول الناس والإحساس بمشاعرهم وهمومهم لينقلها فيما بعد عبر مقالاته وكتبه ورواياته، ليكون صوتهم ولسانهم ومنبرهم وجريدتهم وصديقهم الذي يحتسي القهوة معهم منذ الصباح الباكر!.